هنا اوروبا

إيطاليا: مهاجرون يقيمون بمبنى مهجور وسط نفايات كيماوية يطالبون بسكن بديل

يقيم المئات من المهاجرين والإيطاليين، وسط نفايات كيماوية سامة في مبنى مهجور في روما، كان في السابق مصنعا لإنتاج البنسلين، ودعا بعضهم في مؤتمر صحفي مجلس المدينة إلى توفير أماكن بديلة لهم، حتى يتمكنوا من مغادرة المبنى، الذي يشكل خطرا على المقيمين فيه وسكان المنطقة.

دعا مهاجرون يقيمون في مصنع قديم في أطراف روما، على بعد عدة كيلو مترات قليلة من شارع تيبورتينا، مجلس المدينة إلى توفير سكن بديل لهم، حيث يعيشون بين القمامة والنفايات الصناعية والكيماوية السامة. وكان المصنع مخصصا لإنتاج البنسلين، وشكل في الماضي رمزا للتكنولوجيا الايطالية، إلا أنه الآن مجرد هيكل مهجور، يعيش فيه 600 شخص، معظمهم من الأفارقة، وبعضهم إيطاليون، ويتصدر هذا المصنع القديم قائمة تضم 27 مبنى يجب إخلاؤها. 

 
وعقد المقيمون في المصنع، مؤتمرا صحفيا استعرضوا خلاله كيفية الحياة في مبنى المصنع المتهالك، ودعوا مجلس المدينة لتوفير سكن بديل لهم، وقال السنغالي جون (36 عاما) الذي يعيش في المبنى منذ نحو عام، إن "هذا المكان لم يعد بوسع أحد أن يعيش فيه، لكن ليس لدينا بديل، وسوف يتم إجلاؤنا منه، ونحن لا نريد أن نعارض ذلك، بشرط أن يكون هناك بديل أفضل، أي بديل، مجرد سقف يمكن أن ننام تحته". وأضاف أنه "بعد الإخلاء، سيظل هذا المبنى مهجورا في تلك الضاحية، ويحتاج إلى ترميمه، فضلا عن أن الذين يقيمون فيه لديهم الرغبة في تقديم العون في هذا العمل". ووصلت الظروف في هذا المبنى المتهالك إلى حافة الهاوية، حيث يعيش العديد من المقيمين فيه في أكواخ صغيرة بين النفايات الكيماوية وألواح الأسبستوس المسببة للسرطان. 
 
وتحدث المهاجرون، خلال المؤتمر الصحفي، عن الأسباب التي دفعتهم إلى العيش في مبنى المصنع، وأوضحوا أن بعضهم لم يعودوا مدرجين في نظام الاستقبال الإيطالي، والبعض الآخر بلا عمل، كما أن هناك من يقيم بشكل غير شرعي. ومن بين هؤلاء إيسا، وهي مهاجرة من سيراليون فقدت كل شئ، وأجبرت على أن تتخذ من مبنى المصنع ملجأ لها حتى تتجنب الحياة في الشوارع. 
 
وقالت إيسا للصحفيين، "لقد وصلت إلى إيطاليا في عام 1993، ودائما أعمل كخادمة في مختلف المدن الإيطالية، لكن في عام 2015 فقدت عملي". وأضافت وهي تبكي "كنت متزوجة، واشترينا منزلا، لكن زوجي تركني بعد أن قضينا 12 عاما معا، وحاولت أن أسدد أقساط الرهن العقاري بنفسي، فلم أتمكن من ذلك، وقام البنك بأخذ المنزل، لهذا أعيش هنا، رغم أن الوضع مثير للاشمئزاز، ولا يوجد أمان". وتابعت "أنا لا أنام، ولا آكل، وفي بعض الأحيان لا اتذكر في أي يوم نحن، أكاد أجن، وكل ما أريده هو غرفة، نحن نطلب منكم المساعدة، حتى يمكن أن نعيش بطريقة صحيحة، ونعمل من جديد". 
 
 
 
 
 
 
 
ر.خ. ansa
زر الذهاب إلى الأعلى