هنا اوروبا

“مراكز المرساة”.. احتجاز للاجئين أم تسريع للبت بطلباتهم؟

وافق الائتلاف الحكومي، المكون من التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، على إقامة مراكز استقبال لطالب اللجوء، بحيث يبقون فيها إلى حين البت بطلبات لجوئهم. وقال وزير الداخلية هورست زيهوفر أنه يعتزم وضع الخطة قيد التنفيذ بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أولى المراكز قد يدخل الخدمة بحلول أيلول/سبتمبر المقبل. وتُسمى تلك المراكز المزمع إقامتها بـ"مراكز المرساة"، وجاء الاسم من مرساة السفينة التي تٌلقى في الماء وتمنع السفينة عن الحركة

وحسب الخطة الجديدة، سيتعين على طالبي اللجوء المكوث في تلك المراكز حتى البت بطلبات لجوئهم. واتفق طرفا الائتلاف على أن تكون أقصى مدة للإقامة في تلك المراكز سنة ونصف. هذا في حين ستقتصر الفترة القصوى لإقامة العائلات التي لديها أطفال على ستة أشهر. ومن غير الواضح حتى الآن أين سيتم إقامة تلك المراكز.

تقييد حرية الحركة

في الوقت الحاضر من حق طالبي اللجوء، الذين تبدو فرص حصولهم على حق اللجوء جيدة، العيش خارج مراكز اللجوء مباشرة بعد تقديم طلب اللجوء. وفي الأشهر الثلاثة الأولى لا يُسمح لهم بمغادرة المنطقة التي تقدموا فيها بطلب اللجوء. ولكن بعد تلك الفترة يمكنهم قانونياً التنقل والعيش حيثما يرغبون في ألمانيا.

أما أولئك، الذين لا فرص كبيرة لهم في الحصول على حق اللجوء، فيتوجب عليهم البقاء في مراكز اللجوء حتى البت بطلباتهم. وفي حال رفض الطلب لا يسمح لهم بالعمل والتنقل إلى حين يتم ترحيلهم من ألمانيا.

نقاش عاصف

جلب الإعلان عن النية بإقامة تلك المراكز انتقادات شديدة في داخل ألمانيا وخارجها. وفي كانون الثاني/يناير الماضي قال رئيس الحزب البافاري بالوكالة، مانفرد فيبر، إن القضية الأساسية في أوروبا لعام 2018 ستكون "الحل النهائي" لمسألة اللاجئين. وأعادت عبارة "الحل النهائي" إلى الأذهان ما خرج النازيون به عام 1942 بخصوص "الحل النهائي للمسألة اليهودية". وبعد تصريح مانفرد بوقت قصير اقترح وزير الداخلية النمساوي كيربرت كيكل أن يتم "تجميع اللاجئين في مكان واحد"، الأمر الذي قاد إلى عقد مقارنات مع معسكرات الاعتقال النازية.

Muslimische Frau holt ihre Kinder von der Schule ab (picture-alliance/W. Rothermel)

ناشطون يخشون عزلة اللاجئين في "مراكز المرساة"

 وصفة "فاشلة" للاندماج

قالت الصحيفة في مجلة "دي تسايت" الألمانية، كاترينا لوبنشتاين، إن مراكز إيواء اللاجئين المقترحة تمثل تراجعاً عن سياسة الإدارة اللامركزية لملف اللاجئين، مشيرة إلى أن من يعملون في مراكز مشابهة لتلك المقترحة والموجودة في مدن بامبيرغ ومانشنغ في ولاية بافاريا يشتكون من سوء الأوضاع هناك.

كما نوهت لوبنشتاين إلى أن تلك المراكز وصفة لاندماج فاشل. وأظهرت دراسات أن التواصل مع المتحدثين باللغة الألمانية والعمل وإرسال الأطفال إلى المدرسة هي أنجع الطرق لاندماج طالبي اللجوء.

كما عبر ناشطون ولاجئون عن مخاوفهم من عزلة اللاجئين في تلك المراكز. وقالت منظمة "برو أزول" الألمانية المدافعة عن حقوق اللاجئين إنه لن يكون بمقدور طالبي اللجوء التواصل مع محامين والعاملين في مجال الخدمة الاجتماعية وغيرهم ممن يمكن أن يقدم لهم الدعم والعون.

وتخشى المستشارة القانونية للمنظمة الألمانية، بيليندا بارتولوتشي، من انعدام فرص تقديم طعون وطلبات استئناف ضد قرارات اللجوء المرفوضة. كما تبدي المستشارة القانونية خشيتها على اللاجئين ذوي الاحتياجات الخاصة: "لا ضمانة أنه سيتم أخذ احتياجاتهم الخاصة وحقوقهم بعين الاعتبار". وفي الوقت الذي تناقش فيه الحكومة الألمانية تضمين حقوق الأطفال في الدستور تتسأل بيليندا بارتولوتشي "لماذا لا يتم حماية الأطفال اللاجئين أيضاً؟".

تفاصيل غير واضحة

في حين وردت خطة "مراكز المرساة" في عقد الائتلاف الحكومي، ليس هناك إلا تفاصيل قليلة عن التطبيق. يعتقد رئيس مجلس خبراء المؤسسة الألمانية للاندماج والهجرة، توماس باور، أنه وحتى الحكومة نفسها ليست لديها فكرة واضحة في الوقت الحاضر عن تلك المراكز.

ويضيف توماس باور أنه لا أحد يعلم فيما إذا كان طالبو اللجوء سيتم احتجازهم هناك أو أنه سيكون لهم حرية الخروج والدخول. "نأمل أن يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة في الحي الذي توجد فيه تلك المراكز ويتعلموا اللغة الألمانية فيها".

ويأمل البرفيسور الجامعي توماس باور أن تساهم تلك المراكز في تسريع وتيرة البت بطلبات اللجوء: "إذا لم يتم البت بطلبات اللجوء خلال 18 شهراً، يتعين علينا إخراجهم من تلك المراكز".

 

 

مهاجر نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى