تحقيقات ومقابلات

الوباء يربك السيّاح ويتسبب في توتر بريطاني ـ فرنسي

كانت أوروبا تعوّل على أشهر الصيف والحركة السياحية لإنعاش اقتصاداتها المنهارة بعد قرابة 100 يوم من الإغلاق، إلا أن عودة ارتفاع إصابات «كوفيد – 19» والتشديد التدريجي للقيود أربك السياح، وتسبّب في توتر بين عدة دول جارة.

فبعد توتر العلاقات بين بريطانيا وإسبانيا على خلفية قيود «كورونا»، أثار إعلان لندن مساء أول من أمس، فرض الحجر الصحي لمدة أسبوعين على المسافرين من دول ومناطق عدة خلافاً دبلوماسياً مع فرنسا.

وقال وزير النقل البريطاني غرانت شابس على حسابه في «تويتر»: «تظهر الإحصاءات أنه يتعين علينا إزالة فرنسا وهولندا وموناكو ومالطا (…) من قائمة الدول المسموح لها بالسفر إلى بلادنا للحفاظ على معدلات الإصابة منخفضة». وتابع: «إذا وصلت إلى المملكة المتحدة من أي من هذه الوجهات بعد الساعة الرابعة من يوم السبت، فسيتعيّن عليك عزل نفسك لمدة 14 يوماً». لكن رد فعل باريس كان عنيفاً، إذ كتب وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون على «تويتر»: «هذا قرار بريطاني نأسف له وسيؤدي إلى معاملة بالمثل، على أمل العودة إلى الوضع الطبيعي في أقرب وقت ممكن»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ويفترض أن يؤثر هذا الإجراء أيضاً على العديد من البريطانيين الذين يمضون إجازة حالياً في فرنسا أو في الدول الأوروبية الأخرى المعنية، ما قد يتسبب برحيل آلاف المصطافين الراغبين في الهروب من هذا الإجراء عند عودتهم.

وتسبب القرار في «فوضى» بين نحو 160 ألف بريطاني يقضون عطلاتهم حالياً في فرنسا، ويسعى كثير منهم للحصول على تذاكر الطيران والقطارات وعبارات السيارات. وشهد الطلب على العبارات والرحلات الجوية وحتى قطار «اليوروستار» ارتفاعاً كبيراً أمس وفق تقارير محلية، إلا أن تذاكر القطار كانت محجوزة بالكامل وسعر تذاكر الطيران مرتفع بالمقارنة مع الفترات العادية.

يأتي ذلك فيما قالت المديرية العامة للصحة الفرنسية إن مؤشرات رصد وباء «كوفيد – 19» تؤكد تزايد الإصابات الجديدة «بانتظام». وأشارت في تحديثها اليومي إلى أنه تم تسجيل 2669 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. وأعلنت مجموعة «إير بي إن بي» إجراءات «للحد من الحفلات غير المصرح بها» في منازلها في فرنسا، ومنع التصرفات غير اللائقة خصوصاً بين الشباب.

أما في باقي أوروبا، فإن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى ارتفاع عدد الإصابات، واستقرار عدد الوفيات. وأعربت المنظمة عن قلقها من احتمال التخلي عن إجراءات الوقاية، خصوصاً من جانب الشباب الذين يميلون إلى الإصابة بعدوى أقل خطورة، وبالتالي انخفاض معدل الوفيات لديهم. وحذّر ريتشارد بيبادي، عالم الأوبئة الذي يرأس الفريق المسؤول عن مسببات الأمراض عالية الخطورة في الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية الخميس، من أنه «إذا (…) رفعت الضغوط عن الفيروس، فسيعود».
aawsat
 

زر الذهاب إلى الأعلى