هنا اوروبا

ألمان ذوو أصول مهاجرة يسهمون في رسم المشهد الثقافي في البلاد

لمعت أسماء الكثير من المهاجرين في سماء الثقافة والفن في ألمانيا لترسّخ التنوّع في المجتمع الثقافي المنفتح وتكون جسوراً بين ثقافات مختلفة في بلد ديمقراطي. لمحة عن بعض هذه الأسماء وأهم الجوائز الثقافية في ألمانيا.

 

للمهاجرين والألمان ذوي الأصول المهاجرة دور كبير في إغناء المشهد الثقافي المنفتح في البلد الذي ينحدر حوالي 20% من سكانه من أصول مهاجرة.
ومن أهم الشخصيات ذي الأصول المهاجرة والتي لمعت أسماؤها في سماء الثقافة والفن في ألمانيا وامتلأت سجلاتها بالجوائز الثقافية (على سبيل المثال لا الحصر):

نافيد كرماني:
وهو مفكر ألماني-إيراني هاجر والداه إلى ألمانيا في عام 1959. وهو حاصل على اثنين من أهم الجوائز الأدبية في ألمانيا وهما: جائزة السلام لبورصة الكتاب الألماني في عام 2015، وجائزة يوزف برايتباخ في عام 2014.
يركّز كرماني، المتخصص بالشؤون الإسلامية، في كتاباته على الموضوعات التي تربط بين البشر بغض النظر عن انتمائهم الديني أو الثقافي بأسلوب فلسفي لا يخلو من الفكاهة أحياناً. ويعتبر من قلائل الكتَّاب الناطقين باللغة الألمانية ممن يذكرون اسم الإله في نصوصهم بشكل مباشر. 

المفكر الألماني-الإيراني نافيد كرمانيالمفكر الألماني-الإيراني نافيد كرماني

فاتح أكين:
وهو مخرج ومنتج أفلام وكاتب سيناريو ألماني ولد في هامبورغ لأبوين مهاجرين من تركيا. وهو حاصل على أرفع الجوائز الثقافية والفنية في ألمانيا، أبرزها جائزة الدب الذهبي عام 2004، ووسام استحقاق الجمهورية الألمانية عام 2010، بالإضافة إلى جوائز عالمية من خارج ألمانيا مثل جائزة غولدن غلوب -التي تمنحها رابطة هوليوود- عام 2018 عن فلمه "من العدم" الذي فاز كـ "أفضل فلم أجنبي"، بالإضافة إلى أكثر من 20 جائزة أخرى، منها جائزة بافاريا للأفلام عام 2018.

المخرج ومنتج الأفلام الألماني ذو الأصول التركية فاتح أكينالمخرج ومنتج الأفلام الألماني ذو الأصول التركية فاتح أكين

رفيق شامي:
أحد أبرز كتاب المشهد الأدبي في ألمانيا تُرجمت أعماله إلى ثلاثين لغة وحصد عدداً كبيراً من الجوائز في ألمانيا وخارجها. هو ابن مدينة دمشق غادرها قبل أكثر من خمسة وأربعين عاماً، والتي حوّلها إلى مسرح للعديد من رواياته وكتاباته.
ويعتبر شامي واحداً من الكتاب الذين يؤمنون بجهود اللاجئين والمهاجرين في التعريف بالثقافة العربية ونشرها على نطاق واسع، رغم كل الظروف التي يعانون منها بعيداً عن حضن أوطانهم.
تُوّجت جهود شامي في المساهمة في تحقيق التقارب بين المشهدين الثقافيين العربي والألماني بأكثر من 30 جائزة، ولعل "جائزة غوستاف هاينمان للسلام" لكتب الأطفال والشباب التي مُنحت له في عام 2018 لن تكون الأخيرة في سجله الحافل بالجوائز منذ عام 1985.

الكاتب الألماني-السوري رفيق شاميالكاتب الألماني-السوري رفيق شامي

شيركو فتاح:
أشهر كاتب ألماني من أصول كردية، حيث هاجر والده من كردستان العراق ليستقر في ألمانيا. وتتركز كتابات فتاح على خبرات العيش بين الثقافات، وصعوبة الاندماج في المغتَرب، والتعامل مع ظروف تتسم بالديكتاتورية، وهو يستخدم في ذلك أسلوب روايات المغامرات من أجل تكوين نظرته الأدبية إلى العالم، كما يحكي عن معاناة أكراد العراق وهجرتهم إلى إيران وتركيا وأوروبا والتحديات التي رافقتهم.
وقد حصل على حوالي عشر جوائز أدبية في ألمانيا منها جائزة برلين الفنية الكبرى وجائزة ألبرت فون كاميسو في عام 2015. 

الكاتب الألماني-الكردي شيركو فتاحالكاتب الألماني-الكردي شيركو فتاح

جوائز ثقافية مهمة في ألمانيا
تولي ألمانيا أهمية كبيرة للنتاجات الثقافية، حيث يتم فيها سنوياً منح العديد من الجوائز تكريماً لدور المثقفين والفنانين في المساهمة في ترسيخ المشهد الثقافي المنفتح في البلاد، ومن أهم الجوائز الثقافية في ألمانيا (على سبيل المثال لا الحصر):

جائزة الدب الذهبي للأفلام في برلين:
يعتبر المهرجان العالمي للأفلام في برلين "برليناله" من أهم المهرجانات العالمية للأفلام إلى جانب كل من مهرجاني كان والبندقية.
ويتم في المهرجان منح جوائز الدب الذهبي والدب الفضي.

جائزة الفلم الألماني في برلين:
تعتبر جائزة الفيلم الألماني الجائزة الثقافية الأكبر مالياً في ألمانيا، حيث تمنح جوائز مالية بقيمة تقارب ثلاثة ملايين يورو.

جائزة غيورغ بوشنر في دارمشتات:
تعتبر جائزة غيورغ بوشنر من أهم الجوائز الأدبية في جميع الدول الناطقة باللغة الألمانية، وتمنح منذ عام 1923 من قبل كل من بلدية دارمشتات وإدارة ولاية هيسن والحكومة الألمانية بالإضافة إلى الأكاديمية الألمانية للغة والشعر.

جائزة يوزف برايتباخ في كوبلنز:
وهي أيضاً من أهم الجوائز الأدبية في ألمانيا، إلى جانب جائزة غيورغ بوشنر. ويتم منحها من قبل كل من مؤسسة يوزف برايتباخ وأكاديمية العلوم والأدب في ماينتس، بالإضافة إلى بلدية كوبلنز.

جائزة معرض الكتاب في لايبتزغ:
يتم منح جائزة معرض الكتاب تكريماً للإصدارات الجديدة باللغة الألمانية.

جائزة الكتاب الألماني في فرانكفورت:
يتم سنوياً اختيار أفضل رواية باللغة الألمانية من قبل لجنة تحكيم متخصصة.

ومع هجرة مئات آلاف الأشخاص إلى ألمانيا في السنوات القليلة الماضية، فقد تشهد الساحة الثقافية في ألمانيا تألق أسماء المزيد من المهاجرين وذوي الأصول المهاجرة، وقد نشهد حصول أحد الأشخاص الذين كانوا ضمن قوافل المهاجرين في عام 2015، على إحدى هذه الجوائز الثقافية الرفيعة في السنوات القادمة.

 

 
 
 
 
infomigrants
زر الذهاب إلى الأعلى