اكتشاف “وعي سري” لدى مرضى الغيبوبة قد ينقذ حياتهم!
اكتشف علماء "وعيا سريا" لدى المرضى الذين يفقدون الوعي ويدخلون في غيبوبة، ويظلون بلا حراك لفترة طويلة بعد إصابات الدماغ المؤلمة.
وفي المستقبل القريب، يمكن أن يقدم هذا الاكتشاف بعض الأسس للعائلات المنكوبة بغيبوبة أحد أفرادها والأطباء، لاتخاذ القرار "المستحيل" المتعلق بمصير المريض.
ولطالما شكّل الخط الفاصل بين الحياة والموت أو ما يُعرف باسم "موت الدماغ"، أزمة حقيقية بالنسبة للعائلات، كما حيّر حتى أفضل علماء الأعصاب.
والآن، استخدم باحثو جامعة كولومبيا نظام فحص الدماغ EEG ونظام الكمبيوتر المتقدم، للاستماع إلى إشارات عصبية خفية لدى 104 من مرضى وحدة العناية المركزة، ممن أصيبوا مؤخرا بإصابات كبيرة أفقدتهم الوعي والقدرة على الاستجابة للمحيط.
ومن الناحية الطبية، يوجد للوعي عدة مستويات: ولاختبار ما إذا كان المستوى الأساسي من الوعي موجودا، سيقوم الأطباء بالتحقق ما إذا كان المريض يتفاعل مع أي إشارات سمعية أو بصرية أو عن طريق اللمس أو الألم.
وسيخضع المريض أيضا لاختبار نشاط جذع الدماغ، والذي يختبر احتمال كفاح المريض من أجل التنفس أم لا.
وقال الدكتور جام كلاسن، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب بجامعة كولومبيا، والمعد الرئيس للدراسة: "إن التنبؤ بالشفاء يأتي ضمن أكثر المشكلات صعوبة في وحدة العناية المركزة، وليس بقاء المرضى الذين فقدوا الوعي بعد إصابة في الدماغ، على قيد الحياة. ومنذ الدراسات الأولى التي تصف الوعي الخفي، كنا نبحث عن طريقة عملية للقيام بذلك في الأيام الأولى بعد إصابة الدماغ".
وقيّم الباحثون المرضى خلال 4 أيام من إصاباتهم المدمرة، وتبين أنه يوجد لدى واحد من كل 7 مرضى من أصل 15% من العدد الإجمالي، "وعي خفي" يمكن اكتشافه باستخدام التقنية المتقدمة الجديدة. وكان هؤلاء المرضى هم الأفضل تعافيا.
ومن اللافت للنظر أنه بعد مرور عام على إصاباتهم المدمرة، تمكن 7 من المرضى الذين أظهروا نشاطا في الدماغ غير قابل للاكتشاف (ولكنه موجود)، من العمل بمفردهم مدة 8 ساعات في اليوم.
ويقول كلاسن: "على الرغم من أن دراستنا كانت صغيرة، إلا أنها تشير إلى أن EEG (وهي أداة متوفرة بجوار سرير المريض في وحدة العناية المركزة) لديها القدرة على تغيير الطريقة التي نعالج فيها المرضى المصابين بإصابات حادة في الدماغ".
المصدر: ديلي ميل