تحقيقات ومقابلات

ما هي “مناعة القطيع”؟ وهل تكفي لمواجهة فيروس كورونا؟

تصدر مفهوم "مناعة القطيع" الواجهة من جديد بعد إعلان بريطانيا عن استراتيجيتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، والتي بدت أنها تهدف إلى دفع البريطانيين إلى اكتساب مناعة جماعية ضد الفيروس.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بورس جونسون أعلن الأسبوع الماضي، أن الحكومة ستسعى لإبطاء انتشار الفيروس الذي يسبب المرض، بدلا من وقفه، كجزء من استراتيجية التخفيف، التي تفترض أن ما يصل إلى 80 في المئة من الناس سوف يصابون بالعدوى قبل أن يصبحوا محصنين ضد الفيروس مستقبلا.

غير أن الحكومة البريطانية تراجعت عن ذلك، بعد تحذير علماء من أن هذا النهج قد يغرق النظام الصحي في البلاد، كما حصل في إيطاليا، ما قد يؤدي إلى وفاة 250 ألف شخص.

كيف تكتسب مناعة القطيع ؟

ووفق تقرير لموقع "ساوث تينا مورنينغ"، قالت أزرا غاني، خبيرة الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن، والتي ساعدت أبحاثها على إثراء سياسة الحكومة: "كنا نتوقع بناء مناعة القطيع. ونحن ندرك الآن أن من غير الممكن التعامل مع ذلك".

بعد التعافي من مرض معد، غالباً ما "يتذكر" جهاز المناعة في الجسم، الفيروس، حتى يتمكن من محاربته في المستقبل. وتعمل اللقاحات وفق المبدأ نفسه، من خلال إدخال جزيئات من يكتيريا أو فيروس إلى أجسامنا، تاركة لجهاز المناعة لدينا، ذاكرة للمرض، من دون أن نمرض فعليًا.

تصف مناعة القطيع، النقطة التي يكون فيها عدد كافٍ من الناس محصنين ضد المرض، سواء من خلال التطعيم أو العدوى. 

وعلى الرغم من أن العلماء يواصلون دراسة الفيروس الحالي، فإنه لا يعتبر معديا بنفس نسبة الحصبة على سبيل المثال، إذ يقدر الخبراء أن حوالي 60-70 في المئة من السكان سيحتاجون إلى الإصابة به من أجل تطوير مناعة لوقف انتشاره.

هل تكون الحل لمواجهة كورونا ؟

ويعتقد العديد من الخبراء أن معظم الناس في جميع أنحاء العالم سيصابون في نهاية المطاف بالفيروس، ما لم يتم تطوير لقاح أولا، وهي عملية من المتوقع أن تستغرق ما لا يقل عن 12-18 شهرا. وعند هذه النقطة، فإن مناعة القطيع سوف تكون من الآثار الجانبية الإيجابية المحتملة، على الرغم من أن ملايين سيموتون من أجل تحقيق ذلك.

وعلى الرغم من أن العلماء قدموا تقديرات لمعدلات العدوى، التي ستكون ضرورية لتحقيق مناعة القطيع، فإننا لا نعرف ما إذا كان هذا الفيروس سيسير بنفس الطريقة التي سارت بها فيروسات أخرى.

وقال جيريمي روسمان، وهو محاضر فخري كبير في علم الفيروسات في جامعة كينت، إن "من غير المؤكد أن حصانة القطيع ممكنة في حالة فيروس كورونا".

وأضاف "هناك احتمال آخر، هو تطور الفيروس، إذ تميل الفيروسات عادة إلى التطور، ما يجعلنا نبدأ من جديد".

وهناك مخاوف من أن يعود الفيروس أكثر شراسة العام القادم، كما حدث مع جائحة الإنفلونزا الإسبانية، التي اختفت في أشهر الصيف لتعود في الخريف والشتاء وتقتل عددا أكبر من السابق.

الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى