قصة “ميت” يخوض معركة لإثبات أنه على قيد الحياة في فرنسا
في قصة تكاد تكون أقرب للخيال، اكتشف المهاجر المغربي في فرنسا رشيد الزويني أنه "متوفي" بالنسبة للسلطات الفرنسية منذ يونيو الماضي، ليبدأ الرجل بعدها رحلة طويلة لإثبات أنه على قيد الحياة.
وبحسب موقع القناة المغربية الرسمية "2M"، فقد صار الزويني (45 عاما) يتنقل من إدارة إلى إدارة في فرنسا من أجل تصحيح خطأ وفاته حاملا شعار "أنا على قيد الحياة".
بدأ الأمر بالصدفة حينما أبلغه صندوق التأمين الصحي بمدينة نانت في يونيو الماضي بخبر وفاته. وذكر الزويني في تصريح لموقع "بريس أوسيون" الفرنسي أنه حينما عاد من مستشفى نانت الجامعي يوم 21 يونيو الماضي وخلال تصفحه لبريده الإلكتروني وجد رسالة كتب فيها: "إعلان وفاة السيد رشيد الزويني"، بعثها له صندوق التأمين الصحي الفرنسي.
تطور الأمر لدرجة أنه بدأ يتلقى مكالمات هاتفية من أقارب له يتأكدون من خبر وفاته، وتابع الرجل حديثه "اعتقدت في البداية أنه مجرد خطأ، إلا أنني في الأيام الموالية، تلقيت اتصالات من طرف أقربائي للتأكد من صحة الخبر."
ويضيف الزويني "لقد تم الاتصال بوالدي من أجل إبلاغه بوفاتي، وكذا من أجل إرساله المال من أجل إعادتي جثتي إلى المغرب، فكرت أن الأمر يتعلق بقضية نصب واحتيال".
قرر الرجل يوم 24 يونيو الذهاب إلى مكتب التأمين الصحي الرئيسي للاستفسار عن الأمر، وهناك أخبرته إحدى الموظفات التي تتولى قضيته أن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية أبلغهم بخبر وفاته، وبناء على ذلك فإن "رشيد الزويني قد مات رسميا بالنسبة للإدارة الفرنسية".
في الثامن من يوليو الماضي، توجه الزويني إلى بلدية نانت من أجل طلب شهادة تثبت أنه على قيد الحياة ليسلمها إلى مكتب التأمين الصحي بالمدينة.
بعد أيام، ازداد الأمر تعقيدًا حينما اتصل به صيدلي يخبره بأن حسابه في التأمين الصحي قد تم إغلاقه، والسبب معروف بالطبع لأن رشيد الزويني "رجل ميت".
تطورت الأمور ليزداد المرض على الزويني الذي يعاني من مرض حاد على مستوى الجهاز التنفسي، ومن المفترض أن يتلقى الدواء ثلاث مرات، يوميا، بجانب جلسة بالأكسجين كل ليلة.
وذكرت القناة المغربية أنه "بسبب حالته الصحية فإنه اضطر إلى استقبال أخصائي في العلاج الطبيعي ثلاث مرات في الأسبوع في بيته، غير أنه توقف عن ذلك منذ 19 يوليو الماضي".
ويقول الزويني: "لا أملك الإمكانيات المادية من أجل دفع كل هاته التكاليف، أنا حقا في وضع سيء".
بمحض الصدفة، اكتشف رشيد الزويني عن طريق "الفيسبوك" في 11 يوليو، أن شخصا يحمل نفس اسمه توفي بالفعل ولكنه كان يعيش بمدينة روشوليز، مبرزا أنه تذكر في سنة 2013 حيث لاحظ خطأ في وثيقة الضرائب كتب عليها روشوليز بدلا من نانت حيث يقيم.
وقبل أن يختم الزويني حديثه قال: "فقط رؤية أوراق وفاتي تؤلمني بشدة".