د. حسن السوداني : امنيات العام الفائت!
هكذا تتسارع الشهور والايام لنجد انفسنا نشطب عاماً اخر من سنوات حياتنا المسرعة كريح في عين الشمس.. وقبل الايغال في مناسيب التحسف وصفق الراح بالراح لابد من وقفة نستعيد فيها شريط الايام التي مضن من العام الماضي الذي ودعناه مؤخرا!
في السويد هذا البلد الجميل الذي نعيش فيه مرت احداث كثيرة اهمها ما جرى في الانتخابات السويدية من صعود مؤسف للحزب العنصري ادى الى تعقيد المشهد السياسي وتعطيل تشكيل الحكومة لغاية اللحظة بعد ان تساوت حظوظ اليمن واليسار من اراء الناخبين وبتنا اليوم في قلق من نتائج ذلك وانعكاساته على الحياة السياسية وتبعاتها الاجتماعية والثقافية!
في الشان الثقافي حدث ما وصفه رئيس الوزراء السويدي بتشويه صورة السويد في الخارج من خلال حجب جائزة نوبل للادب وهي المرة الاولى منذ عام 1949 وجاء مبررات الحجب على وقع فضيحة اخلاقية في لجنة تحكيم الجائزة والاتهامات الموجهة لاحد اعضائها مما ادى الى تاجيلها وحجبها لهذا العام.
الصيف الذي مر على السويد بالرغم مما حمله من دهشة ارتفاع درجات الحراراة التي لم تمر على السويد منذ عشرات السنين الا انه حمل كارثة بيئية اخرى هي اختراق مساحات هائلة من غابات السويد حيث استعرت النيران ب 75 غابة من كبريات الغابات السويدية وتطلب اخمادها وقتا طويلا ومساعدات دولية كبيرة.
في الجانب الرياضي حققت السويد انجازا رائعا على مستوى كرة القدم حين استطاع منتخبها بلوغ المراحل النهائية من كاس العالم وبفريق شاب صفق له العالم طويلا.
على مستوى الاحداث الدولية تصدرت فضيحة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عنوانات الاخبار لفترة طويلة وساهمت باسوداد سمعة العرب عموما والسعودية بشكل خاص في كتم صوت المعارضة وبطرق مفزعة لا يتصورها عاقل!!
اما احداث العراق فلا يمر يوم دون ان نزداد خيبة تفوق سابقتها وفضيحة تبز اختها وانتخابات زورت فيها اصوات الناخبين على العلن وحرقت صناديق الاقتراع من قبل (ذئب يوسف) وبتنا نخاف ان نتابع اخبار التواصل الاجتماعي من رعب فقدان احبتنا من رموز العراق وهم يرحلون بلا زهرة او وداع !
تمنينا في نهايات عام 2017 ان نرى عراقا امن ومستقر فذهبت امنياتنا ادراج رياح الفاسدين فيه وتمنينا ان لا يقوى عود الحزب العنصري فأورق في الانتخابات السويدية وعطل عمل الحكومة وتمنينا ان يعم السلام في العالم ومنه وطننا العربي غير ان اللصوص لم تمتلئ اجوافهم من زقنبوت الفقراء.. لذلك لابد ان تقترن الامنية بعمل حقيقي على الارض ونترك امنيات السماء الي اعياها كسلنا وكثرة شكوانا فاغلقت اذاناها فهي تعرف حقا اننا نريد ان ننام تحت النخلة ونردد مقطعا من قصيدة عدنان الصائغ:
منطرحا على السفح
يسألُ:
هل هناك شاغر في القمة؟