ثقافة

النجمة الفرنسية إيزابيل هوبير تتكلم العربية في فيلمها الجديد

يشبه وجه الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، ورقة بيضاء، يمكن للمخرج أن يكتب عليه ما يشاء. وهي في فيلمها الجديد «الأم» الذي بدأ عرضه في فرنسا تقوم بدور كوميدي يتضمن سخرية لاذعة من ممارسات مشبوهة شائعة في أوساط الشرطة الفرنسية، منها العلاقة النفعية المتبادلة مع بعض مروجي المخدرات. والفيلم من إخراج جان بول سالومي، ومأخوذ من رواية بالاسم نفسه للكاتبة هانلور كير.
البطلة، باسيانس، أرملة خمسينية تعمل مترجمة مستقلة من العربية للفرنسية، تتعامل بشكل خاص مع وزارة العدل حين يطلبونها للترجمة في التحقيقات القضائية مع متهمين مغاربيين. لقد ربت بمفردها ابنتيها بعد وفاة زوجها. وبدل أن تستريح لأن البنتين كبرتا وصارتا تعتمدان على نفسيهما، وجدت نفسها مسؤولة عن والدتها المتقدمة في السن. إن عليها تدبير المصاريف الباهظة لإدخالها داراً للمسنين. وهو مأزق حاولت أن تخرج منه عندما تدخلت المصادفات لنجدتها.
كانت باسيانس، بمرور السنوات، قد تخصصت في ترجمة المكالمات المسجلة التي تقوم بها السلطات للتنصت على هواتف المشتبه بهم من مروجي المخدرات. ومن خلال ترجمتها لمكالمات بينهم، تكتشف أن الشخص المكلف بتسلم الشحنة هو ابن خديجة، الممرضة المغربية التي تعتني بوالدتها العجوز. هنا تقرر باسيانس ألا تخبر الشرطة بالأمر. وعندما تنصب الشرطة فخاً للإيقاع بالتجار تسارع المترجمة إلى إبلاغ خديجة بالأمر. وهكذا يتخلى التاجر وشريكه عن الذهاب لتسلم شحنة المخدرات، ويتم إلقاء القبض عليهما، بينما تذهب المترجمة للاستيلاء على الشحنة التي ظلت مهجورة في الطبيعة، على أمل توزيعها لحسابها الخاص. سيصبح معها مال وفير يسمح بإيداع والدتها داراً جيدة للمسنين.
لضرورات الدور، كان على إيزابيل هوبير أن تتعلم العربية، باللهجة المغربية، على يد معلم خاص. وهي قد تعلمت حواراتها بالسماع وليس بالكتابة، وكانت تحفظها مقطعاً بعد مقطع وبذلت جهداً كبيراً في ذلك. والطريف أنها في فيلم آخر جديد لها، كانت قد تعلمت بعض الحوارات باللغة الصينية لضرورات دورها فيه. كما كان عليها التنكر بثياب سيدة محجبة لكي تخترق أوساط صغار تجار المخدرات والوسطاء الذين أطلقوا عليها لقب «الأم» أو المعلمة.
لكتابة السيناريو، استمع المخرج إلى تجارب اثنين من المترجمين العدليين. وقالت له مترجمة تعمل في مراقبة المكالمات المتنصت عليها إنها اعتادت أن تصغي إلى تلك التسجيلات الطويلة، وهي تقوم بكي قمصان زوجها. كما كان على كاتب الحوار التعرف على المصطلحات العربية الشائعة في أوساط التجار. ومن المشاهد الجريئة حضور المترجمة حفلاً أقامته وحدة مكافحة المخدرات، حيث تقول لهم: «أنتم ترسلون شباباً إلى السجون، حيث يصبحون متطرفين بسبب 3 غرامات من الحشيش». كما يكشف الفيلم البؤس الذي يعيش فيه مترجمو التنصت الذين كانوا لسنوات طويلة يتلقون أجورهم من ميزانية المراسلات والطوابع في وزارة العدل.
كان من المؤمل عرض الفيلم في وقت سابق من هذا العام، لكنه تأجل حتى الأسبوع الحالي بسبب «كورونا».
aawsat
 

زر الذهاب إلى الأعلى