آراء

محمد عماد : بين دراما دوري الأبطال ودراما رمضان

24 ساعة من المتعة والإثارة وفرجة من الكم اللامعقول في عالم الساحرة المستديرة جعلتنا نعيش واقعاً حقيقياً للدراما الرمضانية  .. فإذا كانت دراما المسلسلات قد خيبت ظن المشاهدين لكن دراما الشامبيونسليغ كانت بواقع كلام اخر.

رباعية ليفربول التي منحتنا درساً آخراً في اللامستحيل في عالم الكرة  هوس وعشق وجنون وحبس انفاس، وفي نهاية المطاف تأهل الريدژ إلى نهائي الحلم قد يعيد من ذاكرة نهائي إسطنبول.

ليلة الانفيلد الحمراء ستبقى خالدة في تاريخ اعظم المسابقات الأوروبية وستبقى كابوساً يلاحق عشاق البلوغرانا اسمه الريمونتادا ! 

نهاية الدراما الأولى لم تكن كافية، فجاءت واقعة ملعب يوهان كرويف ارينا  .. واحفاده كانوا العلامة الفارقة في مشوار البطول فأقصوا مدريد ويوفنتوس وكانوا قريبين من الوصول  إلى النهائي لكن هاتريك لوكاس مورا جعل من سيناريو تلك الليلة ان يكون محبكاً ويضرب موعداً مع ليفربول ليكن مسرح الختام هذه المرة بيد الإنكليز في عقر دار الإسبان لنهاية الهيمنة على أغلى الكؤوس الأوروبية.

وصول اربع فرق إنكليزية إلى اهم مسابقتين أوروبيتين ( دوري الأبطال ، الدوري الأوربي ) بعد ان اعتدنا ان نشاهد في الغالب تواجد طرفين إسبانيين في كل مسابقة على اقل تقدير ماله الا تفسير واحد جراء التنافس القوي والإثارة التي عادت إلى الدوري الإنكليزي بسبب وجود الفيلسوف غوارديولا الذي اعتدنا منه ان نستمتع بأبتكاراته الخططية في كرة القدم.

تاثير الفيلسوف كان كبيراً سواء على لاعبين الدوري الإنكليزي او خلق حالة من صدى الإبداع في الابتكار الخططي والتدريبي عند منافسيه وهذا لوحدة يؤدي إلى التفوق مع المدى القريب لأقرب منافسيه وفكر متجدد في إمكانية التفوق عليه ..

بيب خلال حقبة تدريبه لبرشلونة فازت اسبانيا بكأس العالم ناهيك عن اكتساح برشلونة للمسابقات المحلية والأوروبية، وبعد انتقاله إلى ألمانيا وخلال عمله لثلاث سنوات مع البافاري شاهدنا كم التأثير الكبير للاعبي المنتخب الألماني ومدربهم بفكر الفيسلسوف والذي تجلى بفوزهم بكأس العالم وبطريقة اداء ممتعة لم نعتاد عليها سابقاً من قبل الألمان 

ثم جاءت الفترة التي انتقل فيها غوارديولا إلى إنكلترا ومع اول موسم له شاهدنا وصول المنتخب الإنكليزي إلى نصف نهائي كأس العالم وخلال فترة قيادته للستي خلق حالة من التنافس والمتعة والإثارة التي افتقدها الإنكليز في العقد الأخير، والتي جعلت من الفرق الإنكليزية  الوصول إلى مراحل متقدمة في المسابقات الأوربية بشكل تدريجي، ومروراً بمشوار البطولة لذلك كان من الصعب ان تقصى كتيبة غوارديولا الا من احد الفرق الإنكليزية نفسها، وهذا ما حدث بالفعل من قبل توتنهام ناهيك عن تقنية الفار التي كانت هي الحاسمة في الرمق الأخير.  

وختاماً تأهل توتنهام وليفربول ( دوري الأبطال )  وتشيلسي وأرسنال ( الدوري الأوربي ) 

 

نهاية الكلام 

كل واحد منا في اي مجال يتخصص به، حتى وان لم يكن في الرياضة، فهو  دائماً بحاجة إلى محرك لزيادة القريحة الإبداعية، ولابد من تغذية ذهنك على الدوام بمحفزات فكرية وغالباً ما قد تأتي هذه المحفزات من منافسيك، وبفعلها يتم إيقاظ أفكارك الإبداعية من سباتها ودفعها للنهوض والنشاط.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى