هنا السويد

علاقة أول من نشر المعلومات المضللة عن المحافظين وديمقراطي السويد بداعش

 

يوروتايمز -راديو السويد

 

تم الكشف في الأسبوع الماضي عن قيام سياسيين من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بنشر معلومات مضللة وغير صحيحة على الفيسبوك عن حزبي المحافظين وديمقراطيي السويد. حيث تم الادعاء بأن الحزبيين سيقومان بمنع اللحم الحلال وسحب الجنسيات ممن حصلوا عليها بعد عام 1970، وغيرها من المعلومات الخاطئة.

قدم حزب المحافظين يوم الاربعاء الماضي تحقيقاً بالموضوع يبين بأن أول من قام بنشر المعلومات الخاطئة هو شخص مقيم في الكويت، الامر الذي يتطابق مع نتيجة إستقصاء صحفي قام به قسم الاخبار في الإذاعة السويدية إيكوت بالتعاون مع راديو السويد بالعربي.  

 حزب المحافظين كان يشكك بأن صاحب صفحة الفيسبوك استعمل اسماً مستعاراً، لكن بعد اتصال الإذاعة السويدية به تم التأكد بأن الشخص موجود بالفعل، وهو سوري يسكن في الكويت منذ عام 1980. ولإخفاء هويته اخترنا ان نسميه "أمير".

قال "أمير" للإذاعة السويدية بأن المعلومات الزائفة التي نشرها يوم الاحد الموافق للـ 26 من شهر آب-أغسطس، وصلته عبر احدى المجموعات التي يتابعها على الواتس أب في ذات اليوم الذي قام فيه بنشرها على صفحته في الفيسبوك. وعن السؤال لماذا قام بنشر تلك المعلومات، أجاب "أمير":

أنها معلومات وصلتني وقمت بنسخها ولصقها على صفحتي. لكنني لم أقم بكتابتها، قال "أمير"، الذي لم يتذكر أسم مجموعة الواتس أب التي قرأ فيها المعلومات المزيفة.

  أنا لا أذكر أسم المجموعة، فأنا أتابع من 20 الى 30 مجموعة على الواتس أب، وأقوم بمسح الرسائل لكيلا تثقل ذاكرة الجوال، قال "أمير"، الذي أكد بأنه أراد فقط نشر معلومة وصلته، لا غير.

 بحسب "أمير" لم يعلم بأن المعلومات المزيفة التي نشرها في الفيسبوك أثارت ضجة في السويد، وقد تؤثر على نتيجة الانتخابات السويدية.

أصرينا عدة مرات على أن يقوم "أمير" بالتأكد من إيجاد مجموعة الواتس أب التي تم نشر المعلومات فيها، لكنه كان يكرر بأنه لا يستطيع اجادها، وعرض علينا القيام بنشر أخبارنا على صفحته في الفيسبوك مقابل راتب شهري، الامر الذي رفضناه.

 من جهته قال آرون لوند، خبير في الشؤون السورية لدى معهد دراسات السياسات الخارجية، بأنه لا يستبعد بأن "أمير" بالفعل حصل على المعلومات في مجموعات في الواتس آب، وبأن من الصعب ربط "أمير" بجهات سياسية هنا في السويد.

 قصة "أمير" لم تنتهي فقط عند نشره لمعلومات زائفة عن أحزاب سويدية يقول بأنه حصل عليها عبر الواتس أب. فالإذاعة السويدية حصلت على محتوى لبريد الكتروني مخترق، يبين بأن "أمير" شارك في عام 2013 في حوار عبر البريد الالكتروني بين افراد من المعارضة السورية ذات توجهات جهادية.

 النقاش كان يدور حول شخص يحمل لقب أبو عمر الكويتي، وفيما إذا كان محل ثقة لكي ينظم الى احدى المجموعات الجهادية في سوريا. حيث أكد "أمير" للمجموعة بأن أبو عمر الكويتي محل ثقة.  سافر أبو عمر الكويتي من الكويت الى سوريا في عام 2012حيث ترأس فصيل جهادي في شمال غرب سوريا، الامر الذي أكد عليه أرون لوند الذي سمع باسم أبو عمر الكويتي لأول مرة من باحث مصري متابع للحركات الجهادية.

 وعند تساؤلنا لماذا قام "أمير" بنصح المجموعة الجهادية بإدخال أبو عمر الكويتي في مجموعتهم وهو لا يعرفه، أجاب بأن ما هو بالظاهر لا يتطابق مع ما يخفيه البشر، مؤكداً بأنه لم يرى أبو عمر الكويتي وجهاً لوجه بل تحدث معه عبر الهاتف ومن بعد تلك الفترة لم يعد على تواصل معه.

بعد فترة من وجود أبو عمر الكويتي في سوريا التحق بتنظيم داعش الإرهابي، وهنالك معلومات غير مؤكدة حول قيام داعش بإعدامه. أما "أمير" فأكد بأنه ضد داعش وكل من لديه فكر مشابه لداعش.

 يرى آرون لوند الخبير في الشأن السوري بأنه من الصعب معرفة لماذا قام "أمير" بالتحدث إجابياً عن أبو عمر الكويتي في حين لم يكن يعرفه، وبأن الكثير ممن كان لديهم تعاطف مع الإسلاميين أو يُعتبرون إسلاميين وسطيين، كانوا في بداية الثورة السورية يغضون النظر عن المتطرفين للتركيز على محاربة الأسد. لكن فيما بعد ندموا وخاضوا معارك دامية مع داعش وغيرها من الحركات الإرهابية، يقول لوند.

زر الذهاب إلى الأعلى