الحزب الاشتراكي يفوز بانتخابات إسبانيا.. لكن دون أغلبية مطلقة
أسفرت الانتخابات العامة الإسبانية التي أجريت الأحد عن فوز الحزب الاشتراكي، تحت قيادة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، بنتائج ستجعله مضطراً للدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى من أج تشكيل الحكومة، في الوقت الذي دخل فيه اليمين المتطرف المشهد السياسي للمرة الأولى.
وبعد الانتهاء تقريبا من فرز الأوراق الانتخابية (99.53%)، حصد حزب العمال الاشتراكي 123 مقعداً في البرلمان من إجمالي 250 بنسبة 28.69% من إجمالي الأصوات، وهو ما يعني ارتفاع ملحوظ في نسبة تمثيله عن الانتخابات السابقة التي شهدت حصوله على 84 مقعداً.
هذا بالإضافة لحصد الحزب الأغلبية المطلقة داخل مجلس الشيوخ.
ويعد هذا هو الانتصار الوطني الأول للحزب منذ انتخابات 2008 تحت قيادة رئيس الحكومة الأسبق خوسيه لويس ثاباتيرو.
وقال سانشيز في أول تعليق له عقب الإعلان عن النتيجة، أمام الآلاف من أنصاره في مدريد: "من الواضح أن الإسبان يرغبون في أن يحكم حزب العمال الاشتراكي، ويقود البلاد خلال الأربعة أعوام المقبلة".
ومد سانشيز يده "لكل القوى السياسية لتشكيل الحكومة في إطار الدستور".
أما الحزب الشعبي (المحافظ) فسجل النتيجة الأسوأ عبر تاريخه بعد حصوله على 66 مقعدا بنسبة 16.69% من إجمالي الأصوات، وهو ما يعني تراجع كبير عن التمثيل الحالي بـ137 مقعدا.
من جانبه، أقر زعيم الحزب، بابلو كاسادو، بأن النتيجة "سيئة للغاية"، وساهم فيها بنسبة كبيرة انقسام أصوات اليمين بين ثلاثة أحزاب: الحزب الشعبي نفسه، واليمين المتطرف (فوكس)، والليبرالي (مواطنون).
وأوضح في نفس الصدد "هذا التفتت جاء فقط في صالح حكومة بيدرو سانشيز".
أما المركز الثالث فكان من نصيب (مواطنون) الذي فاز بـ57 مقعداً بنسبة 15.85% ، وهي زيادة كبيرة بالنظر لعدد ممثليه حاليا (32 نائبا).
وفي أول رد فعل له عقب النتيجة، شدد رئيس الحزب، ألبرت ريبيرا، على هذه النتيجة القوية، وألمح إلى انضمام حزبه لصفوف المعارضة، وعدم الدخول في تحالفات مع الحزب الاشتراكي، على الرغم من حصولهما معا على الأغلبية المطلقة داخل البرلمان.
وأوضح "سنكون معارضة وفية للدستور، ولاقتصاد السوق، ولأوروبا" ، محذراً في الوقت ذاته أنهم "سيراقبون عن كثب من سيحكمون".
بينما حصد التحالف اليساري "أونيدوس بوديموس" (معا نستطيع) 14.31% من إجمالي الأصوات، أي 42 مقعداً ، وهي نسبة أقل من الانتخابات السابقة التي فاز خلالها بـ71 مقعداً.
واعتبر زعيم الحزب، بابلو إيجليسياس، أن النتيجة التي حققها الحزب في الانتخابات ليست الأفضل، ولكنها "كافية" للوقوف في وجه اليمين، ولتكوين حكومة من "تحالف اليساريين" مع الاشتراكيين.
وأسفرت الانتخابات عن ظهور قوي لحزب اليمين المتطرف (فوكس) الذي حصد 24 مقعداً في أول ظهور له داخل البرلمان، بنسبة 10.24%.
وأكد رئيس الحزب، سانتياجو أباسكال، أمام حشد من أنصاره "هذه فقط هي البداية، (فوكس) جاء ليظل داخل المشهد"، في الوقت الذي أعلن فيه أنه يبدأ في مرحله "استرداد" إسبانيا، وهو الشعر المستخدم على مدار الحملة الانتخابية، والمستوحى من طرد المسلمين خارج إسبانيا في القرن الـ15.
وفيما يتعلق بالأحزاب الانفصالية الكتالونية، فتمكنت من الفوز بـ22 مقعداً بفضل حزبي (ERC)، الذي فاز بـ15 مقعداً، و(JuntsxCataluna) الفائز بـ7 مقاعد.
وتعليقا على هذه النتيجة، أثنى رئيس إقليم كتالونيا السابق كارليس بوجديمونت على نسبة المشاركة الكبيرة من الكتالونيين، وعلى نتائج الانتخابات العامة في الإقليم، والتي أسفرت عن حصول الانفصاليين على 22 مقعدا في البرلمان.
وقال بوغديمونت من داخل المركز الصحفي بالحي الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، إن "كتالونيا حققت نتيجة ممتازة"، في الوقت الذي أثنى فيه على المشاركة المثالية و"الهدف الثلاثي"، حسب رأيه، الذي حققته "الديمقراطية"، "الاستقلال" و"التصويت للمحبوسين والمُبعدين".
وهنأ بوغديمونت، الفار من العدالة الإسبانية، الحزب الاشتراكي الحاكم على الفوز بالانتخابات، وحزب (ERC) الكتالوني الانفصالي على "النتيجة الكبيرة" التي وصفها بـ"التاريخية".
وبهذه النتائج، يستطيع الاشتراكي بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الحالي، الحصول على أغلبية حكومية، في حالة ضم أحزاب (متحدون نستطيع)، و(PNV) الباسكي القومي، وبعض أحزاب اليسار الصغيرة.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 75.58% ، لتصبح أحد أكبر النسب منذ عودة الديمقراطية لإسبانيا بانتخابات