هنا السويد

الاندماج والعنصرية في المجتمع السويدي.. شهادات من أسر وشباب الجالية العربية في مالمو

يتزايد الجدل في المجتمع السويدي بشأن اندماج الأجانب والمهاجرين به خاصة في الانتخابات العامة التي ستجري في 9 أيلول/سبتمبر الجاري. ومع تصاعد مد اليمين المتطرف وتوجهاته المعادية للأجانب، تخشى الجاليات الأجنبية عامة والعربية خاصة من سياساته التي تنشر العنصرية في المجتمع السويدي. فرانس 24 حاورت أسرا وشبابا من الجالية العربية وأخذت شهاداتهم عن الحياة في هذا المجتمع.

إبراهيم المنصوري  مغربي يقيم في مدينة مالمو السويدية، وصل إلى هذه البلاد منذ أحد عشر عاما. متزوج من سويدية  تتحدث العربية ولديهما ثلاثة أطفال، ولد وبنتان. ويعمل إبراهيم في مجال الترجمة باللغة العربية كما يُدرس العربية وآدابها في جامعة لوند.

زوجته آنا صندال عاشت لسنوات في عدد من الدول العربية كالأردن ومصر حيث أكملت دراستها العليا. وتعتبر هذه الأسرة النموذجية دليلا على التعايش والاندماج في المجتمع السويدي وقبوله للآخر كما تظهر أن عددا لا بأس به من السويديين لا يرى غضاضة في الاختلاط وحتى الزواج من أجانب.

والأحد التاسع أيلول/سبتمبر ستجري الانتخابات العامة في السويد، حيث سينتخب أعضاء البرلمان الجديد والذين ستخرج من بينهم الحكومة حسب حظوظ كل حزب من الأصوات التي سيحصل عليها.

 

 

أسرة مغربية مقيمة في السويد

أسرة مغربية مقيمة في السويد

 

تنامي معاداة الأجانب!

وبالطبع، تطغى أخبار حزب "ديمقراطيو السويد" الذي يمثل تيار اليمين المتطرف المعادي للأجانب ويرفع شعار "السويد للسويديين" على المشهد السياسي للبلاد. ويدعو هذا الحزب إلى طرد اللاجئين وتشديد قوانين الهجرة على المقيمين ومنعهم من استقدام أسرهم وأبنائهم إلى البلاد. فيما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم الحزب إلى المرتبة الثانية بين بقية الأحزاب واحتمال فوزه بأكثر من 20 بالمئة من مقاعد البرلمان.

وقد تحدثنا مع هذه العائلة الصغيرة عن الحياة في السويد وكيفية تعامل المجتمع السويدي معهم، وهل يرون أية مظاهر بادية للعنصرية تجاه الأجانب؟ فكان جواب إبراهيم المنصوري بأن "أهل السويد يتميزون بالطيبة والأدب ومكارم الأخلاق وأن هذه المحاسن لا تسمح لهم بإظهار مكنونات نفوسهم حتى ولو كان بعضهم يحمل مشاعر تشوبها العنصرية". وأضاف بأن "الحياة هنا تتميز بالسلاسة والهدوء وتوافر كل الإمكانات للأسر والأطفال من المدارس والرياض العامة ونواد رياضية وغيرها".

أما زوجته آنا, فقد أشادت بالنظام الاجتماعي الذي يسمح للرجل والمرأة بالتمتع بإجازة مدفوعة الأجر لرعاية أطفالهم. لكنها أبدت تخوفها كسويدية من صعود اليمين المتطرف وتأثيره ليس فقط على الأجانب وإنما على مجمل الحياة السياسية. وهي تتوقع أن الحكومة القادمة ستكون ضعيفة وتركز على موضوعات مثل الهجرة تبعدها عن معالجة القضايا الاجتماعية الحقيقية.

وقد أشار إبراهيم إلى أنه كمقيم في السويد منذ وقت طويل له الحق في التصويت بالانتخابات البلدية وهو ما يفعله منذ سنوات وأنه عادة ما يصوت لحزب اليسار ولكنه هذا العام سيصوت للحزب الاشتراكي الديمقراطي لمواجهة مد اليمين المتطرف.

آراء العرب المقيمين في السويد..

هذا، وقد سعت فرانس24 إلى استطلاع آراء الشباب العرب المقيمين في السويد منذ سنوات فقابلت شابا عربيا نجح في الاندماج بالمجتمع السويدي وتعلم اللغة سريعا، ثم قام بإنشاء جمعية صداقة جزائرية-سويدية وذلك رغم مرور سبع سنوات فقط على وصوله السويد.

وقد حذر أمين جلولي من خطر اليمين المتطرف ذي التوجهات العنصرية على مستقبل الجالية العربية وكيف أنه يريد الحد من الحريات الدينية للعرب. ودعا أمين أفراد الجالية العربية إلى التصويت بكثافة لوضع حد لليمين المتطرف الذي سيقوض دولة الرفاه في السويد والتي تشمل الجميع سويديين ومهاجرين.

 

من جهتها، تحدثت نجلاء بن سعيد، وهي في بداية العقد الرابع من عمرها (34 عاما) ربة أسرة مغربية حديثة الوصول إلى مالمو، منذ ثلاث سنوات ونصف، وأم لطفلين، في حوار مع فرانس24، عن حياتها الجديدة في السويد وكيف ترى أن العلاقات الإنسانية التي أقامتها مع السويديين في هذه المدة القصيرة، جعلتها تشعر أنها لم تغادر المغرب وأن الاختلاف فقط هو في جودة الحياة.

كما قالت نجلاء بكل وضوح إن مستقبل أولادها هو هنا في السويد. وبسؤالها عن اليمين المتطرف والعنصرية قالت إنها "لا يمكن أن تصدق أن يكون الشعب السويدي عنصريا لأنها لم تر منه إلا كل الخير وأن هذا الحزب المتطرف لا يمثل الشعب السويدي".

ويتبقى القول إن انتخابات الأحد 9 سبتمبر/أيلول ستكون حاسمة في تاريخ السويد، فإما أن يتوقف الصعود والمد اليميني المتطرف أمام سد منيع من المقاومة للشعب السويدي، وإما سينفتح الباب لتيار قوي يجرف أوروبا بأسرها إلى المجهول.

 

 

 

 

 

 

فرنسا 24

زر الذهاب إلى الأعلى