ما هي الخسائر التي لحقت بكاتدرائية نوترادم؟ وكم تبلغ أرقام التبرّعات إلى حد الآن؟
أعلن متحدث باسم فرقة الإطفاء الفرنسية اليوم الثلاثاء (16 إبريل/ نيسان) اكتمال عملية إطفاء الحريق الهائل الذي تسبب في إلحاق أضرار جزئية بكاتدرائية نوتردام التاريخية في باريس. وتمكن رجال الإطفاء من إنقاذ الهيكل الحجري الأساسي للمبنى الذي يبلغ عمره 850 عاما، إلا أن الحريق الذي استمر لساعات أدى إلى تدمير سقف الكاتدرائية وأجزاء أخرى منها.
وقال مكتب المدعي العام في باريس إنه بدأ تحقيقا بشأن الحريق. وذكرت عدة مصادر في الشرطة أنها تعمل في الوقت الراهن بناء على فرضية أن الحريق كان حادثا.
ووسط صدمة وحزن بسبب الأضرار التي لحقت بالكاتدرائية التي تعتبر أحد أرقى نماذج الطراز المعماري لكاتدرائيات العصر القوطي في فرنسا ويزورها أكثر من 13 مليون شخص سنويا، بدأ التفكير فورا بعملية إعادة البناء. وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة بنائها، وقال أمام الكاتدرائية قبل منتصف الليل بقليل "سنعيد بناءها معا. ستكون بلا شك جزءا من المصير الفرنسي ومشروعنا للسنوات القادمة". وأعلن ماكرون أن حملة تبرعات ستنطلق للمساهمة في إعادة بناء الكنيسة. ومن المرجح أن تكلف عملية إعادة البناء مئات الملايين من اليورو.
في هذه الأثناء أطلقت مؤسسة (فونداسيون دو باتريموان) الخيرية المعنية بحماية التراث الفرنسي حملة عالمية لجمع تبرعات لإعادة بناء الكاتدرائية "لتنهض نوتردام من تحت أنقاض رماد الحريق من جديد".
وانطلقت حملات أخرى في الولايات المتحدة. وتعهد الكثيرون من جميع أنحاء العالم عبر مواقع لتواصل الاجتماعي بتقديم تبرعات. وتعهد اثنان من أغنى رجال الأعمال في فرنسا بتقديم تبرعات.
وقدم فرانسوا هنري بينو الرئيس التنفيذي لمجموعة كيرينج المالكة لعلامات تجارية منها جوتشي وإيف سان لوران تبرعا بقيمة 100 مليون يورو (113 مليون دولار) كما أعلن الملياردير برنار أرنو المساهم الرئيسي في مجموعة إل.في.إم.إتش للسلع الفاخرة تبرعه بمبلغ 200 مليون يورو. وقال بينو في بيان "هذه المأساة تعصف بجميع الفرنسيين وغيرهم ممن يعتنقون قيما روحانية".
من جانبها تعهدت عمدة باريس آن ايدالغو بتخصيص 50 مليون يورو من ميزانية بلدية العاصمة لإعادة بناء الكنيسة. وتبرعت بلدية منطقة "إلا دي فرانس" بمساعدات فورية بقيمة عشرة ملايين يورو. واقترحت آن ايدالغو عقد "مؤتمر دولي للمانحين" في باريس بهدف إعادة بناء من أجل" استقبال "خبراء" و"التمكن من جمع أموال" لهذا الهدف.
وفي ألمانيا أعلن وزير الخارجية هايكو ماس، على تويتر، أن بلاده مستعدة لتقديم مساهمتها التضامنية لفرنسا مضيفا "نقف معا في هذه اللحظات الحزينة. نوتردام يشكل إرثا ثقافيا للإنسانية ورمزا مهما لأوروبا".
وأطلق رئيس وزراء ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا، ميشائيل كريتشمان، حملة تبرعات للتضامن في عملية إعادة بناء كنيسة نوتردام. وقال " يستطيع كل واحد أن يساهم في إعادة بناء الكاتدرائية"، مؤكدا أنها "تخصنا جميعا في أوروبا، وكل واحد يعرف ذلك".
من جانبه، ناشد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير المواطنين بألمانيا وجميع أنحاء أوروبا دعم إعادة بناء كاتدرائية نوتردام بعد الحريق المروع الذي شهدته مساء أمس الاثنين. وقال شتاينماير اليوم الثلاثاء بالعاصمة برلين: "إنها ليست مجرد صرح كبير، إنها رمز أوروبي عظيم، رمز للحضارة الأوروبية وموثق مهم للتاريخ الأوروبي". وأضاف الرئيس الألماني قائلا: "فرنسا ليست بمفردها في هذه اللحظة. الفرنسيون قريبون منا في هذه اللحظة تحديدا"، مؤكدا أن مشاهد الحريق لن تدع شخصا في أوروبا إلا وهزته.
أوروبيا قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إن "أوروبا جريحة. فرنسا جريحة" وتعهد "بتضامن" الاتحاد الأوروبي مع فرنسا. من جانبه أكد رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، "أريد أن أقول كلمات مواساة وتضامن مع الأمة الفرنسية بأسرها في مواجهة مأساة باريس". وأضاف "ستعيدون بناء كاتدرائيتكم. وأدعو من ستراسبورغ، العاصمة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، جميع الدول الثمانية والعشرين الأعضاء للمشاركة في هذه المهمة. وقال "أعلم أن فرنسا لا تستطيع فعل ذلك بمفردها. لكن على المحك ما هو أكثر من مجرد المساعدة المادية. نبهنا حريق كاتدرائية نوتردام مجددا إلى أننا نرتبط بما هو أكثر أهمية وأكثر عمقا من المعاهدات".
(أ.ف.ب/د.ب.أ/ ك.ب.أ، رويترز)