أخبار الهجرة

اليونان: الساحات العامة في مدينة تسالونيكي تحولت إلى مخيمات للمهاجرين

أعداد كبيرة من المهاجرين تبيت في العراء في مدينة تسالونيكي اليونانية، معظمهم من العراق. الساحات العامة في تلك المدينة، خاصة ساحة أرسطو، تحولت إلى مخيم كبير. السلطات اليونانية تسعى لإيجاد حل لهذه الأزمة مع ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين عليها من الأراضي التركية.

 

أمام مقر الشرطة المعروف بـ"البرج الأبيض" في ساحة أرسطو في تسالونيكي، تمر الليالي بصعوبة على عشرات المهاجرين القادمين من تركيا عبر نهر إيفروس. هؤلاء افترشوا الشارع بانتظار الحصول على ورقة من الشرطة تخولهم البدء بإجراءات طلبات اللجوء الخاصة بهم في اليونان، حسب ما جاء في وسائل إعلام محلية، إضافة إلى الحصول على فرصة لحجز مكان في أحد مراكز الإيواء في المدينة أو ضواحيها.

 

وغالبا ما تأخذ عملية إصدار الأوراق المطلوبة من الشرطة يوما كاملا، ما يؤدي إلى ارتفاع في أعداد المهاجرين المنتظرين أمام مقر الشرطة.

 

ويمكن للمار في المدينة أن يشاهد العشرات، وأحيانا المئات، ممن يفترشون الأرصفة والساحات، بانتظار أن يتم توقيفهم من قبل الشرطة ليحصلوا على ورقة تخولهم التنقل بحرية والتقدم بطلب لجوء.

جزء كبير من هؤلاء كان يقيم ضمن مركز إيواء أنانوستوبولوس، الذي كان قاعدة عسكرية وتم تحويله إلى مركز إيواء مهاجرين. إلا أنهم غادروه بسبب تدهور الأوضاع الحياتية فيه بشكل كبير.

 

 

أحد المهاجرين قال لوسائل إعلامية إنه وعائلته يبيتون في العراء منذ عدة أيام، بعد أن اضطروا لمغادرة مركز الإيواء الذي كانوا يسكنونه (مركز ديافاتا) بسبب تدهور الأحوال المعيشية فيه بشكل هائل، كما أنه أراد أن يباشر بطلب اللجوء الخاص به بشكل أسرع.

وكانت مفوضية شؤون اللاجئين قد قالت الجمعة إن أعداد المهاجرين واللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان في ارتفاع مستمر. وأشارت إلى أن أعداد الوافدين عبر نهر إيفروس قد تضاعفت مقارنة بالعام الماضي.

وأفاد وزير الهجرة اليوناني ديميتريس فيتساس أنه عام 2017، وصل نحو 5,500 مهاجر من تركيا عبر إيفروس، في حين وصل الرقم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2018 إلى نحو 12 ألفا.

وحتى نهاية أيلول الماضي، دخل اليونان أكثر من 23 ألف مهاجر، بزيادة نسبتها 17% عن الفترة المشابهة من العام الماضي، وفقا للمفوضية.

تسالونيك تعاني من أزمة إسكان

محمد عبد الهادي، صحفي مقيم في شمال اليونان، قال لمهاجر نيوز إن "أعداد الوافدين، خاصة من تركيا، في ازدياد مضطرد. قد تكون الأحوال الجوية الجيدة نسبيا عنصرا مساعدا في إقدام المهاجرين على عبور نهر إيفروس".

وأكد عبد الهادي أن لدى الحكومة اليونانية "خطط لافتتاح مخيمات جديدة في تسالونيكي والمناطق المجاورة، أحدها تم الانتهاء من إعداده مؤخرا ويتسع لنحو ألف مهاجر…". ليعود ويذكر أن "تلك المخيمات مخصصة بشكل عام للاجئين الذين سيتم نقلهم من الجزر إلى البر اليوناني".

وحول هؤلاء المهاجرين المقيمين في العراء يقول الصحفي: إنهم "يواجهون مشكلة حقيقية. أصلا تسالونيكي تعاني من أزمة إسكان وإيواء، لا أعتقد أنه توجد أمكنة في المدينة كافية لاستيعابهم… هناك أصوات تدعو الآن إلى إقامة مخيمات خارج نطاق المدينة".

ويعزو عبد الهادي جزءا من مشكلة الإيواء إلى أن "مهمة الإيواء والإسكان للمهاجرين في المنطقة كانت بيد المنظمات الدولية. الآن رحلت تلك المنظمات وسلمت مهامها لمؤسسات محلية، التي تعاني من نقص حاد في التمويل، الأمر الذي انعكس مباشرة على المهاجرين".

وتأكيدا على كثافة أعداد العابرين لإيفروس باتجاه اليونان، يقول الصحفي "خلال إحدى زياراتي للمنطقة المعروفة بكونها معبر المهاجرين من تركيا، شاهدت ما يقارب 20 عائلة في يوم واحد".

ويأتي معظم هؤلاء المهاجرين من العراق، وهناك من ضمنهم إيرانيين وفلسطينيين وسوريين.

ويقدر عبد الهادي أن السبب وراء ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين، خاصة عبر نهر إيفروس، قد يكون أن "الأتراك باتوا متساهلين لجهة ضبط الحدود من تلك المنطقة. وهذا قد يعود إلى التوترات السياسية التي شهدها البلدان، كرفض أثينا تسليم أنقرة ثمانية جنود أتراك طلبوا اللجوء لديها، واعتقال الجنديين اليونانيين لدى تركيا في آذار/مارس الماضي"، كانا تجاوزا الحدود بشكل خاطئ.

توقيف أشخاص بتهمة تهريب بشر

وكانت الشرطة اليونانية أعلنت صباح الأحد عن توقيف شخصين مشتبه بقيامهما بتهريب بشر عبر الحدو في مدينة تسالونيكي. وضبط المشتبه بهما وهما يقودان شاحنة بداخلها 11 شخصا، بعد أن تبادلا إطلاق النار مع الشرطة.

كما تم توقيف شخصين من جنسيات أجنبية يوم السبت في تسالونيكي أيضا، بتهمة إدخال مهاجرين بشكل غير شرعي إلى اليونان.

ووفقا لبيانات الشرطة، قام المشتبه بهما بإدخال 29 شخصا بواسطة شاحنة من الضفة اليونانية لنهر إيفروس إلى تسالونيكي، مقابل بدل مادي عن كل مهاجر.

 

 

 

infomigrants
زر الذهاب إلى الأعلى