حمزة بن لادن.. اللغز المختفي
بعد سنوات من مقتل والده على أيدي قوات "المارينز" الأمريكي في باكستان ، يجد حمزة بن لادن نفسه الآن بين تقاطع القوى العالمية.
وتناول موقع "فويس.أوف.أمريكا" في تتابع سريع التطورات المتعلقة بحمزة نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
المليون دولار
الولايات المتحدة عرضت مكافأة تصل إلى مليون دولار أمريكي لمن يقبض أو يسهم بمعلومات تفضي للقبض على نجل زعيم تنظيم القاعدة حمزة، من جانب آخر وضع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حمزة على قائمة عقوبات عالمية، وهو ما أثار إشعاراً جديداً من قبل الانتربول للقبض عليه، وبالتزامن مع ذلك اسقطت المملكة العربية السعودية عنه جنسيتها.
وتشير هذه الإجراءات إلى أن المسؤولين الدوليين يعتقدون أن المسلح البالغ من العمر 30 عاماً يمثل تهديداً خطيراً بشكل متزايد. إنه ليس قائد تنظيم القاعدة، لكنه احتل مكانة بارزة داخل الشبكة الإرهابية التي أسسها والده، وربما كانت الجماعة تستعد له للوقوف كقائد لجيل شاب من المسلحين.
ونقل عن العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي علي صوفان، قوله: "حمزة على خطى والده إنه مهياأ للقيام بدور قيادي بارز في تنظيم القاعدة".
هجمات القاعدة
بدأت هجمات القاعدة ضد الولايات المتحدة بشكل جدي في 1998 بالتفجيرات المزدوجة للسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا والتي أسفرت عن مقتل 224 شخصًا. لقد أدى الهجوم الانتحاري الذي وقع عام 2000 ضد المدمرة الأمريكية قبالة الساحل إلى مقتل 17 بحاراً.
ثم جاء ما يعرف بأحداث 11 سبتمبر2001 حيث اختطاف تنظيم القاعدة بشكل منسق أربع رحلات تجارية أمريكية وجهها إلى أبراج التجارة العالمية ومقر المخابرات ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وأدت إلى مقتل ما يقرب من 3000 شخص ما دفع الولايات المتحدة لإعلان الحرب على الإرهاب وغزو الولايات المتحدة لأفغانستان سعياً للإطاحة بحليف تنظيم القاعدة، "حركة طالبان"، والقبض على زعيم التنظيم أسامة بن لادن.
من باكستان إلى إيران
نجا بن لادن الأبن، وانشق عن أسرته متسللاً إلى باكستان وكان يبلغ من العمر 12 عاما، وكتب بن لادن عن ذلك الهروب في مذكراته قائلاً: "كان الأمر كما لو أننا أخرجنا كبدنا وتركناهم هناك".
تابع حمزة هو ووالدته وأعضاء آخرين في تنظيم القاعدة إلى باكستان، ومن هناك عبروا إلى إيران، حيث تستر عليهم قادة القاعدة في إيران في سلسلة من "الملاذات الآمنة"، وفقًا لما ذكره خبراء في تحليل الوثائق التي تم الاستيلاء عليها بعد غارة فريق SEAL التابع للبحرية الأمريكية أسفر عن مقتل أسامة بن لادن في أبوت آباد، باكستان.
الحجز الإيراني
وضعت إيران أعضاء تنظيم القاعدة على أراضيها "رهن الوصاية"، وبحسب ما ذُكر احتُجزوا في قواعد عسكرية أو في مجمعات مغلقة أمنه.
وانتهى هذا الاحتجاز الإيراني "بحفظ" نجل زعيم التنظيم حمزة بن لادن وأخيه ووالدته وأعضاء آخرين داخل إيران بعيداً عن أعين الإدارة الأمريكية بقيادة بوش الأبن في ذلك الوقت.
شقيق حمزة، المعروف باسم سعد استطاع الخروج من "التحفظ الإيراني" وذهب إلى باكستان وهي معلومات كان في وقتها على مكتب الرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي وجه بحملة مكثفة من الغارات بطائرات بدون طيار لاستهداف مسلحي تنظيم القاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهو ما اسفر عن مقتل سعد بن لادن في 2009.
تدريبات عسكرية
في مارس (آذار)2010 ، ترك حمزة وآخرون التحفظ الإيراني عائداً إلى مقاطعة وزيرستان الباكستانية، حيث طلب تدريبات على الأسلحة، وفقاً لرسالة موجهة إلى الشيخ الأكبر بن لادن، وغادرت والدته إلى باكستان لتنضم إلى زوجها في مخبأه.
وداهم فريق القوات البحرية "SEAL" أبوت آباد في باكستان، وقتل أسامة بن لادن وابنه خالد، بالإضافة إلى آخرين، وتم حبس صابر وزوجات أخريات يعيشن في المنزل إلا أن حمزة اختفى مرة أخرى.
الإرهابي الجديد
أغسطس2015 ظهر شريط فيديو على المواقع الجهادية لأيمن الظواهري، القائد الحالي لتنظيم القاعدة، يعرض "أسداً من عرين القاعدة" وهذا الأسد هو حمزة بن لادن بحسب مقطع الفيديو.
منذ ذلك الحين، ظهر(حمزة) في حوالي 12 رسالة من تنظيم القاعدة، حيث ألقى خطابات حول الحرب في سوريا إلى زيارة دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة.
وأثارت رسالته المتكررة تكهنات بأن المجموعة الإرهابية ربما تحاول التخطيط للمستقبل من خلال طرح وجه جديد.
ومع ذلك، ما يحدث داخل القاعدة لا يزال لغزاً، حيث لم يسمع أي شيء عن حمزة بن لادن منذ رسالة في مارس (آذار) 2018 هدد فيها المملكة العربية السعودية.