أعمال الشغب والتخريب تطغى على مظاهرات السترات الصفراء
يوروتايمز / منذر المدفعي
شهد شارع الشانزليزيه في باريس ومحيط هذا الشارع الشهير تحركا احتجاجيا ضخما ضم أكثر من 10 آلاف متظاهر حسب التقديرات النهائية لوزارة الداخلية الفرنسية.
اتسمت مظاهرات السبت الثامن عشر بالنزوع نحو العنف والفوضى والتخريب. تعمد المتظاهرون تكسير المحلات التجارية الفخمة الواقعة على جانبي الشارع كما قاموا بنهب عدة محلات وحرق محلات أخرى.
لم يسلم أي من المحلات الكبرى من التخريب هذا اليوم وكانت ملامح فرحة التحدي واضحة على ابتسامة المتظاهرين الذين أكدول لفريق يوروتايمز بأن "هذا التكسير كان متوقعا. فعقب هذه الأسابيع الطويلة من عدم الجدية التي تعاملت بها الحكومة مع مطاليب الحركة كان لزاما علينا أن نتصرف بهذه الطريقة لنؤكد للحكومة أن لا مجال لإهمال هذا التحرك الجماهيري". هكذا برر المتظاهرون العنف الذي صدر عن حركة السترات الصفراء الاحتاجاجية في هذا اليوم.
التهمت ألسنة النيران أحد البنوك الكبرى مع أغلب طوابق البناية التي يقع بها كما قاموا بحرق عدد من أكشاك الصحف وأستهدفوا أيضا مطعم فوكيه الشهير لأنه حسب ما أكد لي أحد المتظاهرين الذين أخرج كراسيه ليجلس عليها وسط الشارع : " زبائن هذا المطعم هم أعضاء الحكومة الفرنسية والأثرياء. هنا احتفل ساركوزي بفوزه بالرئاسة في عام 2007".
تحرك اليوم أظهر بشكل جلي حالة انقسام طبقي عميق في المجتمع الفرنسي الذي بات يحتوي طبقة فقراء تكن عدائا دفينة للأغنياء.
مصادر وزارة الداخلية أشارت إلى اعتقال 240 محتجا بينما أكد وزير الداخلية كريستوف كاستانير منذ انطلاق المظاهرات أن تحرك هذا اليوم يضم أكثر من 1400 متظاهرا جائوا للتخريب والنهب.
عدد كبير من المتظاهرين أكدوا لفريق يوروتايمز الذي تواجد هناك طوال التظاهرات أنهم جاؤوا من محافظات أخرى فقط للمشاركة في هذا التجمع وسيعودون في نفس اليوم عقب انتهاء التظاهر. ولم يدين أحد منهم أعمال العنف والتخريب.
لجأت الشرطة بكرم واضح إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي والهراوات كما استخدمت مدافع المياه عند حلول المساء لتجبر من بقي من المتظاهرين على المغادرة.
اضطر الرئيس الفرنسي ماكرون إلى قطع اجازته الشتوية في مدينة ليل والعودة على جنح السرعة إلى باريس لمتابعة التطورات الميدانية. وأكد بأن : "ماحدث اليوم ليس تظاهرة. هؤلاء يريدون تدمير الجمهورية وكل شيء معها. وكل من كانوا هنا هم شركاء في ذلك." وعد ماكرون بأنه سيتخذ قرارات حازمة لإنهاء هذا التحرك ومنع نشوب أعمال عنف جديدة في فرنسا.
حشدت حركة السترات الصفراء صفوفها منذ الأسبوع الماضي ووعدت بأن تكون مظاهرات الأسبوع الثامن عشر "مظاهرة القرن" فقد انتهت مبادرة الحوار الوطني دون أن يقدم ماكرون مقترحات أو حلول جذرية كما وعد قبل أشهر. واليوم يسعى المتظاهرون إلى إجبار ماكرون على دفع ثمن "عدم جديته معها".