آراء

د. مشرف الدليمي: أكاديمية البورك للعلوم في الدنمارك نموذج صارخ للتزوير

في إطار الحملة التي أطلقتها صحيفة "يورو تايمز" لكشف ملف الجامعات الوهمية التي تمنح شهادات الدكتوراة والماجستير مقابل اموال طائلة ، عن طريق خداع الطلبة بإنها جامعات معتمدة ولديها شراكات مع جامعات عالمية مرموقة نعيد نشر مقال مهم للدكتور مشرف الدليمي حول حقيقة جامعة البورك للعلوم في الدنمارك، وقيامها بتزوير وثائق شراكتها مع جامعة كاليفورنيا الامريكية المزعومة للايقاع بالطلبة ، وفيما يلي نص المقال.. وسننشر تباعاً مقالات اخرى لاكاديميين آخرين


 

في سياق أهتمامي بهموم التعليم ومتابعة ما يكتبه ذوي الاختصاص , أطلعت على بعض المقالات كتبها أساتذه كبار لهم باع ومنزله كبيره عن ظاهرة وسابقة خطيرة لمؤسسة تدعي لنفسها أمتدادا لجامعة امريكية عريقة لم تستطع اي جامعة عربية ان توقع اتفاقية علمية معها لاجراءتها وشروطها المفعمه في الصرامة للموافقة على ترخيص الاتفاق بهدف تحقيق الرصانة الاكاديمية وتامين جودة عالية في التعليم لتحتفظ لنفسها بصدارة الجامعات العالمية

وفي الحال حولت مؤشر البحث للوصول الى حقيقة هذا الادعاء فحين تمعنت بواقع هذه المؤسسه المدعية اكتشفت انها مكتب ترجمة يعود لملكيته لشخص واحد وحاصل على ترخيص مزاوله مهنة الترجمة من دائرة الضرائب الدنماركيه اطلق هذا المكتب على نفسه أكاديمية البورك للعلوم في الدنمارك مستخدما تسمية جامعة بذات الاسم وهي جامعة البورك للعلوم كطريقه للايهام والتضليل , ويضع هذا المكتب على موقعه مستندات سمى بمستندات الاعتراف بالاكاديمية.. وعند فحص المستند اتضح انه صادر من مؤسسه امريكيا غير معترف بها اسمها "Colifornia University"   وهي مؤسسة ليس لها صلة بجامعة كاليفورنيا، وتكتب بالانكليزي "University of California"  وذات المستند المعلن  يحتوي على اخطاء إملائية لا يمكن ان تمر على من يتقن الانكليزية وهو دليل يضاف الى ما سبق على ان هذا المستند هو الأخر مشكوك بصحته.  بالاضافة الى انه موقع من قبل شخصين من عائلة واحدة لا وجود لهم في  مؤوسسة Colifornia  University  حيث تحققت انا بنفسي من ذلك عن طريق الاتصال بالمؤوسسة اعلاه  اكدوا لي بان   الشخصين المشار اليهما بالمستند لا وجود لهما وهو دليل يضاف الى ادلة الجرم بالتزوير لمكتب الترجمة هذا. 

 في مستهل مقالتي أشرت الى أن هذا المكتب قد اشار على موقعه الالكتروني  www.aalborgaos.dk الصفحة العربية الى ان اكاديميتهم امتداد لجامعة كاليفورنيا امعانا لأيهام العرب تحديداً بانهم يعنون جامعة كاليفورنيا الأم مدركين بوضوح على اساس الخبره كما اعتقد بان العربي لا يدقق بالتفاصيل .

وبذلك فأن هذا الفكر المريض يروج لبضاعته الفاسده عبر وكلاء لهم وعلى الفيس بوك وبخاصة في قطر ودول الخليج العربي للايقاع باكبر عدد من الطلبه مدرك بجلاء ان القانون لا يحمي المغفلين.

ودليل اخر اسوقه الى تزوير هولاء الفئة الضالة انهم إدّعو قبل فترة على صفحة الفيس بوك بان جامعة كاليفورنيا خولتهم بمنح شهادة ما بعد الدكتوراه مقابل الف وخمسمائة دولار متناسين ان مثل هذة الشهاده معمول بها في بعض الدول الشرقية (الاشتراكية سابقا) ولا وجود لها في الولايات المتحدة الامريكية.

واخيرا أن اجراءات المعادلة  التي يتحدثون عنها لا تتم بهذه الميكانيكية الرخوة حتى في دول الاقل حظاً في التعليم، فما بالك في امريكا؟!
 

أكاديمي وباحث مقيم في الولايات المتحدة الامريكية 

 

 

ملاحظة: المقال منشور في موقع الاخبار عام 2017 ، وبعد افتضاح امر الشراكة مع جامعة كاليفورنيا الوهمية تم رفع بند الشراكة ليتم الاعلان عن شراكة اخرى مع جامعة امريكية اخرى!!

 

https://www.akhbaar.org/home/2017/8/232804.html

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى