أخبار

مدون بريطاني يشرح «معاناة أن يكون اسمك بلال» في لندن

كتب المدون بلال هاري خان مقالا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن صعوبة النشأة في لندن مع اسمه غير مألوف كاسمه بلال، خاصة مع كم التعجب الذي يواجهه عندما يقدم نفسه في بعض الأماكن.

ويقول خان في قصته: «كان معظم الأساتذة في مدرستي من البيض، وعانوا كثيرا مع اسمي».

وأضاف: «في أحد الأيام عندما كنت في الثامنة من عمري ناداني مدرس بـ(بيلارل) بدلا من بلال، الأمر الذي أزعجني جدا، ولم أستطع وقتها فهم السبب وراء صعوبة لفظه لاسمي بشكل مناسب.، أخبرت ابن عمي أنني مستاء جدا من طريقة لفظ الآخرين لاسم بلال، وقررت يومها تسمية نفسي (ديفيد)».

بلال خان مولود في شمال غربي لندن لأم جامايكية وأب كيني، وعاش حياته في منطقة نيسدن شمال العاصمة البريطانية.

هاجر والداه إلى إنجلترا عندما كانا مراهقين والتقيا في المدرسة وتزوجا في لندن.

وأوضح بلال أنه على الرغم من أن والديه حاولا جاهدين إدماجه في المجتمع البريطاني بشكل سليم، فإنه لم يقوَ على إخفاء هويته الأساسية وأصوله.

ويقول: «أكره بشدة الأسماء المستعارة، ولا أحب أن يناديني الناس بأسماء مثل بيللي أو بيل، خصوصا دون استئذان أو سابق معرفة وثيقة بيننا».

وأشار إلى أنه ارتاد مدرسة مختلطة عرقيا في شمال لندن، ومع ذلك عانى الأساتذة والطلاب مع اسمه لأنه غير مألوف، مما سبب له إحباطا.

وقال بلال إنه اختار «ديفيد» كاسم بديل في طفولته، اعتقادا منه أنه سهل ويتماشى مع المجتمع البريطاني بما فيه الكفاية لإبعاده عن أسئلة مثل: «لم اسمك بلال؟ هل أنت مهاجر؟ هل أنت مسلم؟».

وأضاف بلال: «شعرت وكأنني مضطر لشرح المكان الذي أنتمي إليه وقصة والدي مع اللجوء في كل مرة أقوم بالتعريف فيها عن نفسي».

وتابع: «ذات يوم، تغيرت نظرتي للاسم بعدما حدثني أحد الأشخاص في مكتبة بريطانية عن بلال بن رباح، الصحابي ومؤذن النبي محمد، وكيف بدأ حياته عبدا مستضعفا، ومنذ ذلك اليوم أيقنت أنني لا أريد تغيير اسمي بتاتا، ولا أريد أن يناديني أحد باسم غير بلال».

وأشار بلال إلى أنه أصبح يعتمد اسمه الثلاثي بكل الأوراق التي يقوم بالتوقيع عليها وبكل الرسائل الإلكترونية وغيرها.

ويتعرض بلال خان من حين لآخر لمواقف مدهشة من بينها مرة اتفق فيها مع أستاذ جامعي على إلقاء محاضرة أمام طلابه، وكان الأستاذ يناديه دوما باسم «بلال» لكنه فوجي عند تقديمه للطلاب في الجامعة بالأستاذ يناديه باسمه الأوسط «هاري» لأن الأستاذ اعتقد أن هذا يجعله أقرب للطلاب، فما كان من بلال سوى أن رمقه بنظرة متعجبة ثم قدم نفسه للطلاب باسم «بلال» وهو ما أثار دهشتهم.

وبعدما أنهى دراسته الجامعية، بدأ بلال في تنظيم ورش عمل ومحادثات حول ضرورة احترام التنوع العرقي في المدارس والجامعات، خاصة مع تطور ظاهرة الخوف من المهاجرين في البلدان الأوروبية.

وكتب بلال هاري خان مقاله لـ«بي بي سي» في إطار مبادرة تسعى من خلالها الإذاعة لتعريف المجتمع بالمشكلات التي يواجهها الجيل الثاني والثالث من المهاجرين.

 
 
 
 
 
 
ا ش ا
زر الذهاب إلى الأعلى