وفاة مصمم الأزياء العالمي ومدير شانيل كارل لاغارفيلد
يوروتايمز / منذر المدفعي
قيصر عالم الأزياء تلك هي التسمية التي كانت تطلق على كارل لاغارفيلد الذي توفي هذا اليوم عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع مع المرض لم يدم غير أسابيع قليلة.
غاب لاغارفيلد عن عالم الموضة الراقية إلا أنه ترك ورائه ارثا كبيرا تشهد له بذلك عشرات الجوائز التي نالها خلال مسيرته الفنية والابداعية.
اسلوبه الذي تميز بالتجدد والابتكار المتواصل سمح له بالتربع على قمة عالم مصممي الأزياء لعشرات السنين دون منافس.
خلال أعوام السبعينات والثمانينات كان منافسه الأوحد هو إيف سان لوران إلا أن وفاة الأخير في عمر مبكر سمح لكارل لاغارفيلد بالتربع على منصب قيصر مصمم الأزياء حتى الانفاس الأخيرة من حياته المليئة بالفن والابداع.
أصدقاء لاغارفيلد وصفوا حياته بأنها: "مسيرة متواصلة إلى الأمام دون التفكير بالنظر إلى الوراء أو بالحنين إلى الماضي".
ولد لاغارفيلد من أب ذو أصول سويدية هاجر إلى ألمانيا ليمارس مهنة الزراعة وانتاج الألبان. إلا أنه أعلن افلاس لثلاث مرات متتالية بينما تشير صور والدته إلى أنها كانت سيدة أنيقة كما أنها كانت تعشق الموسيقى وفنون الموضة. ومن هنا ولدت لدى ابنها الوحيد لاغارفيلد غريزة الاهتمام بالموضة التي حولته إلى شخصية عالمية.
وصف لاغارفيلد طفولته بأنه كان: "كأمير في المنزل. حصلت على تربية وتعليم سمحا لي باجادة اللغة الفرنسية الألمانية والانجليزية قبل أن أبلغ العاشرة من عمري."
إلا أنه في مناسبة أخرى وصف حياته مع أمه بأنها لم تكن تمنحه غير دقائق قليلة من وقتها في اليوم الواحد. وفي بقية اليوم كان الطفل لاغارفيلد ينكب على قراءة الكتب والمجلات التي لاتغيب عن المنزل.
وعندما كان يعزف البيانو كانت والدته تنصحه بأن يتعلم الرسم لأن ذلك لن يصدر ضوضاء.
يذكر لاغارفيلد بأن والدته كانت شجاعة فعندما طلب منها أحد الضباط أن تقص شعر ابنها ردت بحزم قائلة: "ولماذا أفعل ذلك. ألا تزال أنت تؤمن بالنازية دون علمنا".
تعلم لاغارفيلد الصراحة الصادمة والمواجهة المباشرة من والدته.
بين باريس وروما ساعد لاغارفيلد على ولادة ثورة كبيرة في عالم الموضة والأزياء الراقية بين أكبر الماركات العالمية ومنها فندي كلويه شانيل وهو يؤكد بأن سر تميزه عن الآخرين هو بينما كان منافسوه يحيون لياليهم بالسهر في الحفلات على الشواطىء كان هو ينام على سريره استعدادا ليوم عمل جديد.