هنا اوروبا

فرنسا تطلق صفارات الإنذار على تفشي داء الحصبة في محافظاتها

 

يوروتايمز / ريم حاج إسماعيل

 

 

تعد فرنسا من البلدان السباقة في مجال الصحة لكنها اليوم تطلق صفارات الإنذار لأن التلقيح ضد الحصبة لم يكن مطابقا لمعايير و توصيات المنظمة العالمية للصحة و للوقاية من الأوبئة. 

 

و بما إن الزكام تعد عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي وسريعة الانتشار عن طريق السعال و العطاس وقد تؤدي الى الوفاة فقد اعدت منظمة الصحة العالمية تلاقيح ل 95% من المجتمع الفرنسي، لكن أقل من 80% منه، اقتصر على اتباع التعليمات الكاملة للتلقيح أي اخذ جرعتين فقط بما انها ليست اجبارية. 

 

6 محافظات فقط احترمت المعايير الكاملة للصحة ، ما يعادل 85% ، اما المحافظات الأخرى كالاودl’Aude او ارياج Ariège فقد انخفضت نسبة التلقيح فيها إلى أقل من 70% .

 

 

ماهي أسباب عدم التلقيح؟ 

 

من خلال العودة الى اراء المختصين في ميدان الصحة، فان الأسباب عديدة كما فسرت السيدة سيلفي بيري، ممرضة بمستشفى عمومي في ضواحي باريس: " أن أغلبية الأمهات ترفضن إعطاء الجرعات كاملة لان الرضيع سيكون محصنا في المستقبل بنسبة 95% فلا داعي لاستكمال العلاج". 

 

كما تضيف " ان ما يقارب 10% من الاولياء يفضلون عدم إعطاء الجرعات لأبنائهم لان آلام الحصبة اخف وطأة من آلام التلقيح في حالة الاصابة بالعدوى مع ان احتمال الاصابة يبقى ضئيلا".

 

حسب رأي السيد جونشري ،صيدلاني في مدينة أبلون فان" التلقيح ليس مرغوبا به لاهتمام المجتمع الفرنسي بالبيئة و نسبة محترمة من الأهالي يفضلون الطب البديل كحل للابتعاد عن الاثار الجانبية للتلقيح و حوالي 10 % من الاولياء قالوا انه من الأفضل عند الإصابة بالحصبة استعمال وسائل التطبيب التقليدية لاكتساب مناعة اقوى".

 

يعتبر عزوف البعض من الاولياء عن مواصلة برنامج التطعيم المتبع لأبنائهم قرارا لا رجعة فيه لاهتزاز ثقتهم في السلطات الصحية الفرنسية لما رسخته من فضائح في بداية تسعينات القرن الماضي وقد كان أكثرها فظاعة هو عمليات نقل الدم المصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

 

لكن حملة التوعية اخذت حيزا من الأولوية لتوخي الحذر من العدوى من داء الحصبة وأعيد فتح ملف التلقيح ضد هذا الداء بسبب الازمة التي تفاقمت هذه الفترة في فرنسا الى درجة تسجيل 20 حالة في صفوف السياح ممارسي التزلج الموسمي في فال تورانس Val Thorens .

 

فهل ستعجل الحكومة الفرنسية ادخال حيز التنفيذ مشروع القانون المقترح  حيز التنفيذ والذي ينص على  إعطاء 11 نوعا من التلاقيح بشكل إجباري من بينها التلقيح ضد الحصبة للأطفال مواليد بداية شهر كتنون الثاني يناير 2018؟ 

 

يبقى الاشكال قائما الى ان يُبتَّ في المشروع، أمّا في حالة ظهور علامات الحصبة على الشخص. والمتمثلة في الارتفاع الشديد للحرارة وآلام شديدة في العضلات و المفاصل و انتشار الطفح الجلدي. فانه لاوجود لعلاج نهائي عدى بعض المسكنات مع العلم أن داء الحصبة ليس حكرا على الأطفال فقط. بل حتى الكبار .

ويكفي ان يكون شخص واحد قد أصيب بداء الحصبة فانه حتما سيتسبب في انتشار العدوى الى 20 آخرين على الأقل.

زر الذهاب إلى الأعلى