تحقيقات ومقابلات

أزمة خانقة على الحدود بين بريطانيا وفرنسا تعيد الجدل حول “بريكسيت”

تواجه نقطة الحدود البرية بين بريطانيا وفرنسا أزمة مرور خانقة أفسدت آلاف الرحلات واضطرت آلاف آخرين إلى المبيت في سياراتهم وحافلاتهم في انتظار العبور إلى الأراضي الفرنسية التي يعتبرها البريطانيون “بوابة التنزه”، حيث يقصدونها بسياراتهم في مواسم العطلات لقضاء بعض الوقت في القارة الأوروبية.

وتسبب الاختناق المروري على الحدود بين بريطانيا وفرنسا بتجدد موجة الجدل حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكسيت”، حيث يُلقي كثيرون باللائمة على هذا الخروج، والذي جعل البريطانيين يُعاملون معاملة الأجانب في فرنسا وباقي دول الاتحاد الأوروبي، ما يعني أنهم يحتاجون لإجراءات إضافية على النقاط الحدودية والمطارات، بما يزيد من الوقت المطلوب لمرورهم، والذي أدى في نهاية المطاف إلى تكدس السيارات والحافلات على الحدود بين بريطانيا وفرنسا.

وفي التفاصيل التي رصدتها “العربية.نت” فإن المسافرين الذين حجزوا على عبّارات عبر ميناء “دوفر” جنوب بريطانيا يواجهون التأخير قبيل عطلة عيد الفصح، التي تبدأ اعتباراً من يوم الجمعة السابع من أبريل الحالي.

وبدأت الأزمة على الحدود خلال نهاية الأسبوع الماضي، حيث بدأت عطلة المدارس في بريطانيا قبل نحو أسبوع من حلول عيد الفصح، وبدأ البريطانيون يتدفقون على فرنسا لقضاء إجازاتهم هناك، سواء داخل الأراضي الفرنسية أو في دول أوروبية أخرى مروراً بفرنسا.

وكتبت شركة (DFDS)، وهي مشغل العبّارات الرئيسي بين مواني بريطانيا وفرنسا، في تغريدة على تويتر أن هناك طوابير من “حوالي 90 دقيقة” لفحص جوازات السفر من قبل المسؤولين الفرنسيين في ميناء كينت.

وقالت الشركة للركاب: “لسوء الحظ، بسبب كثرة حركة المرور، هناك طوابير عند نقاط المراقبة على الحدود. بمجرد وصولك إلى مكان تسجيل الوصول، سنأخذك بأسرع ما يمكن”.

ورداً على ذلك، كتب أحد الركاب: “لقد وقفنا لمدة 50 دقيقة. لا توجد حركة على الإطلاق”.

ويأتي تجدد هذه الأزمة المرورية بعد أيام قليلة من شكاوى كبيرة حيث واجه المسافرون عبر ميناء “دوفر” يومي الجمعة والسبت الماضيين وضعاً مأساوياً، عندما تأخر آلاف الأشخاص لمدة تصل إلى 14 ساعة، واضطر بعضهم للمبيت في سياراتهم.

وتم إلقاء اللوم في التأخير على مسؤولي الحدود الفرنسيين الذين قاموا بفحوصات إضافية وختم جوازات السفر البريطانية، وذلك بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال مسؤولو الميناء إنهم أجروا “مراجعة عاجلة” مع مشغلي العبارات والسلطات الفرنسية في محاولة لتجنب تكرار التأخيرات في نهاية الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام البريطانية.

ووصف وزير النقل ريتشارد هولدن ظروف نهاية الأسبوع الماضي في دوفر بأنها “غير مقبولة”. وقال في تصريحات تلفزيونية: “لا أريد أن أرى أطفالا في حافلات أو عائلات في سيارات يصطفون وينتظرون فترات طويلة دون داع”.

وردا على سؤال عمن يجب أن يعتذر عن هذا الموقف، أجاب: “لقد أوضحت سلطات الميناء أن هناك وضعاً صعباً هناك، ولكن كانت هناك بعض المشكلات المتعلقة بالطقس في القناة أيضاً”.

ويتوقع مركز الأنشطة الإقليمية أن ما يصل إلى 17 مليون رحلة ترفيهية بالسيارة ستتم بين يوم “الجمعة العظيمة” ويوم “اثنين الفصح”، أي الاثنين المقبل.

ومن المحتمل أن تشهد الطرق الرئيسية في جنوب غربي إنجلترا وبعض المقاطعات الرئيسية أسوأ ازدحام خلال يوم الجمعة.

العربية نت

زر الذهاب إلى الأعلى