ارتفاع قياسي في عدد سكّان ألمانيا.. ترى ما السبب؟
سجّل عدد سكان المانيا العام الماضي رقما قياسيا بلغ 83 مليون نسمة بسبب الهجرة الوافدة التي عوضت عجزا مزمنا في المواليد.
وقال مكتب الإحصاء بألمانيا اليوم الجمعة إن هذه تقديرات مبدئية لعام 2018، وإن العدد كان في العام السابق 82.8 مليون نسمة.
وأظهرت البيانات أن صافي عدد المهاجرين في 2018 وصل إلى 380 ألف مهاجر في حين أن العجز في المواليد، وهو الفارق بين الوفيات والمواليد، يقدر بما بين 150 و180 ألفا.
وألمانيا هي أكثر دول اللاتحاد الاوروبي سكانا، وسجلت نموا اقتصاديا لتسع سنوات متوالية.
وصافي عدد المهاجرين هو الأقل منذ عام 2012، وهو أقل بكثير مما كان عليه في 2015 عندما وصل حوالي مليون طلب الجوء معظمهم مسلمون فارون من مناطق صراع في الشرق الأوسط.
كما تجتذب المانيا آلاف الشبان الوافدين من دول أوروبية أخرى ممن يأتون للدراسة أو العمل.
والجدير بالذكر أن ألمانيا أصبحت ثاني وجهة مفضلة للمهاجرين بعد الولايات المتحدة، حيث جذبت ما يزيد عن مليون شخص في عام 2016، وفقاً لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومن بين أولئك، أكثر من 600 ألف شخص من مواطني الاتحاد الأوروبي، الذين بإمكانهم اختيار مكان إقامتهم وعملهم داخل دول الاتحاد.
وكان مكتب الإحصاء الفدرالي في ألمانيا قال ضمن تقرير نشره في شهر نيسان/أبريل الماضي: إن عدد الأجانب الذين يعيشون في هذا البلد هو الأعلى منذ أكثر من أي وقت مضى، مبينا أن تدفق 10.6 ملايين شخصا كان بسبب الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي على البلاد، وطلبا للجوء من دول أخرى. ومن بين 82 مليون شخص يعيشون في المانيا، يوجد واحد من بين ثمانية أشخاص يحمل جنسية أجنبية.
وحسب التقرير فإن أكثر من 1.6 مليون شخص طلبوا اللجوء، ومعظمهم من الشرق الأوسط ودول إفريقية، دخلوا ألمانيا منذ سنة 2014، وهو ما سمح لليمين المتطرف بالصعود في انتخابات السنة الماضية في ألمانيا، بعد أن أضعفت سياسة الأبواب المفتوحة أمام المهاجرين المحافظين، ومستشارتهم أنغيلا ميركل.
ولكن مكتب الإحصاء قال إن زيادة عدد المهاجرين الذين يعيشون في ألمانيا، هو أساسا بسبب تدفق الأشخاص من دول أوروبية أخرى، وخاصة من دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي انضمت إلى الاتحاد ابتداء من 2004.
ووفق التقرير فإن عدد الأشخاص من استونيا ولاتفيا وليتوانيا ومالطا، وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك والمجر، وقبرص وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا، ارتفع إلى نحو 12.5%، وهذا يعني أن نصف 10.6 ملايين شخص تقريبا والذين يعيشون في ألمانيا، أتوا من بلدان الاتحاد الأوروبي.
أما المواطنون الذين أتوا من سوريا والعراق وأفغانستان فيمثلون 11.2 بالمائة من مجموع عدد الأجانب، وقد يكون الوضع الاقتصادي الملائم في ألمانيا أحد الأسباب وراء هذه الأرقام القياسية، إذ تتمتع ألمانيا بفائض قياسي في الميزانية وعائدات مهمة للضرائب، حسب التقرير المذكور.
ر.خ