يورو تايمز / وجدان الاسدي
لطالما كانت الضرائب المادة الساخنة والمثيرة للجدل بين الاحزاب السويدية ، وخاصة خلال فترة الانتخابات البرلمانية كل اربع سنوات، آخرها الانتخابات التي جرت في سبتمبر نهاية العام الماضي. لكن يبدو ان الاحزاب السويدية تمكنت مؤخراً من الوصول لاتفاق يقضي بتخفيض الضرائب لادنى مستوى لها منذ عقود، من ضمن بنود تشكيل الحكومة التي تم الاتفاق عليها بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم والاحزاب الاخرى في ما سمي اتفاقية يناير.
وكانت الاحزاب البرجوازية المعارضة تطالب بشدة في تخفيض ضرائب العمل، ولكن بعد أزمة تشكيل الحكومة التي استمرت لعدة أشهر ، اصبح من الواضح قبول رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين زعيم الحزب الاشتراكي بإجراء تخفيضات ضريبية.
وفي مراجعة قامت بها صحيفة الاكسبريس السويدية ، ظهر ان السويديين لم يدفعوا ضرائب قليلة لمدة طويلة، وان الاشخاص الذين يحصلون على دخل بقيمة (282000) كرون سنوياً سوف يدفعون ضريبة أقل مما كانت عليه خلال (45) عاماً.
وعلى ما يبدو ان تخفيض الضريبة جذب اكثرية اصحاب الدخل المرتفع من خلال تخفيض الضرائب الهامشية وضرائب التقشف ، وهي ضريبة تدفع الى الحكومة على المدخول السنوي الذي يتجاوز (703000) كرون سنوياً، وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد فرضها عام 1995 كضريبة مؤقتة ، الا ان العمل بها استمر لغاية الان.
ومن المحتمل ان يكون التخفيض الضريبي لذوي الدخول العالية ، مثل ضريبة الستينات، وذلك ضمن الاتفاق الذي تم بين الاحزاب الاربعة ( الاشتراكي والليبرالي والوسط والبيئة ).
وهذه ليست المرة الاولى التي يشارك فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي في تخفيض الضرائب في صفقة مع الاحزاب البرجوازية، حيث سبق ان عقد صفقة مع حزب الشعب في عام 1991، وتم تخفيض الضرائب الهامشية بشكل يعتبر تاريخي.
وفي لقاء لصحيفة الاكسبريسن السويدية قال الاستاذ في القانون المالي بجامعة اوبسالا "اولوف لودين" ان انخفاض الضرائب يعتبر أمراً جيداً من وجهة نظر الاقتصاد الاجتماعي ، في ان تكون قواعد واسعة وضريبة منخفضة بدلا عن قواعد ضيقة وضريبة عالية، واشار الى انه يعتقد ان رئيس الوزراء ستيفان لوفين ووزيرة المالية ماجدولينا اندرسون كانت لديهم هذه الرؤية لكنهم لم يجرأوا على تخفيض الضرائب في السابق.
يورو تايمز / الحقوق محفوظة
