برلين.. معرض لتشجيع المهاجرين على امتهان التمريض والرعاية
م يعد خافياً على الكثيرين الحاجة الماسة في ألمانيا لمهنة رعايا المرضى وكبار السن. معرض في برلين يحاول تشجيع اللاجئين والمهاجرين على الانخراط التدريب المهني على هذه المهنة. أجواء المعرض في التقرير التالي.
"النصر يجري في دمي". هذا ما يقرأه المرء موشوماً على عظم ترقوة ماريلدا موراتي. بثقة عالية بالنفس تقف الشاب ذات الثلاث والعشرين ربيعاً أمام جمهرة من الزائرات متحدثة باللغة الألبانية. موضوع الحديث هو التدريب المهني الذي تنهيه في مجال الرعايا بالمرضى والتمريض. ماريلدا موراتي في السنة الثانية.
وقد احتضن مبنى حكومة برلين في ساحة ألكسندر بلاتس يوم الاثنين (14 كانون الثاني/يناير 2019) "Take Care! Werde Pfleger*in" المعرض، الذي استهدف تشجيع اللاجئين على امتهان الرعايا والتمريض. لوحات عرض كبيرة معلقة على الحيطان. لاجئون يتحدثون العربية والفارسية والأوردو وبعض الألمانية يتبادلون الحديث ويرتشفون القهوة. يشارك في المعرض حوالي ثلاثين مشفى ومؤسسة، على رأسها مشفى شاريتيه.
وزيرة الاندماج والعمل والشؤون الاجتماعية في ولاية برلين، إيلكا برايتنباخ، كانت في مقدمة الحضور. وكانت الوزيرة قد ساهمت بلمّ شكل عائلة سورية لاجئة.
طلاب مدرسة باولو فريري (Paolo Freire School) الذين عملوا كمترجمين ومترجمات لمساعدة الحضور في معرض التدريب على العمل في مجال الرعاية الصحية
يكثر الحديث في ألمانيا منذ سنين عن قلة عدد أخصائي رعاية كبار السن والمرضى. وهي مهنة ليست سهلة وتتطلب مجهوداً ورواتبها ليست مشجعة.
وقد أظهرت دراسة لمؤسسة بيرتسلمان أنه وبحلول عام 2030 سيرتفع عدد المحتاجين للرعاية من كبار السن بمعدل الثلث عن اليوم.
مدير مدرسة Paulo-Freire المهنية ماركو هان يقول إن "شريحة المهاجرين من كبار السن هي واحدة من أكثر الشرائح نمواً في ألمانيا". تركز المدرسة في عملها على تقديم التدريب المهني للاجئين والمهاجرين، من بينهم ماريلدا موراتي. "اللاجئون لديهم كفاءات عابرة للثقافات ما يمكنهم من تقديم الرعاية للمرضى المنحدرين من مختلف الثقافات"، حسب ماركو هان.
ماريلدا موراتي في حديث مع إحدى الزائرات
عدم الاعتراف بالمؤهلات وامتحان B2
قدمت ماريلدا موراتي من ألبانيا إلى ألمانيا قبل أربع سنوات. وكانت قبل ذلك التاريخ قد درست لسنة واحدة في كلية الطب في بلدها، إلا أن الجامعات هناك تعج بالفساد: "يتعين على المرء تقديم مبلغاً من المال للنجاح في الامتحان"، تقول الشابة وكلها أمل أن تنال فرصاً أفضل هنا في ألمانيا.
بعد وصولها إلى ألمانيا حلت نزيلة في أحد مأوي اللجوء. سارعت بالتسجيل في أحد دورات تعليم اللغة الألمانية. وها هي بعد أربع سنوات تتحدث اللغة الألمانية بطلاقة تقريباً واجتازت مستوى B2. الوصول لهذا المستوى المتقدم من إتقان اللغة ليس بالأمر الهين؛ إذ أن الكثيرين يرسبون في الامتحان النهائي.
يواجه بعض المتقدمين لتعلم مهنة الرعاية والتمريض مشكلة عدم الاعتراف بمؤهلاتهم السابقة في بلدانهم: "مارس البعض من طلابنا المهنة لسنوات في أوطانهم"، يقول ماركو هان.
ماركو هان وجمهرة من رواد المعرض
لا حياة مع اليأس
لم يكن درب ماريلدا موراتي في ألمانيا مفروشة بالورود؛ إذ أنها كانت مهددة بالترحيل قبل أن تحصل على فرصة التدريب المهني الذي وفر لها سبباً قانونياً لمنحها إقامة.
لا ترغب الشابة بالعودة إلى ألبانيا؛ إذ أن التدريب المهني على التمريض والرعاية يجعلها سعيدة والدارسة ممتازة والتفاهم عال مع زملاء الدراسة والقائمين على المدرسة المهنية. ولا حاجة لمهنتها في ألبانيا، على عكس الحال هنا في ألمانيا.
ولكن ماذا عن خططها المستقبلية بعد إتمام التدريب المهني؟ على هذا السؤال تجيب ماريلدا موراتي: "أتمنى دراسة الطب البشري في برلين. ولكن لا أعرف فيما إذا كنت سأحقق هذا الحلم، إلا أني متفائلة".
ر.خ / infomigrants