سيارات المستقبل تطل من معرض الإلكترونيات في لاس فيغاس
مع التحول الجذري في تقنيات السيارات وتطور جوانب الدفع الكهربائي والقيادة الذاتية، تجد شركات السيارات أن الموقع المناسب لها على المسرح العالمي ليس من خلال معارض السيارات التقليدية وإنما في معارض التكنولوجيا والإلكترونيات، وأكبرها على الإطلاق هو معرض إلكترونيات المستهلك (CES) الذي يعقد سنويا في لاس فيغاس، وانتهت منذ أيام دورته لعام 2019.
هذا المعرض استقبل هذا العام 180 ألف زائر من 155 دولة منهم 6500 إعلامي لمشاهدة تقنيات الجيل التالي من السيارات وأجهزة المستهلك المتنوعة الأخرى التي تعرضها 4500 شركة. وتوسع حضور شركات السيارات في معرض هذا العام إلى درجة أنها احتلت مساحات مخصصة لصف السيارات كما شغلت مساحات أخرى لاختبار السيارات عمليا. واعتبر البعض أن معرض الإلكترونيات يتحول تدريجيا إلى معرض سيارات.
من أغرب السيارات الافتراضية التي ظهرت في معرض هذا العام كانت من مرسيدس وعرضتها باسم «مرسيدس فيجن أوربانيتيك» وهي فكرة أقرب للمواصلات العامة منها إلى السيارات الشخصية. فهي سيارة كهربائية ذاتية القيادة ذات هيكل غريب يشبه المركبات الفضائية. وهي توفر مساحة داخلية للركاب ولكنها تتحول في المساء إلى شاحنة بضائع. وهي سيارة مرنة في تصميمها الداخلي وتتسع لنحو 12 شخصا ويمكن تجهيزها وفقا للمناسبة التي تخدمها والغرض منها تكوين أساطيل نقل ذاتية القيادة في المدن تحسن من نظم المواصلات الحالية.
وليس هناك تخطيط في الشركة حتى الآن لإنتاج طراز «أوربانيتيك» حيث لم تكتمل تقنيات القيادة الذاتية بعد ولكن الشركة عرضت نماذج عملية أيضا مثل «إي كيو سي» التي تصل الأسواق في عام 2020 وتنافس تيسلا «موديل إكس»، بالإضافة إلى نموذج من مرسيدس «سي إل إيه 250» وهو طراز جديد تماما ينطلق بمحرك سعة لترين بشاحن مزدوج يوفر قدرة 221 حصانا.
من السيارات الأخرى التي لفتت الأنظار في معرض إلكترونيات المستهلك هذا العام:
> نيسان «ليف بلس»: تعتبر نيسان ليف من أنجح السيارات الكهربائية في الأسواق وكانت الأولى التي تم تسويقها تجاريا في العالم بفضل نظرة كارلوس غصن بعيدة المدى. ولكن مع مرور السنين دخلت الأسواق سيارات كهربائية أخرى بمزايا أفضل، ولهذا رأت نيسان أن تطور من «ليف» وتقدم النسخة المعدلة «ليف بلس» التي يمكنها قطع مسافة 226 ميلا قبل الحاجة للشحن، بزيادة 76 ميلا عن طراز «ليف» العادي. وتحمل «ليف بلس» محركا أقوى بقدرة توازي 200 حصان. وهي تدخل الأسواق قريبا وتنافس في القطاع الكهربائي. ولم تعلن الشركة عن ثمنها بعد ولكن من المتوقع أن يكون في حدود 40 ألف دولار.
> بي إم دبليو «فيجن أي نكست»: وهي تكشف معالم هذا القطاع الجديد الذي تدشنه الشركة في عام 2021 للدفع الكهربائي والقيادة الذاتية. ولكن لن تكون أول أجيال «أي نكست» ذاتية القيادة في 2021 ولكنها تمثل توجه الشركة تقنيا إلى الدفع الذاتي. وفي معرض لاس فيغاس عرضت الشركة أيضا نماذج لتقنيات التصميم الداخلي عبر الذكاء الاصطناعي وبتقنية الأبعاد الثلاثية. وتنتمي السيارة إلى قطاع «أي» الكهربائي والهايبرد في الشركة وتضع فيها الشركة أحدث تقنياتها للمستقبل.
> أودي «أيكون»: وهي أيضا سيارة كهربائية بنظام قيادة شبه ذاتي سوف تدخل الأسواق في عام 2021. ولم يكن الظهور في لاس فيغاس هو الأول لهذه السيارة فقد سبق لأودي الكشف عنها في قمة عقدت في مدينة شنزن الصينية في العام الماضي. وهي تقطع ما بين 700 و800 كم قبل الحاجة إلى الشحن. وتعتمد «أيكون» على نوع فعال من الإضاءة الخارجية تطلق عليها الشركة اسم «سوورم». ولا يعتبر النقاد هذه السيارة من أجمل من أنتجته أودي ولكنها تعبر عن أحدث لمسات التقنية الداخلية فهي مثلا لا تحتوي على مقود لأنها ذاتية القيادة بالكامل، وإن كان ذلك لن يتحقق في طراز 2021. ويمكن تحويل التصميم الداخلي في السيارة إلى جلسة صالون بمقاعد تواجه بعضها البعض. وتمتد شاشة فعالة بمحيط مقصورة الركاب الداخلية بها عروض لمسار السيارة ومساحات للتعامل مع التكييف والوظائف الأخرى.
> بايتون «إم بايت»: عرضت شركة بايتون الصينية طراز «إم بايت» الكهربائي من النوع الرباعي الرياضي. وهي تحتوي على خمس شاشات داخلية وتدخل أسواق الصين هذا العام قبل الانتشار عالميا في العام المقبل. واحدة من الشاشات تمتد بعرض لوحة القيادة وأخرى تقع على المقود وثالثة على الكونسول الوسطي. ويمكن استخدام الشاشات في عرض نظام الملاحة ووظائف السيارة بالإضافة إلى الألعاب والحديث مع الأصدقاء بالهاتف الفيديو. وتعد شركة بايتون من الشركات الجديدة في مجال صناعة السيارات، وقالت بأنها سوف تعرض السيارة كاملة المعالم في شهر يونيو (حزيران) المقبل. وسوف تكون السيارة متاحة في الأسواق خارج الصين في العام المقبل بخيار بطاريتين الأولى بطاقة 71 كيلوواط توفر مدى 400 كيلومتر والثاني بطاقة 95 كيلوواط توفر مسافة 525 كيلومترا من المدى.
من تقنيات السيارات التي تم الكشف عنها للمرة الأولى في معرض إلكترونيات المستهلك هذا العام أيضا نظام جديد للصف الآلي قدمته شركة هيونداي يرتقي إلى المستوى التالي حيث تقود من خلاله السيارة الكهربائية نفسها إلى نقطة الشحن اللاسلكي لكي تبدأ شحن بطارياتها.
ومن هيونداي أيضا ظهرت سيارة «تمشي» على أرجل بها عجلات اسمها «التميت موبيليتي فيكل». وهي تتخطى كافة المناطق الوعرة وتصلح للإنقاذ في حالات الكوارث الطبيعية.
ومن نيسان جاءت تقنية رؤية الأجسام غير المرئية على الطريق بواسطة أسلوب محاكاة جديد يجمع بين المشاهد الطبيعية أمام السائق ومعلومات إلكترونية من أدوات استشعار. وهو نظام يعزز أمان تجربة القيادة.
وأخيرا قدمت تويوتا تقنية «غارديان» لمساعدة السائق على تجنب الطوارئ من دون أن تسلبه التحكم في القيادة. وهو نظام متاح للشركات الأخرى التي تعتمد تقنيات القيادة الذاتية في المستقبل.