المظاهرات في الشانزليزيه تتحول إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة وتتسبب بسقوط 8 جرحى

يورو تايمز / منذر المدفعي

دخلت مظاهرات حركة السترات الصفراء في اسبوعها الثاني دون خفض سقف المطاليب "خفض أسعار الوقود وخفض الضرائب". بينما تصر الرئاسية الفرنسية على التمسك بقراراتها التي تعتبرها اصلاحات اقتصادية.

توجه المتظاهرون في باريس إلى جادة الشانزليزيه بدلا من التجمع في ساحة شامب دو مارس المحاذية لبرج إيفل حيث سمحت وزارة الداخلية للمتظاهرين بالتجمع هناك. إلا أن توجه المتظاهرين إلى الشانزليزيه دون ترخيص دفع قوات الشرطة إلى التعامل مع هذه المظاهرات كتجمع غير مسموح به من قبل القانون. 

لم تتردد الشرطة باطلاق القنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانية الخانقة وخراطيم المياه لتفريق التجمع الذي بلغ قرابة 3 آلاف متظاهر يتفقون أغلبهم على المطالبة "باستقالة ماكرون من منصبه".

عدد كبير من المتظاهرين انسحبوا تدريجيا عقب القاء القنابل الدخانية بسبب التعرض للاختناق الشديد. 

وسرعان ما تحولت المظاهرات هناك إلى حالة من الفوضى وأقدم البعض على رشق الشرطة بالحجارة بينما لم يتردد آخرون بحرق الدراجات النارية المركونة هناك. 

تعاملت الشرطة بعنف حتى مع فريق يوروتايمز الذي كان متواجدا لتغطية تلك المظاهرات. إذ تعرض للدفع العنيف من قبل الشرطة.

وزارة الداخلية أعلنت في آخر بياناتها بشأن مظاهرات باريس بأن عدد الجرحى بلغ 8 أشخاص من بينهم شرطيين إثنين. بينما بلغ عدد الموقوفين 22 شخصا. 

قبل أن يتغير منحى المظاهرات شارك رئيس حزب فرنسا الأبية اليساري جان لوك ميلونشون بهذا التحرك ووجه رسالته لماكرون حاثا إياه على: 

"الاستماع لمطاليب المتظاهرين وعدم التعامل مع هذه المظاهرات كحركة سياسية أو كحزب سياسي وإنما كتحرك شعبي إن لم يجد آذانا صاغية قد يتحول إلى ثورة شعبية واسعة النطاق." 

أما رد ماكرون فقد جاء استفزازيا للمتظاهرين إذ اكتفي في تغريدة له بتحية : " الشجاعة والمهنية العالية التي تميزت بها قوى الأمن هذا اليوم. والعار لمن حاول الاعتداء عليهم. العار لمن حاول الاعتداء على المواطنين والصحفيين. ولا مكان للعنف في جمهوريتنا".

وفي نفس الوقت حاول وزير الداخلية كاستانير اتهام زعيمة الحزب اليميني المتشدد مارين لوبين: "بدفع بعض المشاغبين للمشاركة في هذه التظاهرات". اتهام سارعت لوبين بنفيه عبر قناة BFM TV الاخبارية : "لم أدع اطلاقا إلى أي عنف يمكن أن يصدر من المتظاهرين".

حركة السترات الصفراء لاقت هذا اليوم موقفا متصلبا من الحكومة الفرنسية قد يتسبب في تغيير مسار هذه التظاهرات نحو درب العنف والفوضى كما شاهدناه اليوم في الشانزليزيه. 

يورو تايمز- الحقوق محفوظة