آراء

د. حسن السوداني : لا اريد ان اذكركم!!

سنوات اربع قضاها العنصريون في شحذ ههم الخائفين من شبح  المهاجرين ولم يتركوا فرصة حتى ذكروا الجميع بان هؤلاء الأتون  من بلاد الواق واق لابد لهم من ان يعودوا اجلا ام عاجلا!!

اما الاحزاب الحاكمة فهي الاخرى لم تترك فرصة الا وذكرتنا بانها كانت وما زالت الدرع الذي يحمينا من مخالب الاحزاب العنصرية وسمومها, غير انها لا تخفي ايضا قلقها من التصاعد المضطرد لهؤلاء في استطلاعات الراي التي كشفت احدها : لو ان الانتخابات جرت في حينها لفاز العنصريون بمقعد الحكومة!!

لكن السؤال الملح هنا يتمحور جول ماذا لو فاز العنصريون في الانتخابات السويدية؟ وماذا سيحصل لنا نحن الاتين من بلاد الواق واق؟ 

ببساطة سيحصل لنا ما حصل في الدنمارك عندما فاز اليمينيون وسيحصل لنا ما حصل في النرويج او فلندا او بقية الدول الاوربية , تاخر في الحصول عل الجنسية لمستحقيها وتشديد في الحصول على فرصة عمل لذوي الشعر الاسود والحجاب الابيض وايقاف تدريس اللغة الام في المدارس وتشديد في قوانين لم الشمل فضلا عن موضوعات ممارسة الشعائر الدينية ومتعلقلتها بما في ذلك كلمة(حلال) الموسمة في بعض البضائع الغذائية!!

المقلق في الامر ليس تقدم واصرار (بقية النازية) هؤلاء ! بل في تردد الكثير من المهاجرين في المشاركة بالانتخابات اوتصريح بعضهم برغبته في انتخاب من يطالب بطردهم ليل نهار !! وهم بذلك يقربون النار على حقول شوفانهم بحجة طرد بعض الحشرات اللاسعة!!

لا اريد هنا ان ابشر بقرب نصب سرادق الحزن غير اني اجد حجم التردد في اوساط المهاجرين عال جدا بل ان الكثير منهم لا يعلم بموعدها اصلا!! وهي عادة لم يكتسبوها طبعا بل جاءت معهم تحت شعار (اني معليه) تلك التي صنعت طغاتهم بالامس وستصنع طغاتم في الغد!!

اما عن السويديون الذي منحوا اصواتهم الى اليمين المتطرف في الانتخابات السابقة وبلغت نسبتهم 800000.022 ثمان مائة الف واثان وعشرون شخصا فلم يزيدوا السويد سوى تراجعا في سمعتها الدولية وخوف محبيها من انتقالها الى خانة البلدان العنصرية وهو الامر الذي ناضل ضده  صناع الحرية السويدية من (اولف بالما) الى (انا ليد) الذين دفعوا حياتهم ثمنا لايقاف المتشددين من بقايا النازية البائسة!!

لا اريد هنا ايضا في نهاية المقال ان اذكر الجميع بمقالات العنصريين عنا ولا اريد ان اذكر بتشكيل حزب (السويد اختيارنا) وهم المجموعة المطرودة من الحزب العنصري الذي شكلوا حزبا جديدا يعتبر حزبهم القديم (متقاعسا) جدا ازاء المهاجرين ولابد من التشدد الى اعلى حد !!

وهؤلاء يمتلكون اليوم ستة مقاعد في البرلمان الحالي!! ولا اريد ان اذكر ايضا ان هناك احزاب سويدية لديها الاستعداد للتعاون مع هؤلاء (بقية النازية) .. ولا اريد ان اذكر ان وضعنا جميعا في خطر وعلينا نزع التردد  والتوجه بكل عزيمة الى صناديق الاقتراع فهذه البلاد يفرق فيها الصوت الواحد لو تعلمون! 

 

 

 

*كاتب وأكاديمي من السويد

 
زر الذهاب إلى الأعلى