السترات الصفراء تخدع الشرطة وتضلل الصحفيين
يوروتايمز / منذر المدفعي
قبل انطلاق مظاهرات الاسبوع السادس أعلنت السترات الصفراء عن نقطتين للتجمع في باريس وهما قصر فيرساي وساحة الأوبرا.
تم تبرير اختيار قصر فيرساي على الرغم من بعده عن مركز المدينة بأنه واحد من أهم رموز الملكية التعسفية وهي الصفة التي حاولت حركة السترات الصفراء لصقها بالرئيس الفرنسي ماكرون باعتباره ملكا أكثر مما هو رئيس للجمهورية كما رددوا في شعاراتهم.
الشرطة الفرنسية ألقت بثقلها في تلك المنطقة وأحاطت المنطقة التي يقع فيها قصر فيرساي بحزام أمني محكم. وزارة الداخلية غير مستعدة أبدا بالتضحية بهذا الصرح التاريخي الكبير.
إلا أن المفاجئة التي صحت عليها الشرطة في هذا اليوم هو تجمع المتظاهرين كمجموعات متفرقة. كل مجموعة تتألف من بضعة مئات من مناصري السترات الصفراء لينظموا مسيرات احتجاجية تدور في الشوارع الباريسية طوال النهار ودون توقف.
لم تحدث مصادمات حقيقية بين الشرطة والمتظاهرين في هذا اليوم. لجأت الشرطة إلى القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الاقتراب من مبنى الأوبرا إلا أنهم تفرقوا من جديد.
عقب الساعة الثامنة مساءا توجهت مجموعات جديدة إلى شارع الشاتزليزيه ليتظاهروا هناك حيث فرقتهم الشرطة بخراطيم المياة والقت القبض على 109 أشخاص ولم تحتجز غير 7 أشخاص فقط من بين المعتقلين واطلقت سراح البقية.
المظاهرات المتحركة تسببت بعرقلة كبيرة لحركة المرور في باريس كما عقدت من مهمة الشرطة التي لم تفلح في حصر المتظاهرين في منطقة واحدة كما اعتادت على فعله خلال الأسابيع الماضية.
تجاوز عدد المتظاهرين في عموم فرنسا هذا اليوم 23 ألف متظاهر بينما لم يكن هنالك غير ألف متظاهر في باريس. هذا الرقم يمثل انخفاضا تدريجيا لنسبة المشاركة مقارنة بالاسابيع الماضية.
المنعطف الأهم في هذا اليوم هو لغز وسيلة التواصل بين مناصري الحركة.
الشرطة أكدت أن اعلان التجمع أمام قصر فيرساي الذي نشرته الحركة على صفحاتها الرسمية وغير الرسمية كان اعلانا كاذبا. وبالتالي كانت الحركة تتناقل فيما بينها المعلومة الحقيقية بشأن التوجه نحو مركز باريس وليس إلى فيرساي بتاتا. لا أحد من مناصري السترات الصفراء توجه إلى قصر فيرساي.
فما هي أذن وسيلة التواصل التي مررت عبرها حركة السترات الصفراء هذه المعلومة وهل هنالك من أسلوب أو وسيلة للتواصل بين المحتجين غير شبكات التواصل الاجتماعي؟ الشرطة الفرنسية لم تتمكن من اختراق أو اكتشاف الوسيلة التي من خلالها تمكن المتظاهرون من تبليغ المناصرين بأن التجمع في فيرساي هو اعلان كاذب وبالتالي لم يذهب إلى هناك غير قوات الشرطة والأمن والفرق الاعلامية.