هنا اوروبا
بعد هجوم ستراسبورغ.. فرنسا تُراقب 25 ألف شخص
أثار الهجوم الإرهابي الذي وقع الثلاثاء الماضي، في سوق لعيد الميلاد، بمنطقة ستراسبورغ في فرنسا، على يد مشتبه به كان مدرجاً بقائمة المراقبة على أنه "خطر أمني محتمل"، تعريفاً جديداً لكيفية تعامل السلطات مع المشتبه بهم، الذين يشكلون تهديداً محتملاً على الأمن العام.
وقُتل المشتبه به، شريف شكات، (29 عاماً)، أمس الخميس، في مطاردة مع قوات الأمن الفرنسية، بعد أن قتل أربعة أشخاص، وتوفي آخر دماغياً، وأصاب 11 آخرين، في هجومه على السوق.
وكان لدى شكات، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، سجل طويل في الشرطة، كما تم إخطاره من قبل أجهزة الأمن الفرنسية بسبب تطرفه المحتمل، ووضعه في قاعدة بيانات لأشخاص يشتبه بتطرفهم الديني، وكان أيضاً في قاعدة بيانات منفصلة للأشخاص المميّزين باسم Fiche S أو "الملف إس".
ما هو الملف "إس"؟
تقول الصحيفة، إن "الملف إس"، يحوي قاعدة بيانات كبيرة جداً لأشخاص يثيرون اهتمام السلطات الفرنسية بسبب مخاوف تخص أمن الدولة.
ويتم استخدام ملفات "إس" لتتبع الأشخاص الذين يُعتقد أنهم يشكلون تهديداً محتملاً للأمن العام، ويمكن أن يشمل ذلك مشجعي كرة القدم، والفوضويين المتطرفين، والأشخاص الذين يشتبه في أنهم "جهاديون".
إلا أن شكات لم يُشمل قط بجريمة ذات صلة بالإرهاب بالسابق، وقال العديد من المسؤولين الفرنسيين، إنه على الرغم من تطرفه الديني، إلا أنه لم تكن هناك علامات ملموسة على أنه كان يعد لشن هجوم.
ووُلد شكات في ستراسبورغ، وكان معروفاً لدى الشرطة منذ عامه العاشر، حيث أدين وهو في الـ13 من عمره، وفقاً للسلطات الفرنسية، وأضاف أن شكات كان لديه 27 إدانة، معظمهم في فرنسا، ولكن أيضاً في سويسرا وألمانيا، لجرائم تشمل السطو المسلح.
كم عدد الأشخاص في قائمة "إس"؟
هناك حوالي 25 ألف شخص على قائمة المراقبة، وفقا لأرقام وزارة الداخلية التي نشرت العام الماضي، ويشتبه في أن 10 آلاف من هؤلاء متطرفون دينياً.
ولكن، بحسب الصحيفة، فإن وجود شخص ما في ملف "إس"، لا يضعه تحت المراقبة على مدار الساعة تلقائياً، ولا تتم مراقبة كل شخص في قاعدة البيانات بنفس الطريقة.
ففي بعض الحالات، يتم الإبلاغ عن الأشخاص الذين نفذوا هجمات مميتة في فرنسا، ولكن لم يتم رصدهم في وقت الهجوم.
يُنظر إلى تعيين ملف "إس" كأداة لجمع المعلومات الاستخبارية، ولكنها ليست الأساس لاعتقال أحدهم.
فعلى سبيل المثال، قد تخضع شرطة الحدود الفرنسية للتحقق من هوية شخص تم الإبلاغ عنه بملف "إس"، تحت تعليمات جمع أكبر قدر من المعلومات عن هذا الشخص، ثم إبلاغ السلطات الحكومية بذلك.
وفي أحد الأمثلة، وضع اسم خمسات عظيموف، البالغ من العمر 20 عاماً، بملف "إس"، وهو مواطن فرنسي ولد في الشيشان وقام بطعن خمسة من المارة في مايو (أيار) بالقرب من أوبرا باريس، ما أسفر عن مقتل شخص واحد، وفي عام 2016 حاول الاتصال بأشخاص أرادوا الذهاب إلى سوريا للانضمام داعش، وفقاً لتقارير إخبارية فرنسية.
ويبدو أن شكات لم يحاول أن يذهب إلى سوريا، وفق وزير داخلية فرنسا لوران نونيز، وبدلاً من ذلك، لاحظت السلطات تطرف شكات في السجن، وتمت مراقبته من قبل أجهزة الاستخبارات الفرنسية، بعد الإفراج عنه في أواخر 2015.
وادعى داعش في موقع وكالة الأنباء الرسمية، أن شكات كان "جندياً من تنظيم الدولة الإسلامية"، ولكنه استخدم لغة تشير إلى أن الهجوم ربما كان مستوحى من إيديولوجية الجماعة، وليس من قبلهم.
"ليس معياراً للخطورة"
وحسب "نيويورك تايمز"، يؤكد بعض المسؤولين، أنه في حين أن ملفات "إس" هي أداة مفيدة للمساعدة في تتبع أولئك المعرضين لخطر التحول إلى الإرهابيين، فإن التقريب إلى الأشخاص أو طردهم من البلاد، من شأنه أن يهزم هدف جمع المعلومات الاستخبارية للملفات.
وقال نونيز للإذاعة الفرنسية هذا الأسبوع: "يمكن أن يستهدف ملف إس الأفراد غير الخطرين، ويستخدم فقط لمشاهدة تحركاتهم ورحلاتهم في جميع أنحاء البلاد، إنه ليس معيار الخطورة".
وقال المسؤولون أيضاً، إن هناك الكثير من الأشخاص في القائمة يتابعون عن كثب في جميع الأوقات.
ر.خ.24