أخبار الهجرة

فرنسا أعادت نحو 10 آلاف مهاجر غير شرعي إلى إسبانيا منذ بداية 2018

أعادت السلطات الفرنسية نحو 10 آلاف مهاجر غير شرعي حاولوا العبور لأراضيها من إسبانيا، خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر الماضيين، بمتوسط نحو ألف شخص شهريا. الأمر الذي عرض مدينة أيرون الإسبانية الحدودية مع فرنسا لخطر التحول إلى مخيم للمهاجرين، ويهدد المساعدات الاجتماعية في المدينة بالانهيار.

 

 

تتعرض مدينة أيرون الواقعة في شمال غرب إسبانيا على الحدود مع فرنسا لخطر التحول إلى مخيم للمهاجرين، بسبب قيام الشرطة الفرنسية بإعادة المهاجرين الذين يحاولون دخول فرنس إليها.

ترحيل المهاجرين دون ضمانات

وتشهد المنطقة الحدودية بين إسبانيا وفرنسا عمليات طرد للمهاجرين دون أي ضمانات، وأحيانا ما تتم خارج الإطار القانوني، حيث يتم إرسال المهاجرين إلى داخل الحدود الإسبانية، حسب ما ذكرت عدة منظمات غير حكومية، وكما هو موثق في اللقطات التي بثتها قناة "إي تي بي" الخاصة بإقليم الباسك.

وأعادت فرنسا، خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر من العام الحالي أكثر من 9038 مهاجرا غير شرعي إلى إسبانيا، بمتوسط نحو ألف شخص شهريا، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف ما أعلنته الحكومة الإسبانية رسميا وبزيادة 20% عن نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبيانات شرطة الحدود الفرنسية التي نشرتها صحيفة "إلباييس" الإسبانية اليومية.

 

وجرت معظم عمليات الترحيل بالقرب من مدينة أيرون الحدودية، حيث قالت مصادر إن هناك زيادة تصل إلى 59% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من عام 2017، وهو ما يقدر بنحو 5609 أشخاص. وأرجعت السلطات الفرنسية، استمرار عمليات التفتيش على الحدود واستخدام تعبير "غير مقبول" (يستخدم للمستبعدين) إلى أسباب تتعلق بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب، خاصة بعد الهجمات التي وقعت في باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015. ويستند هذا الأمر إلى اتفاق ثنائي تم التوصل إليه في عام 2002، يسمح لفرنسا بأن تقوم فورا بإبعاد أي مهاجر غير شرعي إلى إسبانيا خلال أربع ساعات بعد عبوره الحدود.

فرنسا تدافع عن عمليات الترحيل

واستنكرت عدة منظمات غير حكومية، من بينها "إس أو إس راسيزم"، ارتفاع عدد حالات ترحيل المهاجرين التي قامت بها الشرطة الفرنسية دون سند قانوني إلى إسبانيا، على متن حافلات صغيرة لا تحمل علامات، وتركهم على الجانب الآخر من الحدود، وهو ما أوضحته الصور التي بثها تلفزيون الباسك "إي تي بي". وأجبرت تلك الصور وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا على الاعتراف بتلك الممارسات، ودافع عنها باعتبارها صحيحة.

كما أدانت المنظمات غير الحكومية التي تقوم باستضافة المهاجرين ومساعدتهم في أيرون، تلك الممارسات في مناطق أيرون وسان اسباستيان باقليم جيوبوزكوا، والتي أدت إلى حدوث زحام شديد، حيث يعاني المتطوعون من توافد أعداد كبيرة من المهاجرين.

ونقلت قناة كواترو التليفزيونية عن مصادر في المنظمات غير الحكومية قولها إن "مزيدا من الأشخاص يصلون يوميا، بالإضافة إلى المهاجرين الذين يتم إعادتهم إلى الحدود، وفي كثير من الأحيان يكون بينهم طالبو لجوء".

المساعدات الاجتماعية في الباسك تواجه الانهيار

ويضع ترحيل هؤلاء المهاجرين من فرنسا خدمات المساعدة الاجتماعية في إقليم الباسك أمام خطر الانهيار، حيث قدم الصليب الأحمر مساعدات لما يقرب من 10 آلاف مهاجر خلال الأشهر القليلة الماضية. أما الحكومة الإسبانية، التي تدافع عن العلاقات الممتازة مع جارتها فرنسا، والتي تتعاون في الوقت نفسه مع مدريد على تقاسم المهاجرين الذين يتم إنقاذهم بواسطة السفينة "أكواريوس"، فلم تحتج رسميا ضد السلطات الفرنسية، وفقا لتأكيدات أبدتها مصادر بوزارة الخارجية الإسبانية لصحيفة إلباييس.

وعلى الرغم من ذلك، وكما حدث من قبل مع إيطاليا، فإن عمليات ترحيل المهاجرين تنذر باشتعال التوتر بين البلدين.

 

 

 

 

 

 

 

ansa

زر الذهاب إلى الأعلى