تجارة البشر: من هم المهربون الليبيون الصادر بحقهم عقوبات أممية؟
فرض مجلس الأمن عقوبات على ستة أشخاص متورطين في تجارة البشر في ليبيا بينهم أريتيريين اثنين. ولا يعرف الكثير عن هذه الأسماء التي صدرت بحقها هذه العقوبات، حيث يظل الغموض يلفها. فمن يكون هؤلاء؟
لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، تفرض هذه المنظمة الدولية عقوبات على أشخاص متهمين في تجارة البشر في ليبيا. وكان مضمون العقوبات، التي أعلنت الخميس الأخير: تجميد أصول المتورطين ومنعهم من السفر. وجاء القرار بناء على طلب لمجموعة من الدول الأوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة، قدم للجنة عقوبات ليبيا في مجلس الأمن.
وتحركت هذه الدول عقب بث شبكة "سي إن إن" الأمريكية لفيديو، أظهر تعرض مهاجرين للبيع في ليبيا، إذ خلف ضجة كبرى في الأوساط الدولية وسط موجة من الاستنكار والتنديد. وكان تحركها في إطار قانون نظام العقوبات الأممي الذي تم تبنيه في 2011، ويمكن بموجبه تجميد دولي للأصول وحظر للسفر على الأفراد والكيانات المتورطة في ارتكاب "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".
واستهدفت العقوبات أربعة ليبيين وشخصين من أريتيريا. وقال الناشط الحقوقي الليبي أحمد حمزة في تصريح لمهاجر نيوز إن الليبيين الأربعة ملاحقين من قبل النيابة العامة، ووردت أسماؤهم في مذكرة توقيف أصدرتها قبل مدة، ضمت ألفي شخص ينشطون في تجارة البشر والتهريب أو يعملون كوسطاء.
وأبرز هذه الأسماء هي:
أحمد عمر الدباشي:
وهو قائد كتيبة الدباشي التي ظلت تنشط في صبراتة بشمال غرب ليبيا لمدة من الزمن، قبل أن يتم طردها منها. واستقرت بين صبراتة والزاوية. وهو من مواليد 1959، كان يعمل سائقا لشاحنات نقل الخضراوات. ليس له سوابق جنائية خلال فترة نظام القذافي. واشتهر اسم الدباشي في الأوساط الإعلامية الدولية بتهريب المهاجرين منذ سنوات. وكانت سيطرة كتيبته على منطقة صبراتة ساعدته على التحكم بمصير الآلاف من المهاجرين الواصلين أو العابرين لها.
مصعب أبو قرين:
في الثلاثينات من العمر، وينحدر من منطقة بئر الغنم في الشمال الغربي الليبي. لم تسجل عليه سوابق جنائية خلال فترة النظام السابق. انضم لكتيبة "غرفة ثوار ليبيا"، التي كان يقودها المتشدد أبوعبيدة الزاوي أحد زعماء القاعدة في هذا البلد. وكان أبو قرين يقود أحد السرايا العسكرية المنضوية تحت هذه الجماعة. ويوجد اليوم على رأس ميليشيا تنافس كتيبة الديباشي في تهريب المهاجرين.
محمد كشلاف:
في الأربعينات من العمر، له سوابق إجرامية خلال مرحلة النظام السابق. كان محكوما بالسجن 10 سنوات بتهمة السرقة. يقود مجموعة مسلحة في منطقة مطلة على البحر، تسمى المطرد، غرب الزاوية في الشمال الغربي الليبي. غادر السجن دون أن يكمل عقوبته السجنية إثر الإطاحة بمعمر القذافي.
عبد الرحمان ميلاد:
اسم غير معروف لدى الليبيين. ولم يسبق أن أثير من قبل وسائل الإعلام المحلية. واكتشفه العديد من الليبيين بعد ورود اسمه ضمن قائمة مذكرة توقيف أصدرتها النيابة العامة المحلية في وقت سابق بحق تجار البشر والمهربين.
وإضافة إلى الأسماء الأربعة الليبية، سلطت نفس العقوبات الأممية على كل من رإيرمياس جيرماي وفيتيوي عبد الرزاق من أريتيريا، وينشط الاثنان في بلدهما لنقل المهاجرين نحو ليبيا. وهي "الحلقة الأولى" في سلسلة تهريب المهاجرين نحو أوروبا التي تمر عبر عدة محطات، كما يفسر الناشط الحقوقي الليبي أحمد حمزة.
وبالنسبة لمقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، فإن هذه الرؤوس الليبية المطلوبة دوليا، "تأتي في آخر مراحل عملية تهريب المهاجرين، وتتمركز أساسا في الساحل الغربي".
ولم تشمل العقوبات الأممية كل المتهمين في تجارة البشر. واعتبر حمزة أنه كان على مجلس الأمن تبني مذكرة التوقيف الصادرة من النيابة العامة الليبية بحق ألفي شخص بهذا الخصوص. كما لفت إلى أن هناك "عصابات أخرى تنشط في الجنوب الليبي"، وأن هذه العقوبات لم تطل حتى اليوم إلا بضعة أسماء تتحرك على السواحل الغربية.
infomigrants