باريس: فنانون عالميون يعالجون مصاعب الهجرة في معرض “شخص مرغوب به”
افتتح المتحف الوطني لتاريخ الهجرة ومتحف الفن المعاصر في فال-دو-مارن معرضا مخصصا لمسألة الهجرة تحت عنوان "شخص مرغوب به"، وذلك في المتحف الوطني للهجرة في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة 30 فنانا من مختلف بلدان العالم. ويستمر المعرض حتى 20 كانون الثاني/ يناير 2019.
يثير استقبال المهاجرين واللاجئين الكثير من الجدل في المجتمعات الأوروبية، ولا يقتصر الاهتمام بهذا الموضوع على أروقة السياسة، بل يطال مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وحتى الفضاءات الفنية. وفي هذا الإطار، نظم المتحف الوطني لتاريخ الهجرة في باريس ، بالتعاون مع متحف الفن المعاصر فال دو مارن معرضا عن الهجرة يدعو إلى إعادة التفكير بهذه المسألة من خلال الفنون، كالرسم والتصوير والفيديو وغيرها.
يشارك 30 فنانا من جميع أنحاء العالم في هذا المعرض الذي يحمل عنوان " برسونا غراتا "، وهي عبارة لاتينية تعني "شخص مرغوب به"، تم اقتباسها من عمل يحمل الاسم نفسه للفنان الفرنسي-الجزائري الهواري محمد بكر . وعن اختيار هذا العنوان قالت إيزابيل رينار، إحدى القائمات على المعرض "إنه يعكس الرغبة بالحصول على الترحيب والاعتبار"، موضحة أن المصطلح يعيد إلى الذهان على الفور التعبير المعاكس وهو "شخص غير مرغوب به".
بعض الفنانين المشاركين في المعرض هم أنفسهم مهاجرون، مثل الفنان الأرمني ساركيس الذي ولد في إسطنبول ويعيش منذ أكثر من 50 عاما في باريس، والصيني شيه لي الذي وصل إلى فرنسا في عام 2006 من أجل إتمام دراسته في الفنون الجميلة وما يزال إلى الآن يعيش في باريس، وكذلك الفنانة الفلسطينية منى حاطوم التي ولدت في لبنان وغادرت باتجاه لندن في عمر 23 ضمن رحلة هجرة طويلة مستمرة منذ أكثر من 40 عامًا.
ضع نفسك في مكان المهاجر بواسطة الفن
أعمال المعرض لا تفرض رؤية معينة، بل على العكس، تستفز خيال المتلقي لإعادة التفكير في مسألة الهجرة والأسباب التي تدفع البشر إلى خوض هذه التجربة. مثل العمل الذي قدمه الهواري محمد بكر بعنوان "إلدورادو"، فقد خط الفنان هذه الكلمة باستخدام ضوء النيون وعلقها على حائط المعرض، في دعوة إلى تأمل "مدينة الأحلام" التي يأمل مئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين بالوصول إليها لكنهم يصطدمون بالكثير من الحواجز والموانع.
وكذلك الفنان الكولومبي ماركوس افيلا فوريرو الذي عرض عمل فيديو مدته 55 دقيقة، يظهر ثلاثة رجال يجرون قاربا من الجص على الطريق الواصل بين مدينة وجدة المغربية وجيب مليليه الإسباني. لكن عملية الجر تؤدي إلى تآكل القارب الذي يتلاشى رويدا رويدا مخلفا علامة بيضاء على طريق الإسفلت، في رمزية تعكس الرحلة الشاقة التي يخوضها المهاجرون وتضع المشاهد في موقع هؤلاء المغامرين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل بلوغ أوروبا.
"أمواج وجدة ومليليه"، من أعمال الفنان الكولومبي ماركوس أفيلا فوريرو | المصدر: Adagp
العديد من الأعمال المعروضة تظهر حالة التشتت بين العوالم التي يعيشها اللاجئون والمهاجرون، بحسب ما تشرح أمينة المعرض. وتوضح رينار أن السؤال المطروح بالنسبة للكثيرين هو "هل يجب أن أبقى؟ أم أن أرحل؟". وهذا ما نراه جليا في العمل الزيتي للفنان الصيني شيه لي المعنون باسم "أنا وأنا"، والذي يجسد شخصا يقف إلى جانب ظله في غابة موحشة. اللوحة تتطرق إلى سؤال الهوية عندما يعيش الفنان بين عالمين: الثقافة الصينية التي نشأ وتربى عليها، والثقافة الأوروبية التي يحيا ضمنها منذ أكثر من عقد.
عمل زيتي للفنان الصيني شيه لي معنون باسم "أنا وأنا" قياس186×146 سم | المصدر: مجموعة شخصية للفنان
>> عنوان المتحف الوطني لتاريخ الهجرة : 93 Avenue Daumesnil, 75012 Paris
يفتح أبوابه من الثلاثاء إلى الجمعة من الساعة 10:00 إلى الساعة 17:30، ويوم الأربعاء حتى الساعة 21:00 ويوم السبت والأحد من الساعة 10:00 إلى الساعة 19:00.
>> عنوان متحف الفن المعاصر في فال دو مارن : Place de la Libération, 94400 Vitry-sur-Seine
يفتح أبوابه من الثلاثاء إلى الجمعة من الساعة 10:00 إلى الساعة 18:00، والسبت والأحد من الساعة 12:00 إلى الساعة 19:00.
infomigrants.ر.خ