أخبار الهجرة

هل فوز أوربان في الانتخابات التشريعية سيزيد من تشديد سياسة الهجرة المجرية؟

عقب الإعلان عن الفوز الساحق لحزب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في الانتخابات التشريعية، أعلن الحزب اليميني الشعبوي عن نيته العمل على الحد من قدرات المجموعات والجمعيات المدنية التي تعنى بمساعدة المهاجرين واللاجئين. وعرف أوربان بسياسته المعادية للمهاجرين.

بعد الفوز الساحق الذي حققه حزب "فيديس" اليميني المحافظ في الانتخابات التشريعية المجرية، ضمن رئيسه فكتور أوربان، رئيس الوزراء الحالي، ولاية ثالثة على رأس الحكومة في المجر، الأمر الذي سيعزز سيطرته أكثر فأكثر على السلطة ومواصلة مواجهته مع الاتحاد الأوروبي حول الكثير من القضايا، يأتي في  مقدمتها موضوع الهجرة .

ومع حصوله على أغلبية المقاعد في البرلمان المجري (134 من أصل 199)، سيصبح بإمكان حزب "فيديس"، الذي أسسه أوربان عام 1988، تمرير تعديلات دستورية وقوانين لصالحه.

ومن المتوقع أن تشمل تلك التعديلات إقرار قانون "أوقفوا سوروس"، والذي سمي تيمنا بالملياردير الأمريكي من أصول مجرية جورج سوروس الذي يمول الكثير من الأنشطة والجمعيات التي تعنى بمساعدة المهاجرين، بهدف التضييق على حركة وعمل تلك الجمعيات والهيئات الإنسانية.

وأكد متحدث باسم فيديس الاثنين أن النص الذي سيطلق عليه اسم "أوقفوا سوروس" سيكون بين النصوص الأولى التي ستعرض على البرلمان الجديد.

وينص القانون على أنه على الجمعيات والمنظمات التي تعمل مع المهاجرين في المجر أن تستحصل على إذن مسبق من الدولة، كما أنه ستفرض عليها الضرائب. إضافة إلى ذلك، ستمنع تلك الجمعيات من الاقتراب من المناطق الحدودية لمسافة لا تتعدى 8 كلم، حيث يقوم طالبو اللجوء بتقديم طلباتهم.

وسيتعرض الأجانب ممن يعملون مع المهاجرين لخطر المنع من الدخول مجددا إلى المجر إذا لم يستحصلوا على الإذن المسبق من السلطات.

ويعتمد خطاب أوربان البالغ من العمر 54 عاما، على مهاجمة "غزو المهاجرين" والتعددية الثقافية والتدخل المفترض للاتحاد الاوروبي  في شؤون بلاده، كما أنه يجسد اليمين الأوروبي المتفلت من القيود.

خطاب معاد للمهاجرين

قبيل الانتخابات، حذرت حكومة أوربان من "الفوضى" التي قد تجتاح المجر إذا ما تحولت إلى "بلد لجوء" مثل فرنسا أو بلجيكا. كما أعلنت عن تخوفها من تحويل الأموال المرصودة لإعانة العائلات المجرية الفقيرة لصالح المهاجرين. وشددت الحكومة على أن وجود المهاجرين سيضعف الأمن الداخلي المجري ويرفع من أخطار التهديدات الإرهابية.

وخلال حملته الانتخابية، قال أوربان أن المهاجرين سيتسببون بأزمة اقتصادية، ووجودهم يؤدي إلى تخفيض دعم الحكومة للمناطق النائية في البلاد. ولم يكتف أوربان بذلك، بل أدخل في خطابه مفاهيم من قبيل أن النساء والفتيات المجريات لن يكن في مأمن مع وجود المهاجرين وأن العاصمة بودابست ستفقد ملامحها وتتحول إلى مدينة هامشية.

وخلال لقاء انتخابي عقده الجمعة الماضي، قال أوربان "إذا انهار السد وفتحت الحدود ودخل المهاجرون إلى المجر، سيكون قد فات الأوان".

وأعلن أوربان مسبقا عن رغبته في التعاون مع إيطاليا والنمسا لتشكيل تحالف للدول المعادية لـ"الهجرة المسلمة".

وكان ائتلاف مشكل من المحافظين واليمين المتطرف وصل إلى الحكم في فيينا في كانون الأول/ديسمبر 2017. وفي روما، حل حزب "رابطة الشمال" (يمين متطرف) في طليعة انتخابات الرابع من آذار/مارس الماضي.

المعارضة تريد تحويل المجر إلى "بلد مهاجرين"

وقال أوربان قبيل انطلاق العملية الانتخابية إنه يريد اتخاذ تدابير "أخلاقية وسياسية وقانونية" ضد خصومه بعد الانتخابات. كما أكد أنه يملك لائحة بأسماء ألفي شخص يعملون للإطاحة بحكومته.

وأضاف "نعرف تماما من هم ولدينا لائحة بأسمائهم، ونعرف لحساب من يعملون وأسلوب عملهم"، مهددا بشكل غير مباشر المنظمات غير الحكومية الممولة من الملياردير جورج سوروس.

واتهم أوربان المعارضة بالتعامل مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وسوروس، لتحويل المجر إلى "بلد مهاجرين، وتهديد أمنه وهويته المسيحية من خلال إغراقه بالمهاجرين المسلمين ".

ويؤخذ على حزب فيديس إسكات العديد من المؤسسات في البلاد في مجال الإعلام والقضاء والاقتصاد والثقافة بشكل شرعي تماما بفضل الغالبية التي يتمتع بها في البرلمان، وهو يتجاهل تماما انتقادات المفوضية الاوروبية  ومراصد دولية عدة.

معارضة الجمعيات المدنية

"لجنة هلسنكي المجرية"، إحدى الجمعيات التي تقدم استشارات قانونية للمهاجرين في المجر، أعلنت أنها لن تدع نتائج الانتخابات تؤثر على عملها.

تحصل اللجنة على تمويل من مؤسسات سوروس، وقد اعتبرتها الحكومة "عميلا أجنبيا"، بمعنى أنها تعمل لصالح كيانات أجنبية ضد مصالح المجر الوطنية.

وفي بيان أصدرته عقب الإعلان عن فوز "فيديس" في الانتخابات، قالت اللجنة "سنكمل عملنا وأنشطتنا طالما كان هنالك أشخاص يحتاجون للمساعدة…".

وأضاف البيان "من الواضح أن حزب "فيديس" يضع مصالحه فوق قيم الدولة والديمقراطية وحقوق الإنسان والدستور".

 

 

 

 

infomigrants

زر الذهاب إلى الأعلى