هنا اوروبا

الرئيس الفرنسي ماكرون يخرج عن صمته ويدعو المتظاهرين الى الحوار ويعد بدعم المعوزين

 

باريس/ منذر المدفعي

 

للأسبوع الثاني على التوالي تكتسي الشوارع الفرنسي باللون الأصفر. رمز المظاهرات "السترات الصفراء" المطالبين بخفض أسعار المحروقات وتحسين الظروف المعيشية للطبقة دون المتوسطة.

إصرار رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب على المضي قدما في تلك القرارات زاد من شعبية المتظاهرين وأدى إلى اتساع انتشار المظاهرات. 

 

في أول رد فعل مباشر من قبل الرئيس ماكرون تجاه المتظاهرين هو دعوته لهم خلال زيارته إلى بلجيكا إلى : "الحوار. عبر الحوار يمكننا الخروج من هذا الوضع. من خلال الشرح لتقديم الحلول الميدانية".

 

انطلقت حركة السترات الصفراء للمطالبة بخفض أسعار الوقود وعندما لاحظ المتظاهرون إزدياد شعبية الحركة وسعوا نطاق مطاليبهم لتشمل خفض الضرائب وتحسين ظروف الطبقة المتوسطة وما دون المتوسطة.   

ودافع عن موقفه بأنه : "من الطبيعي جدا أن تجري احتجاجات تجاه هذه الاجراءات الجديدة. نحن نسعى لفرض مزيد من الضرائب على الطاقات الاحفورية ومن جهة أخرى سنقدم مزيدا من الدعم للمعوزين".

 

تشهد حركة السير اليوم في أغلب الطرق السريعة الفرنسية وبالأخص الخط الرابط بين بوردو وباريس عرقلة حقيقية بسبب العوارض التي وضعها المتظاهرون قرب نقاط دفع رسوم الطرقات السريعة. 

وحسب استطلاع رأي أجرته قناة BFM TV الأخبارية تبن أن حركة السترات الصفراء تتمتع بدعم تجاوز 75 بالمئة لدى عامة الشعب الفرنسي. ولا يقتصر الأمر على استطلاعات الرأي فقد أمتدت الحركة لتعبر المحيط الهادي وتصل شرارتها حتى جزيرة لارونيون الفرنسية حيث فرضت السلطات حظر تجوال جزئي. 

 

وزارة الداخلية أشارت إلى خروج 290 ألف متظاهر خلال يوم السبت الماضي إلا أن وزير الداخلية كريستوف كاستانير ندد بنزعة المتظاهرين نحو العنف الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى.  

هذه التظاهرات تسببت بمقتل متظاهر واحد وأسقطت 528 جريحا حتى الآن. حالات الأصابات التي أشارت إليها وزارة الدفاع نجمت عن محاولة الشرطة لتفريق المتظاهرين وفتح الطرقات. ولم تتردد الشرطة خلال تنفيذ عمليات التدخل باستخدام الغازات المسيلة للدموع.  

المتظاهرون يؤكدون استمرارهم في هذه الحركة على الرغم من التهديدات بالملاحقات القضائية. إذ تم الحكم على أحد المتظاهرين في مدينة تولوز بالسجن لمدة 4 أشهر مع النفاذ بتهمة عرقلة حركة السير وتعريض حياة الغير للخطر. 

وبين التهديد بالملاحقات القضائية أو باستخدام صلاحيات قوى الأمن لاخماد هذه التظاهرات تستعد باريس لعطلة نهاية أسبوع بلون أصفر.

زر الذهاب إلى الأعلى