بماذا نجحت ألمانيا في إدماج اللاجئين وما الذي يجب تحسينه؟
أصدرت اليونسكو تقريرها السنوي الذي يرصد الإجراءات التي تقوم بها الدول من أجل ضمان حصول المهاجرين واللاجئين على حقهم في تعليم مناسب. فكيف هي جهود ألمانيا في هذا المجال، وما هي أوجه النقص؟
من الأهداف العالمية المستدامة للأمم المتحدة هو أن يتمتع جميع الناس في العالم بمستوى عال من التعليم بحلول عام 2030. وتقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة بإصدار تقرير سنوي يرصد جهود الدول في تحقيق هذا الهدف.
وأصدرت اليونسكو تقريرها السنوي لعام 2019 يوم الثلاثاء (20 تشرين الثاني/نوفمبر) والذي حمل عنوان "الهجرة واللجوء والتعليم: بناء الجسور عوضاً عن الجدران". فكيف هو حال تعليم اللاجئين والمهاجرين في ألمانيا؟
يسلط التقرير الضوء على جهود ألمانيا من أجل اندماج اللاجئين والمهاجرين، فمع تخصيص 800 مليون يورو إضافية من أجل التعليم المدرسي بين عامي 2016 و2020، تعمل ألمانيا بمستوى فوق المتوسط العالمي على تعزيز تعليم اللاجئين والمهاجرين. وقد زاد تحسين المهارات اللغوية من فرص عمل المهاجرين بنسبة 19%، بالإضافة إلى المساهمة في ارتفاع الأجور بنسبة 18%. كما يشير التقرير إلى تحسن الخدمات التعليمية والصحية المقدمة للمهاجرين، لكنه يشير بقلق إلى فصل اللاجئين القاصرين غير المصحوبين في المدارس عن غيرهم من الأطفال.
كيف تؤثر الهجرة واللجوء والتعليم على بعضها البعض؟
يتحدث كاتبو التقرير عن العديد من التفاعلات بين الهجرة واللجوء والتعليم، فالعديد من الأشخاص ذوي المستوى التعليمي العالي يقررون الانتقال إلى مكان آخر للعمل، سواء داخل بلدانهم أو في بلدان أخرى. وفي العديد من البلدان فإن إمكانية عمل الأشخاص ذوي المؤهلات الأكاديمية أو المهنية أعلى بأربعة أضعاف مقارنة مع غيرهم. لكن هجرة الأيدي العاملة الخبيرة هذه تؤثر على التنمية في بلدانهم الأصلية. وفي المقابل فإن للتحويلات المالية من المغتربين تأثير إيجابي على التعليم في بلدانهم الأصلية. ويشكل تعليم المهاجرين في العادة تحدياً كبيراً للدول المستقبلة لهم.
تحتاج ألمانيا للقيام بمزيد من الجهود لتحسين تعليم الأطفال اللاجئين
ماذا عن وصول اللاجئين إلى سوق العمل الألماني؟
من خلال قانون تعديل المؤهلات الأجنبية الذي صدر عام 2012، فإن ألمانيا زادت من فرص المهاجرين في إيجاد عمل بنسبة 45%، كما زادت من الدخل اليومي للعمل بنسبة 40%، حسبما جاء في التقرير. لكن اليونسكو تشير إلى أن قلة مؤهلات بعض المهاجرين –وخاصة النساء- مازالت تشكل عائقاً في وصولهم إلى سوق العمل. وبالرغم من جميع الجهود المبذولة، بحسب التقرير، فإن عدداً كبيراً من اللاجئين مازال ينقصهم الوصول إلى المستوى الضروري من اللغة للعمل. لكن التقرير في المقابل يتحدث أيضاً عن حاجة ألمانيا إلى تحسين فرص إمكانية حصول المهاجرين على عمل.
ما هو الوضع في دول أخرى؟
بحسب التقرير فإن المهاجرين واللاجئين وأطفالهم لا يحصلون على حقوقهم في التعليم المناسب في العديد من الدول، بل إن بعض الحكومات ترفض القيام بذلك. وحذر التقرير من أن "الهجرة الموسمية"، وهي هجرة بعض العوائل الفقيرة إلى دول أخرى من أجل تحسين اوضاعها الاقتصادية، تؤدي إلى انقطاع الأطفال عن مدارسهم مما يساهم في ازدياد عمالة الأطفال، حيث يعيش ملايين الأطفال حول العالم كعمال ،أحياناً دون أجر ودون الحصول على أي فرصة للتعليم، وهذا ما يحصل في العديد من الدول الإفريقية. وتحرم البنات بشكل خاص من الذهاب إلى دور التعليم لأنهن يضطررن إلى العمل في المنزل.
ما هي التوصيات التي يقدمها التقرير؟
يجب أن تحظى الاحتياجات التعليمية للمهاجرين واللاجئين وأطفالهم بنفس الاهتمام الذي يتلقاه المواطنون المحليون، كما يجب دمج الطلاب المهاجرين مع الطلاب الآخرين في الفصول الدراسية، ويؤكد التقرير أن البالغين أيضاً يحتاجون إلى الدعم، في التعليم المهني على سبيل المثال. كما ينبغي أيضاً- وفقاً للتقرير- أن يكون هناك تنوّع في المناهج التعليمية وأن تعكس الفكر النقدي وتقوم بالوقوف على الأحكام المسبقة.
ر.خ infomigrants