ماكرون يستعد لمواجهة ذوي القمصان الصفراء في عطلة نهاية الأسبوع
يورو تايمز / منذر المدفعي
تحرك الشارع الفرنسي للتنديد باجراءات ماكرون غير الفعالة تجاه الأرتفاع المستمر في أسعار الوقود. ركزت الحكومة الفرنسية خلال الأيام الأخيرة الماضية على الحدث التاريخي الذي جمع عشرات رؤساء الدول والحكومات احتفالا بمئوية الحرب العالمية الأولى ومن قبل ذلك كانت جهودها منصبة للوقوف أمام التحدي الخطير الذي واجهه ماكرون بشأن الاستفتاء الذي أجرته كاليدونيا الجديدة في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر الجاري بشأن الانفصال عن فرنسا وهو أمر قد يحرم باريس من أن يكون لديها وجود في المحيط الهادي. هذا الأحداث شغلت الحكومة الفرنسية عن أمر يمس حياة المواطن بشكل مباشر وهو ارتفاع أسعار الوقود.
الدعم الحكومي لقطاع المحروقات الذي تمثل بمزانية لا تتناسب ومستوى الاستهلاك المحلي للمحروقات دفع بالكثير من الموظفين في قطاع المحروقات إلى اعلان اضراب تسبب في تعطيل عدة قطاعات حيوية.
وزيرة العمل الفرنسية موريل بنيكود عبرت عن خشيتها على شاشة التلفزيون الفرنسي TF1 : "جل ما أخشاه هو أن يستغل البعض هذه المظاهرات ليرتكبوا أعمالا تمس بأمن الفرنسيين وربما تتسبب المظاهرات بحالة من الفوضى". تصريحات ليست بالبعيدة عن الواقع.
المتظاهرون الذين ارتدوا قمصانا صفراء للتعبير عن رفضهم لارتفاع أسعار المحروقات عمدوا إلى استخدام مواقف السيارات الخاصة بالمعاقين بينما قرر البعض الذهاب أكثر من ذلك عبر عدم التوقف أمام الاشارات المرورية الخاصة بتنظيم السير وهو تصرف يعاقب عليه قانون المرور بغرامة قد تصل إلى 300 يورو.
استمرار تظاهرات ذوي القمصان الصفراء دفع برئيس الوزراء إدوارد فيليب إلى عقد اجتماع طارىء في ماتينيون "مقر رئاسة الحكومة الفرنسية" للخروج بحلول عاجلة لتلافي حدوث أزمة في مجال الوقود والتي قد تلقي بظلالها على الوضع الأمني العام.
بينما وجه ماكرون رسالته للمتظاهرين عبر تغريدة على حسابه الخاص أكد فيها: " قررنا أنا والرئيس ترامب العمل سوية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وهذا الأمر سيكون له نتائج ايجابية على أسعار الوقود."
أما الأوساط السياسية الداعمة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد لمحت إلى رصد ميزانية بقيمة 300 مليون يورو لدعم قطاع المحروقات. وبالمقابل أكد صندوق الدعم العائلي'' La CAF '' سعي الحكومة لتقديم معونة للعوائل ذات الدخل المحدود تتراوح بين 150 إلى 200 يورو لتسديد فواتير التدفئة التي ارتفعت هي الأخرى؛ القشة التي دفعت بالمتظاهرين في النزول إلى الشوارع مطالبين بخفض حالي لأسعار الوقود.
كزافييه توران بائع في احدى محطات توتال في الضاحية الجنوبية لباريس أكد ليوروتايمز : " أغلب الزبائن باتوا يشترون 20 ليترا أو أقل من ذلك لتعبئة سياراتهم. ارتفاع اسعار الوقود يمس بشكل مباشر الحياة اليومية للمواطنين".
وبالعودة لاجراءات الحكومة بشأن الوقود فقد شجع ماكرون مسبقا على التحول إلى السيارات الكهربائية صديقة البيئة وقدم دعما ماليا لصناعة السيارات الكهربائية كي يسمح لذوي الدخل المتوسط من اقتناء هذه السيارة.
المتظاهرون ذوي القمصان الصفراء انطلقوا كحركة عفوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون التمتع بدعم نقابي أو مؤسساتي ليتحولوا بعد عدة أيام إلى حركة شعبية ضخمة تهدد باغلاق كافة الطرقات في باريس في يوم السبت المقبل. وهكذا فأن الرئيس الفرنسي ماكرون يستعد لاستقبال عطلة نهاية الاسبوع بتحد جديد.