تحقيقات ومقابلات

انقطاع الغاز الروسي يخنق الصناعات الأوروبية الثقيلة

وصل تأثير انقطاع الغاز الروسي عصب الصناعات الثقيلة في أوروبا، وبدأت مصانع ضخمة تحس بحجم الأضرار الكبيرة، التي تهدد بإغلاق أعداد هائلة من المعامل الأوروبية الحيوية.

ومع انقطاع الغاز الروسي عن العديد من الدول الأوروبية، خاصة بعد وقف إغلاق خط “نورد ستريم 1″، الذي يغذي ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا ودول أخرى، باتت أقرب إلى حافة الركود، لأن اقتصاد منطقة اليورو يستند بشكل رئيسي على صناعات الصلب، والمواد الكيماوية، والسيارات، وغيرها من القطاعات الحيوية التي تشكل الجزء الأكبر من اقتصاد الاتحاد، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وحسب الخبراء، فإن الصناعات الثقيلة التي تحتاج كميات هائلة من الطاقة، أصبحت مهددة بإغلاق أبوابها بشكل نهائي، ما يعرض ملايين الموظفين والعمال لخسارة وظائفهم، ويهدد بأزمة عميقة في الاقتصاد الأوروبي ككل. 

ورغم سعي الدول الأوروبية للبحث عن مصادر غاز بديلة، بدءاً من قطر إلى أذربيجان، إلا أن انقطاع الغاز الروسي، سيترك بصمة واضحة على اقتصادها، لأنه أرخص ثمناً، ما ساعدها على التنافس مع الولايات المتحدة الغنية بالموارد اللازمة لصناعاتها.

كما أن انقطاع الغاز الروسي قد يدفع تلك الدول إلى البحث عن مصادر طاقة بديلة، والعودة لاستخدام الفحم بشكل أكبر، ما يتعارض مع لوائح الاتحاد البيئية الصارمة. 

ويواجه مصنع “سلوفاكلو” للصلب، الذي يزيد عمره عن 70 عاماً، ويزود مصانع السيارات الأوروبية بالحديد والألمنيوم اللازم، خطر الإغلاق بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة بعد انقطاع الغاز الروسي. 

ويقول العامل فيه ميلان فيسيلو: “ربما تكون هذه نهاية إنتاج المعادن في أوروبا”.

وسلوفالكو من المصانع المتضررة بشدة من تقلب أسعار الكهرباء في أوروبا بسبب انخفاض الإمدادات الروسية من الغاز المولّد للطاقة. 

ولسنوات طويلة ظل المصنع أكبر مشتر للطاقة في سلوفاكيا. ويستهلك 9% من كهرباء البلاد، ومعظمها عبر الطاقة النووية.

وقبل أن تقفز أسعار الطاقة في أوروبا لمستويات قياسية العام الماضي، دفع المصنع حوالي 45 يورو (حوالي 54 دولاراً) لكل ميغاواط/ ساعة من الطاقة. وفي 2022، اضطر المصنع لدفع 75 يورو.

وبسبب الارتفاع الرهيب في أسعار الطاقة، لم يجدد المصنع الضخم عقد الطاقة في 2023، والذي كان سيكلف 2.5 مليار يورو.

ولإبقاء المصنع نشطاً يعمل المدير فيسيلو، على إنهاء تصنيع المعادن الأولية، والاستعاضة عنها بإعادة التدوير.

واضطر مدير المصنع لإنهاء عقود 450 عاملاً لخفض التكاليف، قائلاً، إن “تقلب أسعار الكهرباء هذه الأيام .. ضرب من الجنون”. 

ومع لجوء دول الاتحاد الأوروبي إلى خطط لخفض استهلاك الطاقة بإبطاء عمل المصانع أو إغلاقها بشكل جزئي، إضافة لتقنين استخدام الإنارة والتكييف، فإن حجم استهلاك الغاز قل 10%. ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى خفض الطلب على الطاقة بنسبة 15%.

شبح الإفلاس

 السكر الرئيسيين في البلاد بالتعاون إذا قطعت إمدادات الطاقة بشكل كامل.

ومن شأن تراجع نسب الطاقة، أن يتسبب في تعفن أجزاء كبيرة من محصول البنجر المستخدم في إنتاج  سكر المائدة، وارتفاع أسعار المستهلكين الذين يعتمد عدد كبير منهم على الأغذية التي يدخل في تصنيعها السكر.

مصانع الأوراق الصحية، هي الأخرى في أزمة. وفي ألمانيا اقتربت شركة “هاكله” من إعلان إفلاسها، لعجزها عن رفع الأسعار بما يكفي لتعويض ارتفاع تكاليف الورق اللازم لمصانعها بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.

24

زر الذهاب إلى الأعلى