السويد: يوم عمل أقصر، مكاسب أكبر؟
- السويد قامت في العام 2015 بالانتقال إلى نظام 6 ساعات من العمل اليومي.
- تجربة طبقتها على دار «Svartedalens» للمسنين في غوتبرغ ثاني أكبر المدن السويدية، الهدف من التجربة هو التأكد مما إذا كان تقليل عدد ساعات العمل سيزيد من رعاية العاملين بالمرضى ويرفع من معنويات الموظفين. لمزيد من التفاصيل، مراسلتنا فاليري غوريا توجهت إلى السويد.*
عمل أقل، بهجة أكبر
مثل كل يوم، ارتورو يصل إلى العمل مبتسماً، انه مساعد صحي منذ أكثر من 20 عاما في دار لرعاية المسنين بالقرب من مدينة غوتنبرغ، في السويد.
تخصصه هو مساعدة مرضى الزهايمر.
عمل ليس سهلاً بالتأكيد، لكن حياته تغيرت في العام الماضي حيث تم اختياره ليكون جزءا من تجربة إعادة النظر باوقات العمل.
ارتورو بيريز، مساعد صحي في دار رعاية المسنيين، يقول:” لست متوترا كالسابق. التقيت بزملاء جدد. اننا نساعد على تخطيط عملنا بشكل أفضل، اصبحنا أكثر ابتهاجاً في العمل. لدي أطفال، لم أعد أضغط عليهم لإستعجال الذهاب إلى المدرسة صباحاً نقوم بكل شيء باسترخاء. كأب، أعتقد أنني أصبحت أفضل، ومساعد مرضى أفضل “.
هنا، 82 موظفاً متخصصاً برعاية المرضى، عدد ساعات عملهم انخفض من ثماني إلى ست ساعات في اليوم دون تخفيض الأجور. برنامج تشرف عليه بلدية غوتبرغ.
وفقاً لمديرة المؤسسة، الموظفون حصلوا على طاقة أكبر وتفرغ أطول لرعاية المرضى.
مونيكا اكسهيدي، تعمل في دار المسنين في Svartedalens:“الجو اصبح أكثر استرخاء. هنا، لدينا الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الخرف. سابقاً، التوتر الكبير كان يربكهم. اليوم يشعرون أنهم أكثر اطمئناناً. بالإضافة خلق وظائف جديدة. عدد الإجازات المرضية اصبح أقل “.
تقليل ساعات العمل، مبادرة سياسية
فاليري غوريا، يورونيوز:“غوتنبرغ ثاني أكبر مدينة في السويد، وواحدة من بين المدن التي فيها أعلى معدلات التغيب والإرهاق في العمل. العمل لست ساعات في اليوم يعد محاولة لإصلاح هذا الوضع.
لكن الأمر سياسي جدا “.
مبادرة أطلقتها الأغلبية اليسارية السابقة في بلدية غوتبرغالتجربة التي تم تطبيقها في دار رعاية المسنين في Svartedalens، ستنتهي في الشتاء المقبل.
بالنسبة لنائبة عمدة المدينة، زعيمة الأغلبية اليمينية الجديدة، هذه التجربة لا يمكن أن تُمدد أو توسع.
ماريا رايدن، نائبة عمدة مدينة غوتنبرج، تقول:“اننا مسؤولون عن 53 ألف موظف في غوتنبرغ. اذا عملوا 6 ساعات وتقاضوا ما يعادل 8 ساعات، بامكانكم حساب النتيجة. كما اننا نواجه تحدياً كبيراً لتوظيف المزيد من الأشخاص. اذا دفعنا
للموظفين دون ان يعملوا، لا نستطيع أن نوفر الأموال لتعيينات جديدة. نحن بحاجة لمزيد من الأشخاص ومزيد من العمل، حتى لفترة أطول! “
منافع على المدى الطويل
تكلفة هذه التجربة مثلت زيادة بلغت حوالي 20 في المئة من تكاليف البلدية، يقول دانيال بيرنمار، نائب رئيس البلدية ورئيس حزب اليسار في المجلس البلدي. لكن فوائدها تُحسب على المدى الطويل.
دانيال بيرنمار، نائب عمدة مدينة غوتنبرج:“اذا نظرنا إلى الاقتصاد العام ككل، كان هناك المزيد من فرص العمل، مع انخفاض معدل الاجازات المرضية، وتحسين نوعية الرعاية. لذا، هناك توازن في
جانب التكلفة. بالنسبة لي، محاولة تحسين بيئة العمل تعد أمراً طبيعياً، سوق العمل قد يصبح أكثر استدامة مع أشخاص يعملون لفترة أطول، ويشعرون بانهم أفضل في عملهم، وليس كالآن.”
منافع على المدى القصير
الحد من ساعات العمل قد يكون مربحاً على المدى القصير أيضاً. هذا هو استنتاج مدير شركة السيارات منذ خمسة عشر عاما. من بين حوالي 112 موظفا، 35 موظفاً من الذين يقومون بالمهمات الأكثر صعوبة، بدأوا يعملون ست ساعات بدلاً من ثماني ساعات دون خفض الأجور. رهان لم يأسف عليه مدير الشركة..
مارتان بانك، الرئيس التنفيذي لشركة تويوتا، غوتنبرغ:“بدأنا في العام 2002 لرغبتنا بتقليص فترة انتظار زبائننا، ضاعفنا عدد الأشخاص في ورش العمل، لكننا حقننا زيادة في مبيعاتنا وأرباحنا. بفضل تغيير مواعيد الإفتتاح، ازداد عدد الزبائن. الفائدة تعود للجميع، للشركة والعملاء “.
زيادة المبيعات كانت حوالي 25 في المئة في السنة الأولى، قبل أن تستقر. جميع الأطراف راضية.
اغنوس يكستروم، تقني في شركة تويوتا، يقول:“أعتقد أننا أكثر كفاءة حين نعمل 6 ساعات بدلا من 8 ساعات. الإنجاز لا يتغير. اصبح لدي الكثير من الوقت للقيام بالمزيد من الأشياء كممارسة الرياضة والتسوق. في الثالثة عصراً، أعود إلى
المنزل. انه شيء جيد، لا أود عودة نظام العمل لثماني ساعات، حتى براتب أعلى، أريد الإستمرار بالعمل ست ساعات في اليوم.”
ساعات أقل، كفاءة أكبر
لنتوجه إلى المستشفى الجامعي في غوتنبرج. قسم جراحة العظام كان يعاني من ارتفاع معدل حالات الإرهاق في العمل، طبق نظام العمل بساعات أقل قبل سنة ونصف السنة.
فاليري غوريا، يورونيوز:“موعدنا كاد أن يُلغى في اللحظة الأخيرة. ست ساعات عمل في اليوم لكن بكثافة. الفريق يعاني من الزخم في العمل.”
يومياً، الفريق يعتني بحوالي أربعين مريضا في سبع غرف للعمليات. تم تعزيز الفريق من خلال توظيف مائة شخص بدوام كامل بالتناوب.
مارينا هنريكسون، مديرة في وحدة جراحة العظام وحدة، مستشفى جامعة ساهلجرينسكا، تقول:” حياتي أصبحت أسهل لأن القسم يعمل بشكل كامل. سابقاً، كان لدينا الكثير من الممرضات اللواتي يعملن موقتاً. في كثير من الأحيان كان لا بد من غلق قسم العمليات. اليوم بامكاننا العمل لساعات أطول.”
في الواقع، ارتفع عدد العمليات بنسبة 20 في المئة.
وفقاً للمسؤولين، إطفاء تكلفة التوظيف الحالي سيكون في العام 2017. بالنسبة للفريق المنافع واضحة.
كارين بنغتسون، ممرضة في مستشفى جامعة ساهلجرينسكا، تقول:” لدي وقت للراحة وممارسة الرياضة. هذا امر مهم لإنجاز عملي بشكل صحيح دون التعرض للاصابة. لا حاجة لتزويد الزملاء بالكثير من التقارير، ولا حاجة للخروج للإستراحة.
نأتي هنا لنعمل 6 ساعات متواصلة. هذا كل شيء.”
إعادة تنظيم العمل هو استجابة لتطلعات جديدة، وفقاً لنماذج المجتمعات المستقبلية.
ماتيلدا بالينيوس، ممرضة في قسم التخدير، مستشفى جامعة ساهلجرينسكا، تقول:“مفهوم العمل بالنسبة للشباب يختلف عن ذويهم. اليوم، لربما انهم ليس أهم شيء في الحياة. هناك رغبة للقيام باشياء في وقت الفراغ، وهذا هو ما يحدد شخصيتنا أكثر من العمل.”