تحقيقات ومقابلات

لماذا تراجع عدد مشجعي المونديال في قطر؟.. خبراء يجيبون

تسعى قطر لتحقيق هدفها المتمثل في جذب 1.2 مليون زائر أجنبي قبل ختام منافسات كأس العالم لكرة القدم يوم 18 ديسمبر.

ومع ذلك، أفاد تقرير للجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم حصلت عليه رويترز بأن قطر استقبلت أكثر من 765 ألف زائر فقط خلال أول أسبوعين من البطولة نصفهم غادروا البلاد بالفعل.

وتقول رويترز إنه من غير المرجح حدوث زيادة كبيرة في أعداد الزوار خلال المرحلة المقبلة مع بقاء 8 منتخبات فقط في الدوحة و8 مباريات من أصل 64 في المونديال الذي بدأ يوم 20 نوفمبر.

ويرى خبراء أن هناك جملة من الأسباب التي أدت لانخفاض زوار كأس العالم في قطر مقارنة بأكثر من 3 مليون زائر دولي استقبلتهم المدن الروسية بمونديال 2018، لا سيما غزو روسيا لأوكرانيا.

يرجع خبير السياحة الدولي، علاء خليفة، سببت عدم تجاوز قطر لحاجز 800 ألف زائر أجنبي بشكل أساسي للغزو الروسي الذي أدى لحدوث “اضطرابات في العالم بأكمله”.

وقال لموقع “الحرة” إن أغلب جماهير كأس العالم من القارة الأوروبية التي تأثرت بمشاكل اقتصادية هذا العام الناجمة عن تداعيات الغزو. 

بدوره، قال محمد المصري، المستشار السياحي بشركة “بزغيت”، وهي وكالة أبحاث مقرها دبي، إن ظروف مونديال قطر مختلفة تماما عن تلك التي رافقت النسخة الأخيرة في روسيا.

في حديثه لموقع “الحرة”، يشرح المصري قائلا إن “ظروف الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها على القارة الأوروبية بأكملها أسهمت في تراجع أعداد زوار المونديال … كما أن العالم خرج من أزمة كورونا وحركة الطيران لم تتعافَ بشكل كامل. والنقطة الثالثة تتمثل في ارتفاع أسعار التذاكر الدولية مما يسبب عبء على المشجعين في تكاليف السفر”.

وأوضح أن إقامة مونديال قطر خارج موسم السفر الأساسي في الصيف كما هي العادة، كان سببا أيضا في تقليل عدد الزوار.

لكن خليفة يرى أن خروج المونديال من موسم الصيف لم يؤثر كثيرا، بل على العكس “كان من الممكن أن يجذب زوار أوروبيين أكثر وذلك هربا من الشتاء القارس للأجواء المعتدلة”.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” نقل النسخة الحالية لكأس العالم لشهري نوفمبر وديسمبر بدلا من يونيو ويوليو بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الدولة الخليجية خلال الصيف الذي يشهد إقامة المونديال عادة.

المشجع السعودي، خالد الناصر، الذي حضر مباريات منتخب بلاده في نسخة روسيا 2018 ونسخة قطر 2022، قال إنه لم يلاحظ فارق كبير في كثافة الجماهير بين البطولتين.

وتحدث لموقع “الحرة” قائلا: “زرت مدينتين روسيتين مقابل مدينة واحدة في قطر. لم أشعر بأن أعداد الزوار في روسيا أكثر من قطر، بل توقعت العكس”.

ويعزو ذلك لصغر حجم قطر مقارنة بالحجم الشاسع لروسيا، حيث يمكن لكثافة الجماهير أن تبدو واضحة في الدوحة إذا ما قيست بمدن روسية متباعدة فيما بينها.

أسعار مرتفعة

وكانت 11 مدينة روسية مختلفة استضافت كأس العالم 2018، حيث استقبلت هذه المدن أكثر من 5 ملايين سائح، بينهم 2.9 مليون زائر أجنبي، وفقا لتصريحات نقلتها وكالة “تاس” على لسان رئيس وكالة السياحة الفدرالية الروسية، أوليغ سافونوف، في مؤتمر صحفي.

وجاءت تصريحات سافونوف قبل 10 أيام من إقامة المباراة النهائية للمونديال والتي جمعت فرنسا بكرواتيا يوم 15 يوليو 2018.

وفي مونديال 2014، تدفق 1.35 مليون زائر أجنبي إلى الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية خلال كأس العالم من 203 دولة مختلفة على الرغم من أن المنظمين توقعوا حضور 600 ألف زائر أجنبي فقط، بحسب صحيفة “ديلي ميل“.

كما أعلنت حكومة جنوب أفريقيا أنها استقبلت أكثر من مليون زائر قبل أيام من انتهاء المونديال الأول بالقارة السمراء الذي استضافته عام 2010 على أراضيها.

وكان المنظمون القطريون قد حددوا في وقت سابق فترة الذروة للضيوف الأجانب لتكون من 24 إلى 28 نوفمبر خلال مرحلة المجموعات المزدحمة، حيث كان 32 فريقا يخوضون أربع مباريات يوميا.

وأدى انخفاض عدد الزوار الأجانب عما كان متوقعا إلى حدوث وفرة غير متوقعة في أماكن الإقامة، بحسب رويترز، ولكنه أدى أيضا إلى تجنب الازدحام الشديد أو مشاكل المرور في قطر، وهي أصغر دولة من حيث عدد السكان والمساحة تستضيف كأس العالم.

وسمحت السلطات القطرية بدخول البلاد للأجانب الذين لا يملكون تذاكر للمباريات ابتداء من 2 ديسمبر، وهي خطوة كان معدة بشكل مسبق قبل انطلاق المونديال.

لكن الدولة الخليجية، أصدرت قرارا مفاجئا في الأسبوع الماضي بالسماح لمواطني دول مجلس التعاون والأجانب المقيمين في الدول الخليجية الخمس الأخرى بدخول البلاد دون اشتراط استخراج بطاقة “هيا” التي تعد شرطا أساسيا للدخول من مختلف المنافذ، في إشارة لرغبة المنظمين بحضور أعداد أكبر من الجماهير.

وقال الناصر إن “إقامة المونديال في الشتاء مؤثر” على اعتبار أن الصيف هو الموسم الرئيسي للسفر، لكن تطرق لأسباب أخرى قد تكون السبب وراء تراجع أعداد الزوار الأجانب.

وأضاف المشجع السعودي أن “ارتفاع أسعار خيارات السكن المتاحة في قطر وحملات الإعلام الغربي ساهم بتنفير المشجعين عن القدوم إلى الدوحة، فيما هناك كثير من الجماهير يحضر للمباريات فقط من خلال إقامته في دول خليجية أخرى”.

ويذهب الخبير خليفة في هذا الاتجاه أيضا بقوله إن قطر تأثرت بخيارات السكن المتوفرة في الإمارات ودول الخليج الأخرى، علاوة على ارتفاع أسعار الفنادق بالدوحة لعدم وجود خيارات منخفضة التكلفة.

وقال إن وجود 700 ألف زائر دولي بالنسبة لدولة بحجم قطر يعتبر “نجاح منقطع النظير” قياسا بكل الظروف التي أحاطت بهذا المونديال الذي يقام للمرة الأولى في دولة عربية.

الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى