هنا السويد

سعاد الزبيدي سائقة حافلة تتحدى التقاليد في الشرق والكسونوفبيا في السويد

يورو تايمزـ راديو السويد

 
 
 

حتى في السويد، لا يزال الاعتقاد سائدا بأن سائق الحافلة النموذجي هو رجل، رغم ان اول امرأة جلست وراء عجلة قيادة الحافلة كانت في سنة 1958، لكن سعاد الزبيدي من أصل عراقي اختارت العمل كسائقة حافلة في ستوكهولم لتتحدى في آن واحد صورتين نمطيتين، الاولى عن المرأة في المجتمع الشرقي والثانية عن المرأة المسلمة في المجتمع السويدي. 

 

سعاد الزبيدي السائقة المحجبة الوحيدة بشركة الحافلات كيوليس للنقل العام في ستوكهولم بدأت رحلتها مع مهنة سياقة الحافلة بقصة شخصية عندما كادت حافلة أن تدهسها رفقة ابنتها الصغيرة:

– كنت في الطريق الى الاستعجالات رفقة ابنتي الصغيرة، لم ينتظرنا الباص بل كاد ان يدهسنا. طبعا هو رأى الحادث وتوّقف فصعدت إلى السائق وقلت له: لوكنت سائقة لقدت الباص بطريقة أفضل منك. منذ ذلك الحين تولّدت عندي الرغبة والتحدي في ان أصبح سائقة باص.

إذن سعاد الزبيدي تحدّت سائق الحافلة يومها بالقول إنها ستقود الحافلة أفضل منه وهو ما حققته فعلا:

أحب أن أثبت أنه بإمكاني سياقة عربة كبيرة والسيطرة عليها. أحس وأنا أقود الحافلة أنها جزء من جسمي، لست أدري لماذا. ليس لدي أي خطأ، ولم أسبب أي ضرر للباص. 

لكن ليست سعاد وحدها ماهرة في قيادة الحافلة، بل النساء عموما أفضل كسائقات حافلات من زملائهم الرجال كما تقول ماريا دالبي رئيسة قسم الموارد البشرية بشركة كيوليس للنقل العام:

تبيّن إحصائيات الشركة أن السائقات أقل تعرض لحوادث المرور، كما أن حافلاتهن أقل تعرض للأعطاب علاوة على ان العديد من المسافرين يعبرون عن إعجابهم بطريقة سياقة النساء ويشعرون بالأمان أكثر عندما تتولى امرأة عجلة قيادة الحافلة.

ورغم مهارتهن في السياقة إلا أن نسبة سائقات الحافلات لا تتعدى العشرة بالمئة أي خمسمئة سائقة من مجموع خمسة آلاف سائق في شركة كيوليس للنقل العام والسبب، تضيف رئيسة قسم الموارد البشرية ماريا دالبي، هو الفكرة التقليدية عن سياقة الحافلات كعمل رجالي بالدرجة الأولى، وهو ما تعمل الشركة على تغييره.

وإذا كانت سعاد الزبيدي تقود الحافلة بسلاسة اليوم في مختلف شوارع العاصمة ستوكهولم فإن رحلتها لفرض نفسها وإثبات جدارتها المهنية لم تكن سهلة بداية من محيطها العائلي في كل من السويد والعراق ووصولا إلى الشارع السويدي في ستوكهولم.

زر الذهاب إلى الأعلى