طب وتكنولوجيا

العلماء يحلون لغزا للقمر حيرهم عقودا من الزمن

بعد ثماني سنوات قضاها العلماء في استعادة البيانات التي جمعت من قبل بعثات أبولو التابعة لوكالة ناسا، تمكنوا من حل لغز حيرهم لعقود من الزمان حول دفء القمر تحت السطح خلال السبعينيات.

 

وخلال مهمة أبولو 15 في عام 1971، وأبولو 17 في عام 1972، نشر رواد الفضاء مسابير لقياس درجة حرارة القمر في محاولة لمعرفة ما إذا كان قلبه حارا مثل الأرض، وفهم كيفية انتقال الحرارة من قلب القمر إلى سطحه.

وتشير النتائج التي توصل إليها العلماء إلى أن التدخل البشري على سطح القمر هو المتسبب في الاحترار.

وقامت المسابير بقياس درجة الحرارة على سطح القمر والطبقة تحت السطح حتى عام 1977، حيث أرسلت البيانات إلى مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا في هيوستن، وسجلت على أشرطة خاصة.

ثم تم تمرير التسجيلات إلى الأرشيف، وتبين لاحقا أنه تمت أرشفة التسجيلات في الفترة ما بين 1971 إلى 1974 فقط، وافترض المختصون أن التسجيلات الأخرى قد فقدت.

وفي عام 2010، قرر عدد من علماء الكواكب البحث عن التسجيلات المفقودة من 1975 إلى 1977، على أمل أن يتمكنوا من تقديم إجابات على مجموعة من الأسئلة، خاصة: لماذا ارتفعت درجة الحرارة بعد نشر المسابير؟

وبينما يعتقد البعض أن ارتفاع الحرارة كان سببه وجود رواد الفضاء، إلا أن آخرين توقعوا أنه من الممكن أن تكون التغيرات في مدار القمر هي سبب ذلك.

واكتشف الفريق أن وكالة ناسا أنشأت بالفعل مجموعة منفصلة من التسجيلات الأرشيفية، حيث عثر على 440 شريطا يعود تاريخها من أبريل إلى يونيو 1975، في مركز واشنطن القومي للوثائق في مدينة بدلاند بولاية ميريلاند.

كما عثروا أيضا على سجلات أسبوعية تسجل قراءات درجات حرارة المسابير ما بين عام 1973 إلى 1977 في معهد الأقمار والكواكب في هيوستن التابع لوكالة ناسا، وهذا ما أعطاهم معلومات كافية للبدء بفهم سبب احترار القمر.

وأمضى العلماء سنوات في استعادة وتحليل البيانات، ووجدوا أن المسابير الأقرب إلى سطح القمر، سجلت ارتفاعا في درجات الحرارة، ما يشير إلى أن الحرارة بدأت على السطح قبل أن تشق طريقها إلى المسابير الواقعة في مناطق أكثر انخفاضا على سطح القمر.

كما نظروا في صور لسطح القمر، أظهرت كيف أن هذه البعثات أزعجت السطح حيث هبطت، وهذا جعل التربة القمرية أكثر قتامة، بمعنى أنها استوعبت المزيد من الحرارة من الشمس.

وبعد كل هذا التحليل، أصبح من الواضح أن سبب الزيادة في درجة الحرارة كان رواد الفضاء في مهمات أبولو نفسها، من خلال إزعاجهم سطح القمر عندما هبطوا وساروا عليه.

وتعني التربة المظلمة أن الظل ينعكس أقل على السطح،مما يؤدي إلى زيادة الحرارة بمقدار 1-2 درجة مئوية (1.8-3.6 درجة فهرنهايت).

ووجدت الدراسة أنه من المستحيل تقريبا، إرسال رواد فضاء أو أدوات إلى القمر دون العبث بالبيئة السطحية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 RT

زر الذهاب إلى الأعلى