آراء

نزار العوصجي: ما يعنيني وما لا يعنيني

يعنيني الاشخاص القابضين على جمر المبادئ ، الذين لا يساومون على العقيدة التي أمنوا بها ، مهما اشتدت الصعاب او تعاظمة .. يعنيني ان يكونوا امناء اوفياء لا تاخذهم في قول الحق لومة لائم ، فتلك هي سمة الأوفياء .. يعنيني الثبات في المواقف التي تكشف عن معدن الرجال ، الرجال الذين عاهدوا الله والوطن في الدفاع عن ارضه و سمائه و مياهه حتى الرمق الاخير ، الذين يشار اليهم بقوله تعالى ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) .. يعنيني عزة النفس و قيم الشرف و الشجاعة في التصدي لكل ما يمكن ان يسيئ للعراق و العراقيين ، بمختلف قومياتهم و انتمائتهم الدينية و المذهبية .. يعنيني الحفاظ على سيادة الوطن و ثرواته .. يعنيني الحفاظ على ارواح المواطنيين و ممتلكاتهم و مستقبلهم ، و النهوض بالجيل الجديد ليكون عنصراً فاعلً في بناء الوطن .. يعنيني الصدق في التعامل ، و تحقيق العدالة و المساواة بين جميع المواطنيين ، و انصاف الحقوق و سيادة القانون .. يعنيني ان ينعم المواطنون بالامن و الامان ، و ان يسود الاستقرار مفاصل الحياة ، و ان تفهم الحرية على انها حق عام يجب الحفاظ عليه ، و عدم التجاوز من خلاله على الاخرين ، تحت مسمى الحرية الشخصية .. يعنيني تحقيق الرخاء و الازدهار ، و السعي لأحداث نقلة نوعية في كل المفاصل التي تعنى بحياة المواطنيين جميعاً دون أستثناء .. يعنيني النهوض في حقل التربية و التعليم ، و في مجال الصحة و الطب ، و تنشيط الزراعة و الصناعة ، و تطوير ملموس للسياحة ، و توسيع كافة مجالات الحياة الأخرى ، لتشمل الجميع .. فالذي يعنيني هو العراق ..

لا يعنيني كل سياسيي الصدفة بمختلف مسيمياتهم .. لا تعنيني انتمائتهم و عصاباتهم ( ولا اقول احزابهم ) .. لا تعنيني تبعيتهم و لائتهم و مذاهبهم و قومياتهم و اديانهم ( ان كان لهم دين ) .. لا تعنيني الجهات التي تقف خلفهم و تدعمهم و تساندهم ، بمختلف مسمياتها .. لا تعنيني الأكاذيب و الأباطيل و الخزعبلات التي يروجونها لخداع المواطن البسيط .. لا يعنيني كل ادعياء الدين من اي طائفة كانوا او مذهب ، ممن ينصبون أنفسهم اوصياء على البشر ، او وكلاء لرب العالمين على الأرض ، لأني أعرف جيداً عمق ارتباطي برب العزة ، وان علاقتي بخالقي لا تخضع لتقيم من أحد مهما كانت صفته ، كما انها لا تحتاج الى وسيط .. لا يعنيني اللصوص الذين يتسترون باثواب التقوى و الورع و هم عنها بعيدون ، بعد السماء عن الأرض .. لا تعنيني كل اسمائهم و مسمياتهم ، و خطوطهم الحمراء و الخضراء و الصفراء ، و بأي لون كانت .. لا يعنيني من جاء بهم أو ساعدهم ، من العملاء و الحاقدين و الخونة و المأجورين ، المتعطشين لدماء الأبرياء .. لا يعنيني من التف حولهم من الوصوليين الجبناء ، الذين لا يمتلكون من الرجولة شيئاً .. لا يعنيني الأنتهازيين الذين يتحينون فرصة التسلق و التكالب ، لتحقيق مكاسب شخصية .. لا يعنيني قليلي الجاه ، الذين لم يكن لهم يوماً دور مشرف في خدمة العراق .. لا يعنيني المتملقين الذين يستجدون العطف بذل النفس .. كل ذلك لا يعنيني بشيئ على الاطلاق ، لذا فان المقارنة مع ما يعنيني لا تصح اطلاقاً …

لله ردك ياعراق الشرفاء …

المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى