أخبار

ماكرون يعد بترميم كاتدرائية نوتردام خلال 5 سنوات

وعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء اليوم الثلاثاء بترميم كاتدرائية نوتردام "خلال 5 سنوات"، بعد حريق اندلع مساء الاثنين وأتى على جزء منها فيما أنقذ رجال الاطفاء الجزء المتبقي بصعوبة بالغة.

وقال ماكرون في مداخلة تلفزيونية مقتضبة بعد 24 ساعة من الكارثة "سنعيد بناء الكاتدرائية لتصبح أجمل وأريد أن يتم ذلك خلال خمس سنوات"، علما بأن باريس تستضيف الالعاب الاولمبية العام 2024.

وأضاف أن "حريق نوتردام يذكرنا بأن تاريخنا لا يتوقف أبدًا وأننا سنواجه دائما تحديات يجب التغلب عليها"، مشيدًا برجال الإطفاء "الأبطال" الذين كافحوا النيران طوال خمس عشرة ساعة.

وتابع "ما شاهدناه هذه الليلة هو القدرة على التعبئة والتوحد للتغلب. خلال تاريخنا، قمنا ببناء مدن وموانئ وكنائس والعديد منها احترق … لكننا أعدنا البناء".

ومنذ مساء الاثنين، وجه ماكرون نداءً وطنياً لإعادة ترميم هذا الموقع المهم. وتم سماع ندائه، وبلغ حجم التبرعات من كبار الأثرياء والمجموعات الصناعية الفرنسية الكبرى اكثر من 700 مليون يورو حتى بعد ظهر الثلاثاء.

وأخمِد حريق كاتدرائية نوتردام الذي أثار صدمة وحزنا في مختلف أنحاء العالم، بشكل كامل صباح الثلاثاء فيما أكدت السلطات أنها تستبعد فرضية أن يكون عملاً متعمداً.

وأعلن المتحدث باسم جهاز الإطفاء في باريس غابريال بلوس "تم إخماد الحريق بشكل كامل. نحن الآن في مرحلة تقييم الوضع"، مضيفاً أن "النار العنيفة" كانت "استعرت بسرعة كبيرة في السقف الخشبي" على امتداد "ألف متر مربع تقريبا".

وشرح بلوس أنّ المهمة تنحصر الآن بمراقبة هياكل البناء وحركتها وإخماد أي بقايا لبؤر محتملة، وأشار إلى أنّ جزءاً من القوس سقط في الكاتدرائية وأنّ نحو 100 إطفائي "لا يزالون حاضرين وسيبقون في الموقع طيلة اليوم".

ومن جهته، أعلن مدعي باريس اليوم أن المحققين يعملون على فرضية الحريق العرضي وليس المتعمد في كارثة الحريق المدمر الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام مساء أمس.

وقال ريمي هيتس للصحافيين أمام الكاتدرائية "لا شيء يشير إلى أنه كان عملا متعمدا" مضيفا أن العمال في موقع الكاتدرائية يتم استجوابهم بخصوص الحريق.

ووسط دهشة الزائرين في الصباح الباكر، كانت الكارثة غير مرئية بوضوح من الخارج، وبقيت النافذة الدائرية ذات الزجاج الملوّن الواقعة عند الواجهة الجنوبية من جهة نهر السين، سليمة. غير أنّه كان يمكن رؤية كومة من الركام الأسود وسقوط عواميد خشبية، وفق صحافي في فرانس برس.

وحذّر رجال الإطفاء من أنّ "الحصيلة المادية مأساوية".

أما الحصيلة البشرية، فتمثّلت بإصابة أحد عناصر الإطفاء بجروح خطيرة.

وشارك حوالى 400 إطفائي في مكافحة النيران ومحاولة إنقاذ برجي الكاتدرائية الأماميين، وهو ما تمكنوا من تحقيقه قبيل منتصف الليل.

اعتبر وزير الدولة للشؤون الداخلية لوران نونيز أن التساؤلات الان هي معرفة كيف يمكن لهذا البناء "أن يصمد".

بيد أنّ الرئيس الفرنسي أعلن لدى زيارته محيط الكاتدرائية أنّ "الأسوأ تمّ تجنّبه".

واندلع الحريق قبيل الساعة السابعة مساء الاثنين وتمدد بسرعة كبيرة، ملتهما سقف الكاتدرائية التي شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر في قلب باريس.

وتُعدُّ كاتدرائية نوتردام الصرح التاريخي الذي يستقطب أكبر عدد من الزوار في اوروبا، وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي منذ عام 1991.

 ويزور ما بين 12 و 14 مليون سائح كل سنة هذه التحفة المعمارية القوطية والواقعة في جزيرة المدينة.

ويُعرف الصرح عالميا بهندسته المعمارية، لكنّه اكتسب أيضا شهرة بفضل رواية فيكتور هوغو "نوتردام دو باري" التي تم اقتباسها عدة مرات في السينما والعروض المسرحية الغنائية.

وكان مئات الأشخاص يتابعون طيلة الليل مسار النيران في المبنى، والبعض يبكون. تجمعوا للإنشاد والصلاة، يقطعهم التصفيق لفرق الإطفاء العابرة من أمامهم.

ولخّصت اتيان فرمرش "الكاثوليكية المتدينة" التي صلّت "لساعات وساعات"، المشهد قائلة "كانت رؤية هذا الورع وهذا الحشد مؤثرة. كنا في صلاة مشتركة مع ملايين المسيحيين في العالم".

ومن جانبه، أمل البابا فرنسيس الثلاثاء في أن يتكاتف الجميع لإعادة بناء الكاتدرائية.

ومنذ الليل بدأت التبرعات بالتدفق، إذ تعهّد الملياردير الفرنسي فرانسوا-هنري بينو تقديم مئة مليون يورو لإعادة البناء، فيما تعهدت مجموعة "ال في ام اتش" تقديم 200 مليون.

 

شاهد ايضا: ما لا تعرفه عن كنيسة نوتردام في باريس

 

زر الذهاب إلى الأعلى