ميركل تحيي ذكرى “ليلة البلور”
حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من خطر تنامي معاداة السامية في بلادها، مؤكدة أنه من "الواجب الأخلاقي" لألمانيا أن تحارب هذه الظاهرة.
وقالت ميركل، متحدثة من كنيس يهودي في الذكرى الـ 80 لحملة اضطهاد اليهود في ألمانيا، والتي تسمى بـ "ليلة البلور"، إن "الحياة اليهودية تزدهر من جديد في ألمانيا، وهذه هدية غير متوقعة لنا بعد الهولوكوست".
وتابعت ميركل: "لكننا نشهد أيضا معادة السامية المقلقة التي تهدد حياة اليهود في بلادنا".
كما دعت ميركل إلى عدم التسامح مع محاولات الجماعات اليمينية المتطرفة لتحميل الجالية المسلمة في ألمانيا مسؤولية العنف الذي يرتكبه "المتشددون الإسلاميون".
من جانبه، ألقى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير كلمة أمام البرلمان في الذكرى الـ 80 لـ "ليلة البلور" والذكرى المئوية لقيام الجمهورية في ألمانيا. وقال فيها إن "كارثة الحرب العالمية الثانية والمحرقة النازية لليهود هي جزء لا يمكن فصله عن الهوية الألمانية".
وأضاف أنه يتعين أيضا التذكير بأصول مساعي الديمقراطية والحرية، التي نادت بها الثورة الديمقراطية عام 1918، وقال: "يمكننا أن نفخر بتقاليد الحرية والديمقراطية، دون إشاحة النظر عن هوة المحرقة النازية".
وأشار شتاينماير إلى أن "السؤال الأصعب والأكثر إيلاما في التاريخ الألماني هو كيف تمكن أعداء الديمقراطية من الفوز في الانتخابات عقب سنوات قليلة من الثورة الديمقراطية عام 1918، وكيف زج الشعب الألماني بجيرانه الأوروبيين إلى الحرب والدمار وساقوا عائلات يهودية في عربات لنقل الماشية وأرسلوا آباء مع أطفالهم إلى غرف الغاز".
كما تطرق شتاينماير إلى ذكرى أخرى تحل في هذه الأيام، هي ذكرى سقوط سور برلين عام 1989. ووصف هذا اليوم بـ "أسعد تاسع من نوفمبر في تاريخ ألمانيا".
وتحيي ألمانيا اليوم ذكرى ضحايا "ليلة البلور"، أي انطلاق اضطهاد اليهود في 9 – 10 نوفمبر عام 1938 من قبل النظام النازي بقيادة أدولف هتلر، وكذلك إعلان قيام الجمهورية يوم 9 نوفمبر عام 1918 أثناء الثورة الألمانية التي أنهت الحكم القيصري بالتزامن مع هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
كما تحل اليوم 9 نوفمبر ذكرى سقوط سور برلين، الأمر الذي أصبح بداية لعملية توحيد ألمانيا بعد 40 عاما من تقسيمها إلى جمهوريتين، شرقية موالية للمعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي، وغربية موالية للغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو.
رويترز