ترامب لأوروبا: كش ملك!
تحت عنوان "سوليتير أمريكي لأوروبا"، كتب كيريل كوكتيش، في "إزفستيا"، حول استراتيجية ترامب بخصوص العلاقة الأمريكية مع أوروبا.
وجاء في المقال: كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن دونالد ترامب عرض، أثناء استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أبريل الماضي، انسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبي مقابل تعاون مربح.
ليست المرة الأولى التي تشكل فيها أوروبا الموحدة هدفا لهجوم الرئيس الأمريكي. فهل يسمح ذلك بالحديث عن وجود تكتك أم استراتيجية أمريكية في هذا المنحى؟
يمكن ملاحظة الجانب التكتيكي في طروحات ترامب بلا عناء. لديه أسباب سياسية داخلية كبيرة لضغط علني قاس على أوروبا باسم حماية المصالح الأمريكية. فأولا، هذا استعراض مهم أمام ناخبيه، قبيل الانتخابات النصفية، لمنهجيته وحسمه في الدفاع عن مصالح أمريكا؛ وثانيا، هذا الضغط، يشكل فضاء جديدا للاتصالات اللاحقة مع أوروبا.
ويمكن النظر في هدف ثالث حيوي يسعى إليه ترامب. فإذا لم تحطم هجماته على الاتحاد الأوروبي خصومه الموالين لكلنتون المتخندقين هناك فهي تضعفهم على الأقل. وبهذا المعنى، فمن مصلحته أن يكف الاتحاد الأوروبي عن أن يكون قاعدة موارد بديلة لمنتقديه، حتى أيديولوجيا.
إلى ذلك، لا تقتصر المسائل على الشأن الداخلي. فثمة مشكلة في أوروبا نفسها، بل الأصح في ما سيكون عليها أن تعيشه من تحولات في الأفق المنظور. فحركة الاتحاد الأوروبي القادمة ستسير في أحد اتجاهين: إما التوجه نحو مركزية السلطة وتوطيدها، أو تحوله إلى مجرد إقليم وأرض. السؤال الاستراتيجي الذي يتأتى عن ذلك، بالنسبة لترامب، هو أي أوروبا توافق المصالح الأمريكية، ليس ظرفيا، إنما على المدى الطويل؟
أوروبا، ضرورية للولايات المتحدة كسوق وليس كمنافس، رغم التقارب التاريخي والأيديولوجي بينهما. وهذا يعني، حين ستختار أوروبا بين الاندماج والتفكك، لن يكون خيار الاندماج في مصلحة واشنطن الحالية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة