غضب في فرنسا لموت أم شابة أهملت خدمة الإسعاف نداءها وسخرت منها
أثار غضب الشارع الفرنسي الكشف عن تسجيل لموظف استقبال مكالمات هاتفية في خدمة الإسعاف يسخر فيه من أم شابة اتصلت بالإسعاف وتوفيت بعد ساعات من إهمال اتصالها.
وقد اتصلت ناومي موزنجا، 22 عاما، بخدمة إسعاف سترازبور مشتكية من ألم حاد في معدتها، ومستغيثة "أشعر انني سأموت".
فرد عليها موظف استقبال المكالمات الهاتفية "ستموتين يوما ما بالتأكيد، مثل أي شخص آخر".
وقد اضطرت السيدة في النهاية إلى الاتصال بخدمة إسعاف أخرى نقلتها إلى المستشفى، بيد أنها توفيت هناك جراء تعرضها لجلطة قلبية. وقد أمرت وزيرة الصحة بإجراء تحقيق في ملابسات الحادث.
في تسجيل المكالمة الذي يستمر لثلاث دقائق، تحاول موزنجا جاهدة، بصوت واهن جدا أن تصف ألمها خلال الاتصال مع خدمة الإسعاف (سامو).
ويبدو على موظف استقبال المكالمات الانزعاج من صوته، وهو يرد عليها قائلا "إذا لم تقولي ما الذي يجري سأنهي المكالمة".
فترد المرأة "أشعر بألم شديد".
ويطلب منها الموظف أن تتصل بخدمة إسعاف أخرى، مثل "أس أو أس ميدوسان" التي ترسل أطباء إلى منزل المريض بدلا من إرسال إسعاف تنقلهم، ويقول لها "لا استطيع أن أرسل لك إسعاف".
ويسمع في التسجيل صوت الموظف يتبادل الحديث مع موظف آخر، حيث يتندران على المرأة.
اتصلت المرأة لاحقا بخدمة "أس أو أس ميدوسان" وبعد خمس ساعات من الانتظار، نقلت إلى المستشفى.
ووضعت في وحدة العناية المركزة بعد تعرضها لأزمة قلبية، بيد أنها توفيت بعد ساعات جراء "فشل عمل عدة أعضاء بسبب نزيف مفاجئ". بحسب صحيفة لوموند الفرنسية.
ويرجع تاريخ الحادثة إلى 27 من ديسمبر/كانون الأول، لكن أثير الاهتمام بها الآن بعد الكشف عن التسجيل الصوتي الذي حصلت عليه عائلة الضحية ونشر على موقع محلي على الانترنت.
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية، أنييس بوزان، في تغريدة على تويتر الثلاثاء إنها "غضبت بشدة" لهذه الحالة وطلبت من الوكالة الحكومية المسؤولة عن الصحة والشؤون الاجتماعية (Igas) التحقيق فيها.
وأضافت "وأريد أن أؤ كد لعائلتها على دعمي الكامل … وأعد بأن تحصل عائلتها على كل المعلومات".
وأعلن مستشفى سترازبور الجامعي أيضا عن اجراء تحقيق إداري "لإلقاء الضوء على الوقائع التي نقلت".
وقالت شقيقة موزنجا لإذاعة أل سي آي الفرنسية، ولم تذكر الإذاعة اسمها، إن "ناومي كانت وحيدة، وقد قالت إنها ستموت، وصحيفة معلوماتها في المستشفى قوية، ولا أحد يجب أن يموت بمثل هذا الظروف".
ووصفت موزنجا بقولها كانت "بهية، قوية، وشجاعة" وأضافت "ناومي، بوصفها إنسانة… لها الحق ببساطة في أن تُنقذ، وأن يُعتنى بها. وهذا يجب أن لا يحدث مرة أخرى".
وطالبت صفحة أنشأت على الفيسبوك تحت عنوان "العدالة لناومي نوزنجا" بـ "الحقيقة والعدالة"، كما استخدم هاشتاغ بعنوان "العدالة لناومي" مئات المرات على تويتر، واتهم بعض المعلقين خدمة الإسعاف (سامو) بـ "الإهمال" و" العنصرية".
بيد أن موظفا سابقا في (سامو) قال لصحيفة لو باريزيان إن 10 إلى عشرين فقط من بين 100 نداء هاتفي تصل الخدمة هي حقيقية، ومعظمها تأتي من أناس سكارى ويعانون من القلق، أو يبحثون عن شخص ما للحديث معه واضاف "نخشى دائما من أن نرتكب خطأ".
bbc