ماتيو سالفيني.. الوزير المعادي للمهاجرين في الحكومة الإيطالية
يحتل اسم ماتيو سالفيني مجددا رأس قائمة الأنباء الأوروبية والدولية هذا الأسبوع، إثر قرار قضائي يقضي بملاحقته بتهمة "احتجاز أشخاص واستغلال النفوذ". وعرف زعيم رابطة الشمال المتشددة، الذي يشغل حاليا منصب وزير الداخلية في الحكومة الإيطالية، بمواقفه وتصريحاته المعادية للهجرة والمهاجرين. بورتريه:
يعود اسم وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إلى الواجهة بإعلان النيابة العامة في بلاده ملاحقته بتهمة "احتجاز أشخاص واستغلال السلطة"، وذلك بعد أن منعت الحكومة الإيطالية المهاجرين الذين أنقذتهم سفينة "ديتشيوتي" من دخول ترابها، وطالبت باقي الدول الأوروبية باستقبال عدد منهم.
والتحق سالفيني بحزب "رابطة الشمال" المتشددة في 17 من العمر. وتدرج في صفوفها عندما كان هدف مؤسسيها الأساسي الانفصال عن إيطاليا، "الجنوب الكسول"، وفق تعبير زعيمها السابق إمبورتو بوسي.
وبرز اسم سالفيني في الساحة الإعلامية الإيطالية من خلال برنامج كان يقدمه عبر أثير إذاعة خاصة تابعة للحزب، كان يحاور عبره بشكل مباشر أنصار" الرابطة"، وهي فرصة استغلها في التعبير عن أفكاره وتجريب ردود أفعال المؤيدين لها. وقال صاحب كتاب "وزير الخوف"، الصحافي الإيطالي أنطونيلو كابورال، أنه "كان يستخدم لغة الثكنات التي تروق الإيطاليين".
سالفيني يعيد للرابطة إشعاعها
دخلت "الرابطة" نفقا مظلما بين عامي 2008 و2012، عندما اتهم زعيمها السابق باختلاس 49 مليون يورو من المال العمومي. لكن وصول ماتيو سالفيني إلى زعامة الحزب في 2013 أعاد لها بريقها السياسي من جديد، ونجح في تحويلها من حزب جهوي انفصالي إلى حزب وطني، حصد الكثير من الدوائر الانتخابية في الانتخابات الأخيرة، وكرس نفسه رقما أساسيا في التحالف الحكومي مع حزب "خمس نجوم" الشعبوي.
يعترف خصوم سالفيني السياسيين أن وصوله إلى زعامة حزب "الرابطة" اليميني المتطرف، غير المشهد السياسي الإيطالي رأسا على عقب. ويعتبر المراقبون أن الطبقة السياسية التقليدية الإيطالية لم تكن تتصور في يوم من الأيام أن هذا السياسي الملتحي سيتحول من خلال حزبه إلى رقم مهم في المعادلة السياسية الإيطالية. ووصفته مجلة "إيكسبريس" الفرنسية بـ"الانتهازي" الذي يغير مواقفه، وفقا لمصالحه لتحقيق طموحاته السياسية.
وككل الزعماء السياسيين، يقوم قائد حزب "الرابطة" ببناء تحالفات سياسية أوروبية خارج إيطاليا مع أحزاب تشاركه نفس المواقف من قضايا الهجرة واللجوء ومعادية للوحدة الأوروبية، حيث تحالف مع كل من رئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان، والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس، وكذلك مارين لوبان.
شهرة أوروبية تخيف زعماء القارة العجوز
وبنى سالفيني شهرته الأوروبية والدولية على مواقفه المعادية للهجرة. انتخابه في البرلمان الأوروبي لولايتين أفاده كثيرا في تعزيز ثقافته السياسية وفهم الآليات الأوروبية. "كان من المفروض عليه أن يتعرف على خصمه من الداخل حتى يسهل عليه مهاجمته"، يكتب أحد المواقع الفرنسية متحدثا عن عدائه للاتحاد الأوروبي.
كما عرف سالفيني بلهجته القاسية تجاه المهاجرين، حيث تناقلت وسائل الإعلام الأوروبية تصريحاته بهذا الخصوص في أكثر من مناسبة. وكان تعهد في تصريح سابق بطرد جميع المهاجرين من إيطاليا. ومع وصوله إلى الحكومة الإيطالية تحول لـ"مشكلة حقيقية" بالنسبة لأوروبا في سياستها تجاه الهجرة، يقول مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح لمجلة فرنسية.
لقد عرف سالفيني بلهجته العنيفة والتهجمية ليس ضد المهاجرين فقط، وإنما حتى ضد خصومه السياسيين الذين لا يشاطرونه الرأي حيال سياسته تجاه الهجرة واللجوء. وكان وصف الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في تصريح له بـ"المنافق". وقالت عنه مجلة "إيكسبريس" الفرنسية، إنه "الخطر الحقيقي الذي يهدد أوروبا".
مهاجر نيوز