أخبار الهجرة

منظمة أنقذوا الأطفال: “الدعارة القسرية”.. الثمن الباهظ للوصول إلى أوروبا

صدر تقرير مثير للقلق عن منظمة "أنقذوا الأطفال" في تموز/ يوليو الماضي، يكشف النقاب عن وجود شبكات تستغل الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم، وعلى وجه الخصوص الفتيات، اللاتي قد يجبرن على ممارسة الجنس من أجل عبور الحدود الإيطالية الفرنسية.

 

" العبيد الصغار غير المرئيين "، هذا هو عنوان التقرير الذي أصدره في 27 تموز/ يوليو الماضي الفرع الإيطالي لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، ويحتوي على أربعة فصول تكشف عمليات استغلال يتعرض لها أطفال ويافعون لدى وصولهم إلى إيطاليا. وتلقي المنظمة الضوء على الإتجار الجنسي الذي يعرف باسم "الجنس من أجل البقاء على قيد الحياة"، والذي "يبدأ من بلدان المنشأ"، إذ تجبر الفتيات على جمع المال من خلال ممارسة الجنس من أجل مواصلة الرحلة إلى أوروبا".

وقالت فرانشيسكا بوتشينو، المسؤولة في منظمة "أنقذوا الأطفال"، لمهاجر نيوز إن الفتيات النيجيريات والرومانيات هن الأكثر عرضة لهذا النوع من " العبودية "، إذ يتم استغلالهن منذ لحظة الخروج من البلد الأم، وعندما يصلن إلى إيطاليا يكون هناك أشخاص بانتظارههن. وأضافت: "نلاحظ وجود أعداد متزايدة من الفتيات الإريتريات والصوماليات اللاتي يجبرن على الدعارة في شمال إيطاليا، ليتمكنّ من دفع 100 أو 50 يورو إلى المهرب من أجل عبور الحدود إلى فرنسا، وفي حالات نادرة إلى النمسا".

الإكراه على الدعارة وصعوبة تحديد أعداد الضحايا

المنظمة التي تعنى بشؤون الأطفال تواصلت مع نحو 1900 شابة كن ضحايا للاستغلال الجنسي في إيطاليا، من بينهن 160 فتاة لم تبلغن سن الرشد بعد، وذلك بين كانون الثاني/ يناير 2017 إلى آذار/ مارس 2018. وأكدت بوتشينو أن هذه الأرقام المثيرة للقلق ليست إلا "الجزء المرئي من المشكلة"، وأعربت عن مخاوفها من وجود "تدفق غير مرئي من الأطفال المستضعفين الذين يمرون عبر إيطاليا". 

ويعطي التقرير مثالا على الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا، التي تكلف الفتيات ما بين 20 إلى 50 ألف يورو، ولا يمكن للمهاجرات الصغيرات تسديد تلك المبالغ الكبيرة إلا من خلال "الدعارة القسرية"، وهي "آلية يصعب التحرر منها بسهولة".

 

وأوضحت بوتشينو لمهاجر نيوز: "هناك ضغوط تمارس من قبل المهربين على الفتيات القاصرات كي يخبرن السلطات أنهن يبلغن من العمر 18 أو 20 عاما، وبذلك يخرجن من إطار نظام حماية الأطفال ويجدن أنفسهن خاضعات لرحمة الشبكات الإجرامية"، كما أشارت إلى أن "الفتيات من ضحايا الاستغلال يغيرن أماكن إقامتهن ومراكز الإيواء بشكل منتظم. وهذا يصعب عملية متابعتهن"، وبالطبع فإن صعوبة متابعة الفتيات اللاتي يتعرضن للاستغلال تجعل من المستحيل على المنظمة إعطاء أرقام دقيقة عن أعدادهن.

كما يشير تقرير منظمة "أنقذوا الأطفال" إلى نوع طوعي من التسرب، إذ يترك بعض الأطفال غير المصحوبين بذويهم نظام حماية الأطفال من تلقاء أنفسهم لأنهم يشعرون أنه "يبطئ من الاستقلال الاقتصادي الذي يتطلعون إليه". وأحصت المنظمة 4570 قاصرا "لا يمكن العثور عليهم" بعد أن غادروا مراكز الإيواء، على وجه الخصوص في مناطق جنوب إيطاليا. وهم بشكل رئيسي إريتريون (14%) وصوماليون (13%) وأفغان (10%) ومصريون (9%) وتونسيون (8%).

 

وتفسر فرانشيسكا بوتشينو حالات الهرب من نظام حماية الأطفال بالقول: "إن الكثير من هؤلاء الشباب لا يثقون إلا بأقرانهم أو مجتمعهم، فمن الصعب للغاية إقامة علاقة معهم تسمح بمتابعتهم وحمايتهم من الإتجار".

الاستغلال الجنسي يطال الفتيان أيضا!

وعلى الرغم من أن الفتيات هن الضحايا الأساسيات لشبكات الاستغلال الجنسي، لكن الأولاد الذكور عرضة أيضا لهذا النوع من الاستغلال، وتشرح لنا بوتشينو: "لاحظنا، في عام 2017 حالات استغلال جنسي لفتيان صغار في السن، وغالبا ما يكونون مصريين. لكن العدد بدأ بالتناقص في عام 2018 بسبب انخفاض أعداد المصريين الذين يصلون إلى إيطاليا". ويخضع هؤلاء الأولاد لنظام استغلال من نوع آخر ضمن قطاعي التغذية والزراعة، "في محاولة لجني الأموال لمواصلة الطريق".

وتأمل منظمة "أنقذوا الأطفال" من خلال هذا التقرير "إظهار" ضعف القاصرين غير المصحوبين والشباب الذين يصلون إلى إيطاليا، على أمل الحصول على "التعاون الأوروبي في هذا الشأن" لتجنيب الأطفال هذا المصير القاسي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

infomigrants

زر الذهاب إلى الأعلى