كشف المستور

ما حقيقة إرتباط العديد من المنظمات الاسلامية في السويد بتنظيم الاخوان المسلمين الدولي

ما حقيقة إرتباط العديد من المنظمات الاسلامية في السويد بتنظيم الاخوان المسلمين الدولي ؟!

 

دراسة للوكالة السويدية المدنية للطوارئ تكشف : (4) من أكبر المنظمات الاسلامية مرتبطة بتنظيم الاخوان وتعمل بإمرته

 

“الاخوان المسلمين” في السويد يبنون مجتمعاً موازياً للمجتمع السويدي !!

 

نورل : لا أعرف ماذا تعاطى منتقدو الدراسة عند قرائتها  

 

لورينزو فيدينو : يجب على الحكومات الاوروبية ان تراقبهم لانهم يعملون سراً !

 

ماغنوس رانستورب:  للاخوان نشاط تنظيمي في اوروبا والدراسة فيها مصداقية لان احد كتابها كان عضوا في التنظيم

 

محمد خليفة : إخوان السويد لديهم شبكة علاقات واسعة بالحكومة والمجتمع السويدي

 

 

كتب : د. علي الجابري / رئيس التحرير

 

جدل كبير أثير حول الدراسة التي كشفت عنها الوكالة السويدية المدنية للطوارئ (MSB) وتحدثت عن إرتباط العديد من المنظمات الاسلامية الكبيرة في السويد بتنظيم الاخوان المسلمين الدولي، وان هذه المنظمات تبني مجتمع مواز للمجتمع السويدي يختلف عنه في القيم والتقاليد والاعراف وربما حتى القوانين.

وربما لن تكون هذه الدراسة التي اثارت غضب المنظمات الاسلامية المذكورة الا بداية لتطورات قادمة تتعلق في طريقة تعاطي الحكومة والمجتمع السويدي مع تلك المنظمات التي كانت حتى الامس القريب قريبة من الحكومة وتقدم نفسها على أساس انها تمثل مجتمع المسلمين في البلاد.. فما الذي حصل وماذا جاء في هذه الدراسة.

“يورو تايمز” تسلط الضوء على هذه القضية في محاولة لتوضيح الصورة الى القارئ ومحاولة فهم الاسباب التي تجعل من تلك المنظمات تحاول ان تبرئ نفسها من تهمة العلاقة مع تنظيم الاخوان المسلمين الدولي رغم ما عرف عن اعضائها وتوجهاتهم الواضحة والتي لا تبتعد كثيراً عن هذا التنظيم المثير للجدل في العديد من بلدان العالم.

 

 

ماغنوس نورل : احد الباحثين كان عضواً في التنظيم ؟!

 

بداية الازمة كانت مع اعلان نتائج الدراسة التي كشف خلالها الباحث السويدي الشهير في شؤون الارهاب "ماغنوس نورل" ان العديد من المنظمات الاسلامية في السويد ترتبط بتنظيم الاخوان المسلمين، وتقوم ببناء مجتمع مواز للمجتمع السويدي مختلف عن القيم السويدية.

الباحث السويدي الشهير "ماغنوس نورل" ومعه اثنين من الباحثين ، قاموا بأول دراسة من نوعها حول تنظيم الاخوان المسلمين في السويد بتكليف من الوكالة السويدية المدنية للطوارئ "MSB". اكدوا فيها على علاقة العديد من المنظمات الاسلامية بتنظيم الاخوان، وان تلك المنظمات تقوم ببناء مجتمع مواز يختلف عن بقية افراد المجتمع السويدي من ناحية القيم.

وتكشف الدراسة التي اطلعت عليها صحيفة "يورو تايمز" والمؤلفة من (35) صفحة، ان (4) من اكبر المنظمات الاسلامية في السويد مرتبطة مباشرة بتنظيم الاخوان المسلمين، ومقرهم الرئيس هو الجمعية الاسلامية في السويد، كما تشير الدراسة الى جمعية الاغاثة الاسلامية وجمعية أبن رشد التعليمية وجمعية الشباب السويدي المسلم، حيث يُسيطر عليها تماماً من قبل تنظيم الاخوان.

 

لكن بالمقابل انتقد نحو (20) باحثاً التقرير المذكور واصفين أياه انه يفتقد الى الادلة. الا ان "ماغنوس" رد عليهم بالقول انه لا يعرف ماذا كانوا يدخنون عند قراءة التقرير وعليهم ان يقرأوا جيداً، واذا كانوا لا يقبلون به فأنا لا استطيع ان افعل شيئاً. ولاحقاً أردف ماغنوس انه لم يقم بهذه البحث بمفرده وشاركه اثنين من الباحثين، وكان على وسائل الاعلام البحث عنهم جيدا، حتى يعرف الجميع ان احد المشاركين معي في الدراسة كان عضوا في تنظيم الاخوان المسلمين في السويد قبل ان يتركهم قبل سنوات، وانه كان على علم ودراية بعلاقة المنظمات الاسلامية المذكورة بالتنظيم وكيف كانت تعمل وفقاً لما يقرره التنظيم نفسه.

وسلطت وسائل الاعلام السويدية الضوء على ردود الافعال التي صدرت اليوم بعد الكشف عن البحث الذي قام به واحد من ابرز المختصين في شؤون الارهاب في السويد ويحظى بمصداقية عالية في المجتمع السويدي، وهو ما شكل صدمة للمنظمات المذكورة في التقرير.

 

باحث آخر  يؤكد ويطالب الحكومات الاوروبية مراقبة عمل المنظمات

 

من جانبه اكد الباحث "لورينزو فيدينو" الخبير في التطرف الاسلامي، ان هناك أدلة واضحة على ان جماعة الاخوان المسلمين موجودة في السويد، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة ان تقوم الحكومات الاوروبية بمتابعتها ، ومعرفة طبيعة عملها لان انشطتها تشكل تهديداً لبناء مجتمع اوروبي جيد ومتنوع ومتعدد الثقافات.

 

والباحث "لورينزو فيدينو"، يعمل في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الامريكية ، وسبق ان قام بتأليف كتاب عن تواجد وتوزيع الاخوان المسلمين في اوروبا.

واشار في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام المحلية السويدية وتابعتها “يورو تايمز”، انه لا يعتقد بالضرورة ان التنظيم يشكل تهديداً أمنياً مباشراً على الرغم من وجود ارتباط لعمله بالعنف ، وان افكاره تنتشر في العديد من الاماكن، وهي تختلف تماماً عن القيم السائدة في الغرب.

 

يعملون سراً ولا يكشفون إسمهم

 

ويعتقد الباحث نفسه ان جماعة الاخوان المسلمين تضم عدداً قليلاً من النشطاء الذين يشكلون شبكة منظمة تنظيماً جيداً تضم افراداً ومنظمات وشركات وتعمل بشكل سري. والتنظيم محظور في العديد من البلدان العربية حاليا.

واكد ان جماعة الاخوان المسلمين لا يطلقون على انفسهم "الاخوان" علناً، ولكنهم يعرفون من خلال طبيعة عملهم وعلاقاتهم التنظيمية والمالية والايديولوجية ، وهم موجودون في كل بلد.

ورغم انه لم يركز في بحثه السابق عن إخوان اوروبا على السويد ، الا انه أشار ان هناك العديد من المنظمات الاخرى التي ترتبط بالتنظيم في عموم دول اوروبا، ومنها اتحاد المنظمات الاسلامية في أوروبا "FIOE"، التي توجد مؤشرات واضحة بإنها تتبع لتنظيم الاخوان المسلمين بناءً على هيكليتها وطبيعة عملها، وفي السويد هناك الكثير من الاشخاص الفاعلين والمؤثرين ويلعبون أدواراً بارزة في تلك المنظمات.

واشار ان هذه المنظمات تحاول ان تقدم نفسها على إنها تمثل المسلمين في اوروبا، وتحاول فرض تفسيرها الخاص للاسلام  وتؤثر في المجتمع والحكومات بناءً على ما تمتلكه من الموارد المالية والامكانات الكبيرة التي تتيح لهم تقديم انفسهم كحارس وممثل للمسلمين.

واكد "فيدينو" انه على الرغم من ان تنظيم الاخوان المسلمين لا يعتبر منظمة ارهابية صريحة، ولكنه ينشط كمنظمة ضغط ويشكل تهديداً مفتوحاً للمجتمع بسبب قوة نفوذهم ، مشيراً ان اوروبا تحاول بناء مجتمعات متناغمة ومتعددة الثقافات ، ومن المهم ان نعرف طبيعة الرسائل السلبية التي ترسلها جماعة الاخوان المسلمين في اوروبا، ولابد من التعامل معها بطريقة ذكية لمعرفة كيفية وطبيعة عملهم.

 

 

ماغنوس رانستورب: الاخوان لديهم نشاط واضح في اوروبا

 

الباحث السويدي في شؤون الارهاب “ماغنوس رانستورب” دعم هو الآخر موقف زميله “نورل” ، وقال ان التقرير يحظى بمصداقية عالية ولا ينبغي رفضه بسهولة، خاصة وان احد المشاركين في كتابته كان احد اعضاء تنظيم الاخوان المسلمين ، وكتب شهادته من واقع تجربة حقيقية، ويشير التقرير ان جماعة الاخوان المسلمين تنشط في السويد منذ عام 1970 حتى الان.

واكد “”رانستروب” ان من الواضح ان الجماعة التي تنشط في دول الشرق الوسط وخاصة مصر وتركيا والاردن لديهم نشاط تنظيمي في دول اوروبا أيضا، لذا فإنه يرى ان التقرير فيه مصداقية عالية.

 

 

 

لا يوجد منافس للاخوان في السويد

 

من جهته أكد الكاتب والصحفي السوري محمد خليفة في تصريح خاص ل”يورو تايمز”، ان تنظيم الاخوان موجود، وهو قوة سياسية واجتماعية وشبابية وثقافية في السويد مثلما هو الحال في العديد من البلدان الاوروبية. وكانت للتنظيم دور كبير في تنظيم وتأطير عمل الجالية المسلمة في البلاد منذ عشرات السنين ، واشار الى انه عمل معهم في المجلس الاسلامي لمدة (6) شهور قبل (25) عاماً، وانه يدرك جيدا تاثيرهم الكبير وفاعلية منظماتهم وروابطهم المنتشرة في عموم البلدان الاوروبية، وكان لهم مشاركات واضحة في البرلمان الاوروبي، ولهم تأثير ودور في الانتخابات السويدية ، لجهة حثهم الجالية المسلمة على المشاركة في الانتخابات.

ورداً على سؤال حول سبب عدم كشف تلك المنظمات الاسلامية عن علاقتها او انها جزء من تنظيم الاخوان المسلمين قال الكاتب “محمد خليفة” ، ان الامر تقني اكثر مما شئ آخر، فتلك المنظمات إن أعلنت عن نفسها انها واجهة او جزء من تنظيم الاخوان المسلمين فإنهم سيفقدون الكثير من ابناء الجالية العربية والمسلمة الذين لا يدينون بالولاء للتنظيم ، او لديهم مواقف مسبقة منه، أما اذا اعلنوا انهم رابطة إسلامية، فإنهم سيصلون الى اغلب الجالية المسلمة ويؤثرون فيها. واشار “خليفة” اننا نعرف جيداً انهم “اخوان” لكني في الوقت نفسه أشيد بتجربتهم وتنظيمهم ، وهم القوة الاكبر إسلامياً في السويد، ولا يوجد منافس لهم، ولديهم شبكة علاقات واسعة مع المجتمع والحكومة السويدية بحكم وجودهم في اوروبا منذ ما يقارب (60) عاماً. 

 

 

 

المقر البديل !!

 

وكان موقع البوابة نيوز المصري كشف نقلاً عن مصادر داخل جماعة الإخوان، عن انتقال بعض قيادات الجماعة الهاربين من  مصر إلى السويد لإعلانها مقرًا جديدًا لهم،  وأن الجماعة تعتمد على عدة منظمات بعد وصول أتباعها إلى هناك لتقديم العون لهم وهم «مجلس التعاون الإسلامي، والمجلس الإسلامى السويدي، والرابطة الإسلامية، ورابطة الجمعيات الإسلامية،  واتحاد  المراكز الثقافية الإسلامية، وطائفة البوسنيين  المسلمين، والمركز الإسلامى فى مالمو،  والمؤسسات التعليمية للمسلمين فى السويد».

وكشف محمد الرفاعى الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية فى تصريحات له عن أن الإخوان يرون أن الدول الاسكندنافية البديل الآمن لهم بعد تولى الرئيس  الامريكي دونالد ترامب الحكم فى شهر يناير الماضي، وصعود اليمين المتطرف فى دول أوروبا ، لافتًا إلى أن وفد الجماعة عقد اجتماعات مع مسئولين على المستوى الرسمى من البرلمان النرويجى ومسئولين من وزارة الخارجية النرويجية ورئيس  وزراء النرويج السابق ومنظمة العفو الدولية. 

 

الانتماء للسويد ام للاخوان

 

حاولت “يورو تايمز” الاتصال بالرابطة الاسلامية في السويد لمعرفة رأيها لكننا لم نحصل على رد حتى ، ونسعى ان يكون لنا لقاء في العدد القادم مع ممثل عن الرابطة لحسم الجدل حول علاقة الرابطة ومنظمات اخرى بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين، وحقيقة سعيها لبناء مجتمع مواز للمجتمع السويدي ؟ والسؤال الاكثر اهمية : هل ان المنظمات الاسلامية في السويد تدين بالولاء الى تنظيم الاخوان ام الى السويد كدولة ينتمي إليها الجميع مهما اختلف توجههم الديني.

 

الحقوق محفوظة لصحيفة "يورو تايمز"

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى